عن مسلسل سنعود بعد قليل
- أغسطس 19, 2013
- 0
سنعود بعد قليل …. أيقونة اجتماعية تبحث عن التفاصيل المؤلمة … جلال مولوي – عالم نوح
سنعود بعد قليل …. أيقونة اجتماعية تبحث عن التفاصيل المؤلمة … جلال مولوي – عالم نوح
لعلّ من أبرز إنتاجات الدراما السورية هذا العام، هذا المسلسل العبقري الّذي طرح مجموعة من القضايا الاجتماعية بطريقة يشاد بها، هذه القصة التي عاصرت أب في آخر عمره مع أولاده الستة برابط ذكيّ بين بلدين شقيقين سوريا ولبنان وكان الاتقان سمة حملها العمل بكافة جوانبه الفنية وبأبعاده المطروحة، هذا العمل المستمد من الفيلم الإيطالي "الجميع بخير" صاحب جائزة السعفة الذهبية في مهرجان "كان" والّذي أنتج عام 1990 وهو من كتابة وإخراج جوزيبي تورناتوري.
عند إتمامي لرؤية المسلسل لم أمنع نفسي من الخوض في أعماق كل شخصية، ففي لفتة الكاتب الفنان رافي وهبي أراد أن يجعل من عمله شاملاً نوعاً ما للجوانب الاجتماعية التي خلفتها الحرب السورية إلا أن العمل لم يتعمّق في أبعاد هذه الجوانب فرأينا مسلسلاً يضجّ بالأحداث لدرجة أنه ليس بإمكاننا أن نفوّت سماع أية كلمة، فالسيناريو كتب بطريقة محكمة للغاية تحقق للكاتب كلّ الثناء.
والإخراج لم يكن باحترافية بعيدة عن النص وكيف لا ونحن هنا نتكلّم عن أحد أقوى مخرجين الدراما لهذا العصر "الليث حجو" الّذي جعل من الجمال في السينوغرافيا والإضاءة عنصراً أضاف للمسلسل عبق متعة الرؤية الواضحة والمشاهد المفعمة بالألوان لتغطي على لون السواد المقيت … لون الحرب.
أما نجوم التمثيل في هذا العمل جذبت الجمهور كالمغناطيس فلقد حوى العمل على كم هائل من النجوم المتابَعين على مستوى العالم العربي، وهذا الأمر جعل من العمل صعب التفويت بالنسبة لأي مشاهد من المحيط إلى الخليج.
إلا أنني شعرت بأن "سنعود بعد قليل" موجز محكم لمجموعة أعمال أومسلسلات تحتاج لتفاصيل وتفاصيل، ولتعمق في الأحداث العامة، وللغوص في هذا الجرح السوري بشكل أكبر مما تعاطاه العمل.
الوطن لدى دريد لحام وعمر حجو، الفن لدى رافي وهبي، التشرّد لدى دانة مارديني، الإعلام لدى باسل خياط وكارمن لبس، السياسة لدى عابد فهد، العائلة لدى نادين الراسي ونهلة داوود وسلافة معمار، الشباب لدى غيدا النوري وجابر جوخدار، الطب لدى علاء قاسم، الطفولة لدى ورد رافي وهبي، وكثير من الجوانب التي تعاطاها المسلسل بشخصياته النازحة والمستقبلة، بممثليه اللبنانيين والسوريين.
ولابد من الإشارة إلى جهد مهندس الديكور والاكسسوار هجار عيسى لأن له دور خفي في نجاح العمل وفي إضفاء طابع خاص على الجمال البصري بالبساطة والأناقة وغنى الألوان.
اختتم العمل بطريقة مشرّفة على عكس اختتام بقية أعمال الدراما لهذه السنة، فمشهد رحيل الوطن على كرسي مدولب في إبداع من مازن السعدي وحسام قاسم الرنتيسي الذين قاما بالغرافيك والمونتاج بتجسيد الرحيل في حي دمشقي قديم كان ملفتاً لحد كبيروفقاً لروؤية المخرج.
سنعود بعد قليل …. أيقونة اجتماعية تبحث عن التفاصيل المؤلمة .
سنعود بعد قليل ربما سيعيد الجميع ويترك اسم فنان لن يعود … نضال سيجري.