يَدُكِ نرجسٌ من فضّةٍ صنعها ملكُ الجنِّ لأناقةِ الأميرِ الأمويِّ الحزينِ.
عيناكِ شهوةٌ تدفعُ العصافيرَ المسالمةِ للشجارِ.

 

قال لها:
سماؤكِ ضيّقةٌ فاخلعيها وامشي حافية.

قالتْ لهُ:
حليبُ الأعشاب البريّةِ أصابني بالظمأ والربيعُ خدش قلبي برائحة الصيف الذي اقترب، فكُنْ لي وانتظر عودةَ السنونو، فربّما كانَ مُتعباُ من دربِ هجرتهِ الطويلِ.

قالَ لها:
يَدُكِ نرجسٌ من فضّةٍ صنعها ملكُ الجنِّ لأناقةِ الأميرِ الأمويِّ الحزينِ.
عيناكِ شهوةٌ تدفعُ العصافيرَ المسالمةِ للشجارِ.
عنقكِ سرابٌ اتخذ شكلاً فماتَ.

قالتْ لهُ:
كُنْ لي لأعلّمكَ كيف تلعقُ النهدَ بدلاً من نهشهِ وكيف تخبّئُ ـ بمهارةِ شاعرٍ ـ قمراً بين أزرارِ قميصكَ، كُنْ كما أشتهيكَ وحشاً يئنُّ لأنَّ مطراً لمْ يهطلْ عليهِ، كُن لا مُبالياً كالمطرِ ففي أيِّ مكانٍ هطلَ سيخضرُّ الزمانُ.

قالَ لها:
حلمتاكِ كرزٌ قُطِفَ قبلَ أوانِهِ
سرّتكِ كأسُ نبيذٍ واهتزازٌ يقولُ لي: أنت حي
عانتكِ هاويةٌ…………

لكنّها قاطعتهُ:
دعِ الوصفَ جانباً وانتظر معي عودةَ السنونو فأنت لي الآن.

وفي البعيد كانت أسرابُ السنونو تخترقُ بطنَ السماء وهي تتبعُ صرخةَ عشتار:
لقد قامت الأرضُ وانتصرت الحياةْ.

كل ربيع وأنتم بخير
مجد كردية
12 آذار 2010