نتابع نشاطات الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون، حيث كان موضوع الندوة هو عن عمالة الأطفال. وطبعا كان ذلك منذ قليل.

تتابع الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون نشاطاتها الثقافية الدورية، حيث كان موضوع ندوة الثلاثاء هذا المساء (2-11-2010)  عن عمالة الأطفال.

 حيث أقيمت منذ قليل ندوة حول هذا الموضوع، وذلك في المركز الثقافي في العزيزية وبمشاركة كل من:


الدكتور عمر التنجي : دكنوراه في علم النفس 1982 وأستاذ علم النفس في كلية التربية بجامعة حلب وبجامعة الفرات وله دراسات ومقالات عديدة في الصحف والمجلات العربية وبرامج تلفزيونية، ولديه عيادة نفسية منذ عام 1990 للعلاج النفسي اللادوائي.

المحامي نضر السماني : حاصل على دراسات عليا في اللغة الانكليزيّة وحاصل على دبلوم ادارة الأعمال بأنظمة الكمبيوتر في بريطانيا وحاصل على إجازة في الحقوق وله ندوات عديدة.

الدكتور محمد عبدالله : أستاذ علم الصحة النفسية وعضو الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون وله مؤلفات في علم النفس والاجتماع ومدرّس في العديد من الجامعات العربية وعضو اتحاد الكتاب العرب.


– الدكتور حسام الدين خلاصي مدير الحوار
مواليد عام 1959 أستاذ مساعد في كليّة الزراعة في جامعة حلب وعضو مجلس إدارة في الجمعية العربية المتحدة "مسؤول القسم الثقافي" وعضو مجلس إدارة في جمعية من أجل حلب وشاعر قصيدة النثر، وحاصل على دكتوراه في تأثير الإجهادات البيئية على فيزيولوجيا النبات.


في بداية الندوة تم عرض عدد من الصور المؤثرة حول عمالة الأطفال هذه الظاهرة التي لا بدّ لنا كمجتمع من البحث أكثر وراء أسبابها ونتائجها بالإضافة إلى إيجاد الطرق السوية لمعالجتها أو الإحاطة بها. 

ثم تلاها تعريف بمالة الأطفال: بأنها تشغيل الأطفال الذين هم تحت السن القانوني (سن إنهاء مرحلة التعليم الأساسي أو 15 سنة تحت شرط أيهما أكبر)  في الأوساط الخدمية والإنتاجية مقابل أجر مادي. وأضاف الدكتور التنجي: يقدّر أنّ 200 مليون طفل تتراوح أعمارهم من 5 سنوات إلى 14 سنة ينخرطون في العمل بمعدّل طفل واحد من بين كل ستة أطفال في العالم أي ما يعادل 16%، أيضاً تقدّر منظمة العمل الدولية عدد الذين يعملون بشكل قسري أو بشكل من أشكال الاستعباد بأكثر من 12 مليون شخص في العالم.
وحول سؤال طرحه الدكتور خلاصي عن وجود هذه الظاهرة في مجتمعات دون أخرى ، أجاب الدكتور التونجي:

عادة تكون النسبة مرتفعة في المجتمعات الفقيرة أكثر منها في المجتمعات المدنية المتقدّمة ، فقد بلغت نسبة الأطفال العاملين ضمن الفئة العمرية من 5 إلى 14 سنة 5.5% للأطفال الذكور و3.3% للإناث ، ولكن النسبة اختلفت من محافظة إلى أخرى حيث بلغت ف محافظة حماه 12.5% في مسح شمل أكثر من ألفي طفل 10% منهم يعملون لدى أسرهم، وجاءت دير الزور في المرتبة الثانية بنسبة 8.7% والقنيطرة ثالثاً بنسبة 5.8% وجاءت السويداء ودمشق بنسبة أقل وهي 1.2% و 1.3% على التوالي، واختلفت نسبة العمالة في المجتمع الريفي عنها في مجتمع المدينة حيث بلغت في الريف 5.5% بينما لم تتجاوز في المدينة 2.6%.
أيضاً تتوقف عمالة الأطفال هبوطاً وصعوداً تبعاً لمستوى تعليم الأم فالأمهات اللاتي لم يحصلن على تعليم ترتفع نسبة العمالة لدى أبنائها أكثر من الأم التي نالت تحصيلاً علمياً معيناً.


وحول هذه الظاهرة أضاف الدكتور نضر سمّاني:

إن الطفل شخص غير كامل الأهلية وبالتالي لا يملك قراراً في العمل فظروف الآباء القاسية تدفعهم إلى إرسال أطفالهم للعمل بدلاً من المدرسة.
وأيضاً أضاف الدكتور العبدالله:
إن ترك الأطفال للمدارس هي من أهم أسباب عمالة الأطفال أما أسباب تركهم للمدارس فمتوقّة على عدد من الأشياء من أهمها صعوبة الدراسة والحرمان من المصروف اليومي وثرة الواجبات المدرسية وعدم تلبية متطلبات المدرسة بالإضافة إلى ضغط الوالدين وأيضاً تقليد الآخرين"الأصدقاء".
وحول تأثيراتها قال:
إن عمل الأطفال يضرّ بهم نفسياً واجتماعياً وتربوياً وجسمانياً كما أثبتت دراسات عديدة أن الأطفال العاملين هم أقل نمواً ووزناً وأقصر طولاً من زملائهم الآخرين من نفس العمر.
وأشارت دراسات أخرى إلى أن 60% من الأطفال العاملين يتعرضون لمخاطر جسديّة أثناء تأديتهم لعملهم وكذلك يجدون أنفسهم في تماس مع مواد كيميائية قاتلة مثل المبيدات والمواد السامة التي أودت بحياة الكثيرين منهم حسب الدرايات التي أجريت حول الصحة المهنية.


وحول القوانين الصادرة عن هذا الموضوع قال الدكتور ألتنجي:
من قانون العمل رقم 17عالم 201 المادة 113 التي تنص على:
– يمنع تشغيل الأحداث من الذكور والإناث قبل إتمام مرحلة التعليم الأساسي أو إتمام سن الخامسة عشرة من عمرهم أيهما أكبر.
– صدر بقرار من الوزير نظام تشغيل الأحداث والظروف والشروط والأحوال التي يتم فيها التشغيل وكذلك الأعمال المهن والصناعات التي يحظر تشغيلهم فيها وفقاً لمراحل السن المختلفة.
أما المادة 14 فتقول:
– يحظر تشغيل الحدث أكثر من ست ساعات يومياً على أن تتخللها فترة أو أكثر لتناول الطعام والراحة لا تقلّ في مجموعها عن ساعة كاملة وتحدد هذه الفترات بحيث لا يشتغل الحدث أكثر من ثلاث ساعات متصلة.


وأضاف الدكتور محمد العبد الله إلى ناحية أخرى من عمالة الأطفال حيث قال:

بالإضافة إلى الكل الظواهر السلبية التي ترافق عمالة الأطفال إلا أنه هنالك بعض الآثار الإيجابية لا بدّ من ذكرها فالعمالة توصل الطفل إلى مرحلة الرجولة قبل غيره من الأطفال وبذلك يتم حرق كثير من المراحل التي يجب أن يمرّ بها فيصبح أكثر وعياً من أقرانه من خلال الخبرة الحياتية التي يكسبها خلال فترة عمله وأيضاص يصبح قادراً على حلً المشاكل والصعوبات التي يتعرّض لها في حياته بالإضافة إلى زيادة الثقة بالنفس من خلال تعلّم مهنة في وقت مبكّر فهذا أفضل من أن يمرّ بمراحل متعدّدة إلى أن ينتهي بالفشل في دراسته فينخرط في العمل ال1ذين من الصعب تعلمه في سن متأخّرة وهكذا يعتمد على نفسه مبكّراً ويرضي أهله ويدعمهم من خلال الدعم المادي الذي يأتي به من خلال عمله مما يؤّي إلى رفع مستوى المعيشة لدى الأهل، لذلك قالوا عن هذه القضيّة بأنها ليست بالخطأ التام وأيضاً ليست بالصواب التام .


أما عن سؤال الدكتور خلاصي حول دور الإعلام فأجاب الدكتور العبد الله:

الجميع يشارك في موضوع العمالة " القانون والأسرة والمجتمع وحتّى الطفل نفسه" فالإعلام مؤسسة اجتماعية تربوية تقوم بوظيفتها في تأسيس الطفل وتكسبه أنماط السلوك السويّة، ولكن وسائل الإعلام تعرض كثيراً من الأفكار السلبية وهنا يأتي استيعاب الطفل وشخصيته في تبنّي هذه الأفكار أو تعديلها أو رفضها تماماً فنشأته التربوية في المنزل تلعب دوراً هاماً في تقبّل لهذه الأفكار، فإذا كان ناضجاً سلوكيّاً فبإمكانه الحكم على المادة الإعلامية بالصحة أو الخطأ.