عودة لمعرض الربيع الثاني للفنون الجميلة لنقابة أطباء حلب والذي أقيم في 13/3/2010 ومع هذا الللقاء السريع مع السادة الدكاترة والفنانين.

الدكتورة الفنانة لينا رزوق


أنا من مواليد حلب 1982، أنهيت دراستي في الطب البشري وأكمل الاختصاص في الجراحة العامة.
أحببت الرسم طيلة حياتي ولكن كان الحيز الأكبر لدراسة الطب حتى السنة الرابعة حيث وبتشجيع من زوجي الدكتور مهيار الخشروم عاودت الاهتمام بالرسم من جديد.
قرأت عن المدارس الفنية وأحببت المدرسة الانطباعية وخاصة في رسم الطبيعة. أما عن مادة أو أداة الرسم فقد كنت أريد مادة يمكن الإحساس بها وكان الباستيل حيث يمكن التعامل معه دون أي واسطة (فرشاة، سكين…) ولا أخفي أني تعلمت الرسم عن طريق كتب "كيف ترسم بالباستيل".
لا أعتبر أن تجربتي الفنية قد نضجت بعد، ولدي عدة تجارب لم أعرضها ولازلت أبحث عن اتجاه خاص بي.
أحب أن يبقى الفن هواية وساحة خاصة بي أبتعد فيها عن محددات الآخرين وضجيج الحياة العملية ومتطلباتها الامحدودة. …. لينا رزوق

الدكتور الفنان فؤاد روهم


مشاركتي هنا هي نتاج عدة سنوات من ممارسة هواية الرسم، فقد بدأت الرسم منذ الطفولة في المدرسة الابتدائية، وأذكر الأستاذ الفنان حنا حايك وكان بيني وبين صديق طفولتي سردنابار أسعد نوع من المنافسة الطفولية والتعاون التي كانت دائما تدفعنا نحو تقديم الأفضل، بالإضافة لمشاركتي في المعارض المدرسية كان له كبير الأثر في دفعي لتقديم أعمالي بشكل مستمر وجميل.
في السنة الأولى من دراستي للطب كاد الفن أن يغيّر مسير حياتي لولا أني أدركت أن هموم الفنان وحمله كبير جداً، فاخترت دراسة ومزاولة الطب مع الاحتفاظ بالفن كهواية.
… ثم عدت للجزيرة للعمل كطبيب أخصائي تخدير وإنعاش وهذا منعني تقريباً من ممارسة هوايتي الفنية بشكل مستمر، ثم .. عدت إلى حلب، والتقيت بالفنان برهان عيسى (2007) الذي شجعني على العودة للرسم بشكل جدي … وما زلت محتفظاً باللون البني في لوحاتي، هذا اللون الذي اكتسبته من بيئة "الجزيرة" حيث كان هذا لون المنزل الطيني الذي عشت فيه ودائما أحن إليه.
حالياً أصبح الرسم هو وسيلتي لتفريغ شحنات الضغط و stress العمل بل وأصبح الرسم بالنسبة لي رياضة روحية ألتقي بها مع نفسي وألتفت لشخصي الذاتي… فؤاد روهم

الفنان التشكيلي برهان عيسى

أنا معروف عني أني استلهم مواضيع لوحات من التراث منه أنطلق وإليه مرجعيتي، لهذا رسمي واقعي زيتي على القماش بامتياز.
أنا مصور فوتوغرافي، ألتقط عددا من الصور واختيار أحسنها، وأصلح التكوين وأخطاء العدسة .. فأشكل لوحتي من صور متعددة أدمجها مع بعض في تشكيل واحد مع الاحتفاظ على التكوين العام من حيث الإضاءة والتوازن وأترك دائما مساحة لأجول فيها حسب خيالي ومزاجي من حيث اللون والظلال وغير ذلك مما يضيف على اللوحة الفن والإبداع.
اشتغلت ضمن مدارس أخرى (التجريدي، الانطباعي، التعبيري…) ولم أجد نفسي إلا من خلال الواقعية التصويرية.
أنا اشتغلت في الإعلان واللوحات الكنسية والبورتريه وعشقت الخط العربي، ودائما أرجع إلى ما أنا مميز فيه وأحبه ألا وهو التراث.. أنا دائما أقول: إننا من التراب وإلى التراب نعود… وترابي الفني هو التراث.
أنا أوثّق ما أود أن يبقى حياً سليماً من التعديات … هذه الحارات والأزقة وحتى الأبواب وزخارفها وتيجانها وأقواسها هي للزوال … هذه الثروة التاريخية الثقافية هي للزوال … نتيجة التخريب أو باسم..التحديث.. لن يبق الحال على حاله… وأنا كلما رسمت هذه الحالات إلا ويملئني الأسف … فلوحاتي هي نداء، هي صرخة ضد تخريب هذه التراث الكبير الذي هو تراثنا نحن من الأجداد حتى الأحفاد.
وتبقى بارقة أمل.              برهان عيسى
الدكتور كاشان شاهين
محمد كاشان شاهين


أنا كنت وسأظل هاوٍ.
منذ صغري لاحظ والدي المحامي ميولي للرسم فكان يشجعني دائما بالاهتمام بحصة الرسم والاشتراك بمعارض المدرسة حتى أنمي موهبتي ويكون لي تجارب منذ مراحلي الأولى من الدراسة.
ممارستي للفن لم تنقطع وحتى وأنا أدرس، بل قدمت معارضاً وأنا أختص في فرنسا -1988-1992-1993 (انظر السيرة الذاتية) وكانت على الأخص بالأكواريل والبعض منها بالفحم (fusin) حتى سنة 2008 باشرت بالزيتي.
ـ أنا أحب الديناميكية… لهذا لم أتعاطا مع الزيتي إلا مؤخراً، فالأكواريل سريع وسريع الاستجابة والنتيجة… ما بدو تحضيرات.
ـ ابتدأت مؤخراً بالرسم بالزيتي كحاجة لاكتشاف مادة جديدة، وعالم لم أطرق بابه من قبل، وأعتقد أنها حاجة نفسية كذلك، ربما هي التأمل في الذات أثناء الرسم…
ـ أحب الألوان والطبيعة والمباني وكل مكونات الحياة إلا البورتريه… لأنه يحتاج إلى صبر وأنا .. ما عندي، ربما مع الزمن والهدوء النفسي سأتطرق إليه.
ـ في معرض هذا تطرقت إلى عدة مدن، فهي رحلة عبر المدن أكثر منها عبر الزمن، فقدمت حلب، ومدناً في فرنسا، انكلترا، ايطاليا… مالطا …
ـ أنا اعتمد كذلك على الصور، صورة واحدة لكل لوحة… كما أعتمد على ذاكرتي وإضافاتي الشخصية في اللوحة.
ـ الرسم حالة رواق… أمارسه وقت الاستراحة… أو .. متى عنّ على بالي… لا يلزمني الكثير من التحضير للبدء بالرسم وإنهاء اللوحة.. ومن الرسم إلى الرياضة أو التمشي والتقاط الصور حتى يصبح عندي مخزوناً بصرياً وأرشيفاً أرجع إليه متى ما أحست نفسي وأناملي بحاجة للرسم. الرسم هي حاجة نفسية ملحة، حالة تطلبها الروح والعين والأصابع.
ـ حتى أطروحتي بفرنسا وأبحاثي أدخلت عليها رسومات توضيحية وتشريحية ضمن اختصاصي في جراحة الأطفال.
ـ الرسم ساعدني كجراح بالدقة والتركيز والبحث عن الجمال في الجراحة كما في غيرها في مجالات الحياة. …. كاشان شاهين

الأستاذ الفنان روفائيل شوحا

ـ أعتقد أنه لولا التجربة الذاتية والمعاناة … لولاها لما كان هناك شيء … لا لحن ولا شعر ولا غناء …. المعاناة ممكن أن تكون ايجابية أو سلبية ولكل منها نتاجه…
ـ بداياتي كلاسيك و بورتريه
ـ أهرب من الكمرا
ـ طفولتي كانت بالحارات ومازالت بالذاكرة.. حارة الجديدة ثم الحميدية…
ـ عملت بالدعاية والإعلان والتصميم لهذا أهرب من الكمرا وأعتمد على مخيلتي وذاكرتي ومشاعري.
ـ قبل الكمبيوتر كنت أشتغل الإعلان باليد ولهذا كنت رساماً لا يحق له أن يخطأ لا من حيث تكوين اللوحة و لا من حيث نظافتها وإتقانها وألوانها.
ـ أحب اللوحات التزيينية، فهي أسهل بالبيع وأقرب إلى نفسيتي وخيالي وفني.
ـ أحب رسم الأحصنة وأرى ترابطاً بين المرأة والحصان، والصبر والجموح .. بل أعتقد أن المرأة يمكن أن تكون بركاناً.
ـ ألوان حاراتي حارة، دافئة، آتية من طفولتي والذكرى الحلوة التي تركتها هذه الحاراة والأجواء في ذاكرتي.
في هذا المعرض، باستثناء برهان المتفرغ للرسم، كل واحد مشغول بشغلو… لهذا نرى عدة خطوط ومدارس واتجاهات لولا هذه الفرصة لما تعرف المشاهد عليها… بل حتى نحن لم نكن نعرف عمل بعضنا قبل الإعداد للمعرض.
ـ المعرض أعطانا قفزة جديدة واطلاعاً على أعمال الفنانين الآخرين وعلى تجاربهم الشخصية كأطباء وفنانين أو كفنانين مختصين، وشخصياً أنا متحمس لأزيد إنتاجي والمشاركة في المعارض القادمة لكي أزداد خبرة بأهواء الجمهور الذي شجعني وأُعجب بأعمالي. …. روفائيل شوحا

حوار وتحرير : نوح