عرض و ندوة فيلم الموت حبا 26-5-2012 على مسرح مديرية الثقافة. ويذكر أن الفيلم من إنتاج الفضائية التربوية السورية التي حصدت ست جوائز ذهبية في مهرجان بيروت للسينما والتلفزيون ، وكان من أبرزهة فيلم ” المــــوت حبـاً ” كأفضل فيلم متكامل لعام 2012

 

 

برعاية مديرية الثقافة في حلب  و النادي السينمائي 

عرض فيلم :


” المــــوت حبـاً "

 

 وكان ذلك على الساعة الثامنة من مساء يوم السبت 26/5/2012 على مدرج مديرية الثقافة في حلب .

 

الفيلم من تأليف د. طالب عمران سيناريو وحوار رانيا درويش إخراج حسام حمود.

بطولة : سوزان نجم الدين ، عامر العلي ، صباح الجزائري وحسام تحسين بك وفاتن شاهين ، وفاتح سلمان ورباب كنعان ولينا دياب وآخرون .

ويذكر أن الفيلم من إنتاج الفضائية التربوية السورية التي حصدت ست جوائز ذهبية في مهرجان بيروت للسينما والتلفزيون ، وكان من أبرزهة فيلم " المــــوت حبـاً " كأفضل فيلم متكامل لعام 2012 .

الفيلم تلفزيوني بروح سينمائية وهو يندرج تحت عنوان الدراما الغرائبية التي عرّفها لنا المخرج حسام حمود في إحدى اللقاءات لعالم نوح قائلا :

الغرائبية هي الحقائق الموجودة في مجتمعنا ، والتي قبد تكون غريبة أو غير مألوفة للناس ، والفيلم يروي إحدى هذه القصص،
وقد عملت هذا الفيلم بروح سينمائية كاللقطة والصورة والجودة العامة والتشويق الزائد. بالإصافة إلى النص الذي حاولت قد الإمكان أن أبتعد فيه عن النص المسلسلاتي.

وعقب عرض الفيلم ندوة حوارية بحضور كاتب الفيلم د. طالب عمران ومخرجه أ. حسام حمود

وقد أدار الندوة أ ، فاضل كواكبي.

أحــداث العرض :

قدم العرض أ . غسان الدهبي الذي رحب بالحضور الجماهيري الكبير ، الذي تفاعل مع العرض بطريقة رائعة.

ومن ثم رحب بحضور شخصيات إدارية وفنية هامة من أبرزها :

ـ أ. وليد إخلاضي وأ. محمد أبو معتوق ، وأهم من كتب في أدب الخيال العلمي الكاتب والروائي : د.طالب عمران "كاتب الفيلم" ،والممثل والمخرج المسرحي الشاب : حسام حمود "مخرج الفيلم" ،والشخصية الإدارية الناجحة التي أسهمت في نجاح الفيلم أ . فراس الجاجة ، والممثل القدير أ . مروان غريواتي.

ثم تلا الترحيب حديث عبر الهاتف مع الفنانة سوزان نجم الدين التي قالت : يسعدني أن أقدم أعظم تحية من دمشق الفيحاء إلى حلب الشهباء ، حلب الابداع ، حلب الغناء والشعر ، حلب الحضارة والعمارة ، أقدم تحية خاصة لكل شخص موجود الآن.

وتابعت : عملنا هذا الفيلم بمحبة كبيرة للكاتب الكبير "د.طالب عمران " والمخرج " حسام حمود " والمنتج " فراس جاجة "وعدد كبير من الممثلين لإنجاح هذا الفيلم.

واستطردت قائلة : كنت أتمنى أن أكون معكم ، حتى نرى الفيلم سوية ، كنت أتمنى أن أسلم عليكم فردا فردا ، لكن للأسف أنا لم أستطع المجيئ بسبب التضارب في مواعيد الطيران ، لكني سأعتبر نفسي متواجدة معكم من خلال الفيلم ، أتمنى أن ينال الفيلم أعجابكم ، وأتمنى أن أبقى على نفس المستوى الذي أعمل فيه، وأن يبقى بلدنا بلد أمان وسلام.

ثم شاهد الجميع مقدمة عن الفيلم دامت خمس دقائق ، ثم قدم الأستاذ " غالب البرهودي " مدير الثقافة للدكتور" طالب عمران " [ درع مديـرية الثقافة ]، تلاه درع آخر للمخرج " حسام حمود " ، وأخيرا درع للفنانة " سوزان نجم الدين " تسلمه عنها ليوصله إليها الاستاذ " فراس الجاجة " .

وعبر الدكتور طالب عن سعادته بعد تسلمه الدرع قائلا : سعيد جدا بقدومي إلى حلب ، وأنجرت الكثير من البرامج والحواريات التي لها علاقة بحلب ، حتى قالو لي في مرة من المرات ، لماذا تفضل حل عن غيرها ؟ فقلت : لأن حلب هي مستودع للثقافة والمعرفة والابداع .

وبدأ عرض الفيلم الذي دام لساعتين من الزمن ، حيث يحكي قصة حب بين الصحفية " مرام " التي لعبت دروها الفنانة " سوزان نجم اادين " ، والشاب " وسام " طالب في السنة الرابعة في كلية الطب البشري جسد شخصيته الفنان " عامر العلي " ، ثم تتصاعد الأحداث في إطار خفي على المشاهد. فتنكشف الإحداث تباعا، لتصل العلاقة بين الشاب والفتاة إلى علاقة حب أشبه بالجنون، ثم يدرك الشاب أنه كان ضحية للفتاة التي أحبها، فقد كانت الفتاة مصابة بالعديد من الأمراض النادرة، التي تذهب عنها أثتاء الزواج برجل سليم فتنقل إليه الأمراض وتشفى تماما لكن لفترة مؤقتة ، وتنتهي القصة بموت البطل الذي أحب موته لأجل بقائها على قيد الحياة .

الفيلم كان متميزا بأسلوبه الذي جعل المشاهدين يرفعون له القبعة احتراما، ويصفقون له بحرارة، والابتسامات والدموع في بعض الاحيان التي ارتسمت على وجوه المشاهدين دلت على إعجابهم وسعادتهم بحضور فيلم ترك بصمة واضحة في نفوسهم، بالفعل كان فيلما يستحق أن ينال الجائزة الذهبية ليس لأنه سوري، بل لأنه يستحق ذلك.

بعد انتهاء الفيلم صعد إلى المنصة د.طالب عمران، والمخرج حسام حمود و مدير الانتاج فراس الجاجة لإقامة الندوة التي يديرها أ.فاضل كواكبي الذي عبر عن إعجابه بالقطع السينمائي التلفزيوني قائلا : لأول مرة أشاهد خارج السنما السورية التي تنجزها المؤسسة ممثلين تلفزيونين في أساسهم يدركون في فعلهم ورد فعلهم ماذا يفعلون أمام الكاميرا،
ثم طلب من د.طالب الحديث عن أصل فكرة الفيلم ، فقال د.طالب : الفبلم ينتمي إلى مجموعة من القصص التي يطلق عليها البعض مصطلح " الغرائبية " لكنها ليست كذلك، فهي موجودة في التاريخ في أكثر من 12 حالة،"على سبيل المثال قصة الأمير" فيلبيب" الذي كان ولي عهد إسبانيا في القرن السابع عشر، و كان له عشيقة يجالسها وبعد برهة من الزمن تموت ثم تليها الأخرى.

وأكد د.عمران أنه أنه أخذ الأسلوب من هذه الحالات ووضعه في القصة على أنه "مرام" ، ونوه د.عمران أنه من يجري وراء المتعة دون أن ينتبه يقع في مطبات هذه المتعة، وأحيانا تجلب له الويلات، وهذا ملخص الفيلم إنسانيا.

ثم أشار عمران إلى أن العالم العربي لم يتطرق إلى موضوع "الغرائبية" مع أنها قد تكون موجودة بيننا، وأكد أن الدراما العربية يجب عليها أن تأخذ هذا المنحى، وتبدء بإنتاج مثل هذه المواضيع لأنها شيقة وتأخذ نفسا إنسانيا واضحا، لأنها تتطرق إلى الواقع وبشكل طبيعي، فالدراما العربية لاتأخذ مثل هذه المواضيع على محمل الجد. وأتمنى أن يصبح هذا النوع من الأفلام جزءا من الدراما العربية.

من ثم تحتدث د.طالب على أن الفيلم كان ممتازا من الناحية الفنية، فالتصوير والإضاءة كانا على درجة عالية من الامتياز، مماساعد المخرج حمود وأعطاه دفعة قوية لكي يعمل لإنجاح الفيلم.

في نهاية حديثه تمنى د.عمران أن تتكرر هذه التجربة، وأن يشاهد في المستقبل العديد من الأفلام من نفس النوع.

من جانبه شكر الأستاذ فاضل كواكبي الدكتور عمران، ثم توجه بالسؤال للمخرج حسام حمود قائلا: تجربتك مع الدراما البصرية تجربة صغيرة جدا، فكيف استطعت أن تحضر نفسك؟ وتصل إلى هذا المستوى من الحرفية؟

فأجاب: لولا د.طالب لما كانت أتيحت لي هذه الفرصة، فقد عملت في 15 حلفة في تجربة أولى وهاهو ذا يعطيني فرصة ثانية من خلال إخراج الفيلم، وقد عملنا أنا و د.طالب على قصص كثيرة، وحاولنا استخلاص آلية عمل لعشر قصص، وشكلنا منها عشرة أفلام.

وأشار حمود على أنه حاول تقديم روح السينما وليس السينما ذاتها، وذلك من خلال الاجتماع مع الممثليين والعمل على الحالة النفسية والتصعيد الدرامي لشخصياتهم، وخاصة بشخصبة البطلة "سوزان" والبطل "عامر" فقد كان لهم منحى صعب، وتعاونا جميعا حتى وصلنا لأداء ابتعدت فيه عن الحالة التلفزيونية من خلال تكثيف الأحداث على حد قوله.
وختم قائلا : لا أدري إن نجحت أم لا، لكني حاولت أن أقدم فيلما تلفزيونيا بروح سيمائية.

ثم أكد أ. فاضل أن معظم الروح السينمائية تجلت في عمل الممثلين والممثلات من خلال معرفة اللقطة وحجمها وإدراك الفعل ورد الفعل المدروسين تماما، ثم تطرق إلى موضوع تكثيف الأحداث ونوه إلى أنه يمكن أن يكون هناك تكثيف أكثر في الأحداث، وهناك دقائق زائدة في العمل مبررا ذلك ببنية العمل التلفزيوني وتوجهه، أي أنه موجه لمشاهد التلفزيون وليس مشاهدين في صالة، وبالتالي فإنه قام بوظيفة العمل التلفزيوني تماما.

ورأى أ.فاضل أن السيدة "سوزان" خرجت أحيانا عن السيطرة، وغير منضبطة في بعض الأحيان.

فرد حمود : على العكس تماما التصاعد الدرامي الذي طلبتُه منها حققته السيدة "سوزان" بشكل أو بآخر.

ثم طلب أ.فاضل من مدير الانتاح أ. فراس الجاجة الحديث عن الظروف الانتاجية للعمل، والفضائية التربوية السورية وتوجهها في الانتاج الدرامي، وكيف تؤمن الشروط الانتاجية للعمل والأعمال الراقية ؟؟

فقال : بالنسبة للظروف الانتاجية كانت جيدة نزعا ما، وأشار قائلا: حاولنا الاعتناء بالتصوير في مواقع جميلة والاعتناء بجمالية اللباس والوجوه الجميلية التي تجذب المشاهد.

بالإضافة إلى إدخال عنصر الموسيقا للقصة الجميلية والإخراج الجديد.

من ثم تطرق إلى موضوع اللون الأحمر في اللباس والأثاث الذي لاحظه جميع المشاهدين مبررا ذلك بـ "عمل جملة لاوعي عند المشاهد والمتلقي فيرتبط بالفيلم" .

ثم بدء الحضور بعرض آرائهم وبدء الشاعر والسينارست " أ .محمد أبو معتوق"قائلا : مع أن الفيلم قد جذبني كثيرا بإشراقه، واستجرار مثل هذه الحالات أمر فني وجذاب ومهم، ولكن غياب التسويغ العلمي للحالة المذكورة يقلل من إقناع المشاهد ويحول الحالة إلى أسطورة، وكنت أتمنى حضور كاتبة السيناريو "رانيا درويش".

ورد د.طالب قائلا : أنا لدي75 قصة يكون للمرأة فيها غالبا دور البطولة، أما كاتبة السيناريو "رانيا درويش" فهي تكتب بطريقة جميلة جدا، وتملك احترافية في اختيار الحوار والمكان، لكنها تخرج أحيانا عن مقولة المؤلف، لعلنا نراها في وقت لاحق فهي كاتبة للعديد من الاعمال.

ثم نوه الأستاذ " كمال زالق " الكاتب في جريدة تشرين، على موضوع المصادفة في الأفلام العربية، ففي الفيلم العائلتان تعرفان نفس الطبيب، ونوه أيضا أن عنوان الفيلم " الموت حبا" هو نفس اسم رواية للكاتب " إيلكسي غالو ".

فرد د.طالب : الموت حبا اسم لعشرة أفلام ربما، لكنه في هذا الفيلم مات فعلا من الحب وأصر على المقولة، أما موضوع المصادفة فهي تخدم كثيرا في العمل الدرامي وتسهم في تكوين القصة.

وقال المخرج والناقد المسرحي "أ.إيليا قجميني " : نقطة إيجابية تحسب للنادي السينمائي ولكل من أنجز هذا العمل، فالعمل كان يحمل أشياء جيدة كثيرة خاصة في التصوير والمونتاج والألوان والديكورات، لكن ما أساء للفيلم التصوير السيئ لمبارة كرة القدم في البداية، وأكرر أنه يمكن اختصار بعض الوقت من الفيلم.

ورد المخرج حمود قائلا : المبارة لم تكن حدثا هاما في الفيلم ولكن أردت التركيز على نهاية المبارة وإعجاب "مرام" به.

وبروح فكاهية عبر الفنان "فايز أبو دان " عن سعادته بحضور الفيلم ولقاء د.طالب عمران.

وتطرق "أ.سمير كيالي" إلى الثغرة على حد تعبيره .عندما أحضرت "مرام" التحليل الطبي وكانت سعيدة بخلاصها من الأمراض ، ثم يأتيها تأنيب الضمير فلم تتفاعل مع فرحها بنجاتها من الموت بالشكل الصحيح.

فأشار حسام حمود أن "مرام " أحبيت "وسام" لأنه أحبها وهي إنسانة في النهاية، لذلك لم تكن سعيدة بهذا الحد.

في الختام أشاد د.طالب :أنه لا يوجد عمل فردي متكامل ، وتمنى فيما بعد أن يكون هناك تطورات وأعمال ناجحة.

وقال : أنا لدي صداقة مع حلب فأنا أعتبر حلب مدينة الابداع، ونحن مقصرين مع حلب وفانيها، لكننا سنعمل لخلق نوع من التوازن.

وخرج الجميع بعد سهرة طويلة تركت في قلوينا وعقولنا ذكرى لا تنسى ..

لموقع عالم نوح الصحفي :عمر تسقيه

omar.tskia@hotmail.com

 وللحديث والصور بقية