على سِكَكِ الحَديِد مَضىَ قِطَارُ دَرويش
- ديسمبر 2, 2010
- 0
وتَسير به سَيَّارَةٌ شَاحِبَةٌ..
كأفعى وديعةٌ ..
صفيِرُها يُغَيِّبُ صَوتَ البُكاء ..
صَوتَ الثُغاء ..
ويَرمي الزاجِلُ الإنتهاء ..
نَبأٌ غَيَّرَ دَورَةَ الدّودِ فِي المكان … ثائر مسلاتي
على سِكَكِ الحَديِد مَضىَ قِطَارُ دَرويش
رَحل
بَينَ غُصنَينِ أحدبين …
يُخَبِئُ شَايًّ في اِبيضاض ثوب
ويذوب كبرق قبل هُنيهة
كان مبهر, سُعَالُهُ الأخيرُ صَنَعَ بَبغاءً يقلد ذكراه
على هَذهِ الأرضِ مالايَستطيعُ أن َيراه..
لن يتردد ابريل
وسينتهي روتين الخبز في الفجر
آَخِرُ الحُب عُشبٌ على عُشب
وَتمضَغُ الدودةُ ظِلُها
يُسعِدُها أن تُفني الخُلود
سَقَطَ القِناعُ على الحدود
وتَسير به سَيَّارَةٌ شَاحِبَةٌ
كأفعى وديعةٌ
صفيِرُها يُغَيِّبُ صَوتَ البُكاء
صَوتَ الثُغاء
ويَرمي الزاجِلُ الإنتهاء
نَبأٌ غَيَّرَ دَورَةَ الدّودِ فِي المكان
سيَأتي جَرِيحٌ يَسحَبُ زُجَاجَةَ الغاز
سيأتي رضيعٌ صَغيرٌ كَبيرٌ
بِكُلِ أشكالِ النمو
سَيأتي والُسمو
أُريد لِهَذِهِ القَصيدةِ أَن تَنتَهي
قَافِيَّةٌ ضَيَّعتها رَائِحَةُ الموت
وطَبيخُ أُمي أَشرَف على النفاذ
على هَذِهِ القَصيدةِ أن تَنتَهي
تَشُدُني مِن قَلمي رَائِحَةُ رِضَاعَةٍ
حَليبُ أُمٍ قُرآٌن مُقَدس
ولو كَانَ عَليَّ أن أَرقُصَ بَينَ شَهيدَينِ
عَليَّ أن أَضعَ فِي كُلِ وَردَةٍ مُسدَس
وأَمتَدُ كَريحانةٍ عَقِمَ كَأسُها
وَكُلُ البنفسج يبكيني
يُحزِنُهُ أَنّي .. مُغمَضُ العينينِ
واقِفُ القَلبِ
أصفَرُ اللون … عُشبيُّ الدمي
جاف…
كَصبَارةٍ مَهجورةٍ
شَاب البنفسج
هُنا على ضَوءِ نَبأٍ سَاخِرٍ يَابِسٍ نَرقُبُ نُزوحَ الدمعِ
وخُروجَ الأرضِ لِمحمود
كِتابُها يفجر الذِكرى الستين
من باريس
نَرقِبُ المشهَدَ الأخير
ونُقَدِمُ إلى الله أمنياتِنا بِالتَوفيق
هُنَا مِن بَاريس يُغَرِدُ البُلبُلُ
عَلَّني يُذكرني بِأَرضِ الطُفُولَة
هُناك أُنَازِعُ زَيتُونَةً تَشُدني من جذري
تعوث بي
تمازحني بماء طبرية ونَغسِلُ بِمزاجِ السبَّاحينَ القَضية
وتحملني من معطفي علاقَةُ المفاتيح .. وجذري
لِأكُونَ كَوَشِمٍ أزَلَهُ سَيَّافُ الزُهُور
كَمُفتَاحٍ أَمَاتَهُ السياف بِغُرور
على بابِ إيلياءَ
وضَاعَ الأثر…
بغلةٌ تَلعب الشِطرنج في المكان
قِردٌ يُهرِجُ لِيصنعَ حَربً إِعلاميَّة
وتَضيعُ على مَهلٍ القَضيَّة
ويسعِدُهُ أَن يَرقِبَ بِعيني المُختار
يُفَسِرُ أَكثَر
يُفَلسِفُ الأرض
تَأثَّر بها أكثر مِن تأثُرِ بُودلير بِأُوديب
وتَبقى بَقاياهُ لِتَسحَب نَفسها من كل الجمال
مِن وَردِ دِمَشقَ
ومِن شِعرِ نِزار
ومع اغتيال يُويليوس قَيصر
يكُتبُ جِدَاريَّة
اِقترِب إليَّ أيُّها الموت
فَنَحنُ نُحِبُ الحياةََ إذا ما استَطعنا إليها سَبيلا
يَختبِئُ خَلفَ قَبرِهِ
ليُخَبِئَ عشاءَهُ الأخِيرَ
في زُجاجةِ أَنفُسِهِ..
وَيَنسَلُ كَسَمَكَةٍ تُرَتِبُ غَلاَصِمَ التَنَفُس
وعلى أَبوابِ جُولاي سَأتُوبُ الى الله
لم يَبقى يادرويش
نِهاياتٌ لأيلُول
لم يبقى
إلاَّ أن تَشرَبَ ما تَبقَّى مِن الإنعاش
فَطيَّانٌ سيَلِدُ في الهِندِ بَعدَ قَليل,وتُأمِن بِأثرِ الفراشة
وكِتَابً أَخيّراً قَبلَ الرَّحيِل
قُلتَ مرَّة العَصافِيرُ
تَمُوتُ فِي الجَليل
الرَّدى – حَالَةُ حِصَار
وماذا سَتَفعلُ بَعدَ هذَا المَوت
لَقَد رأَيتُ أحدى عَشرَ كَوكَباً
وَخَمسُ فَتياتٍ يَا فِعاتِ يَحكِينَ لِعُصفُورٍ خَمسُ حَكَيات
ويَشنُقُ الدُوريُّ طَيفَهُ فِي قِصَةِ المَمات
بَعضُ البَيلسان
شَاحِبٌ
أَطلَّ مِن بُندقية
تَرقِبُكَ
وَثلاثُ تََعويذِاتٍ لِثلاثُ عَملياتٍ
يَومِيَّات
تَمُرُ والفَراشُ انتَحر
كَيفَ عَلينا فَتحُ الوصيَّة
أَنا لاأُريدُ لِهَذهِ القَصيِدةِ أن تَنتَهي
يَمدُ لِحافه ليعلن النوم
ليودع سائِحةً فُوتغارفية
لِيودعَ فَراشةً قَالت اِكُتب..
فما اللونُ إِلاَّ فراشة
وما القَبرُ
إلاَّ فِي رَامَ الله
أو سَقيفَةً مَهجُورَةً عِندَ المَحَطةَ
هُنا على كُرسي الطُفولَة نَأخُذُ درساً عَن النظام
ونُرتِبُ دَورَةَ الصُعودِ إالى الله
سَترحل أيُّها الفَيلَسوف قليلاً في البعيد
وقَدما رَامبو تَغيب زَهرً عَفِنً قُربَ الهاوية
وَتَرحَلُ قَليلاً فِي البعيد
فَكًلُ مَرَّةٍ تنجوا مِن أسلاكِ الحديد
وأَنتَ عَائِدٌ مِن الأُمسية … مِنَ الضِفَةَ
أَومِن زُجَاجَةِ النبيذ..
أَسلاكُ الحديد إرتَفعت أّكثر
والسُنونو لئيم لم يَضَع أَماناً على جَناحِيهِ
وقعت دِرويش
في لَحدٍ خَجول
ويَرتَفِعُ النحيبُ لِتَقول
الموت لايَعني لنا شَيئاً يكون فلانَكون
والموت لايعني لنا شيئاً نَكون فلا يكوُن
ورتبوا أَحلامَهُم بِطَريقَةٍ أُخرى ونَاموا وَاقِفين.
ثائر مسلاتي