لقاء من القلب للمطرب الفنان غبريال عبد النور يجريه الاعلامي محمود البوشي: في 2008 قدّمت ألبوم جبران خليل جبران في دار رجب باشا في حلب بدعوة من مديرية الثقافة ومنذ ذلك الحين وأنا على تواصل مع هذه المدينة الرائعة وقدّمت بعدها ثلاث أمسيات موسيقية ناجحة







 

الفنان غبريال عبد النور و لقاء يجريه معه الاعلامي محمود البوشي

 10-2011  ـ عالم نوح

نجم سطع من لبنان ليغرد أرقى الأغاني الاوبرالية وبتسع لغات عالمية
بالإضافة لكونه باحث في تطوير الصوت العالمي في الغناء الشرقي انه الفنان
غبريال عبد النور

ما هو أول عمل خاص قدمته؟

أول عمل موسيقي قدمته كان ألبوما كاملا للأديب العالمي جبران خليل جبران
الذي تعاونت من خلاله مع كبار الملحنين أمثال )إيلي شويري وجوزيف خليفة(
 
وقد لاقى هذا العمل استحسان الناس في لبنان والخارج، كما أشاد به
النقاد وقد حظي باهتمام كبير في الصحف والوسائل الإعلامية والعربية
والعالمية إضافة إلى كوني الوحيد الذي قدم ألبوما كاملا لجبران
.

هل اخترت جبران كأسلوب في التغني بكلمات كاتب كبير للوصول لقلوب الناس بشكل أسرع؟
نستطيع القول بأن هذا الكلام صحيح لو كان ما قدمته عملا تجاريا ولكنه كان عبارة عن عمل نخبوي، فهو مجموعة من النصوص النثرية التي تمّ تلحينها من دون أي صياغة شعرية وقد طغى الطابع الاوبرالي على الأداء لدرجة قال البعض إن هذا العمل ملحمة غنائية وليس من السهل أن ينال أعجاب كل الناس مما زاد إصراري على الاستمرار بهذا العمل فانا أكرم صورة من بلادي افتخر بكونها لبنانية وأساهم في ازدياد عدد قرائه ،كما أني ومنذ الصغر نشأت على أدب جبران وكنت أحاول دائما تركيب كلماته على أي موسيقى لدي فاخترت منه لأغني السلام والحب وجبران المتمرد من كتب دمعة وابتسامة والبدائع والطرائف والعواصف

هل فتح لك هذا العمل بوابة الشهرة ؟

هذا العمل بلْوَرني فنياً وعمّق تجربتي الموسيقية والأدبية ناهيك عن نيلي
العديد من الجوائز أبرزها جائزة مهرجانات بيروت الدولية كأفضل تينور
لبناني عربي وظف تقنيات الصوت العالمية في أغنية شرقية.

 

بعد ألبوم جبران ما هي ابرز النشاطات التي شاركت فيها؟

ماراتون بيروت 2007 ومارتون السلام 2008 حيث كانت أغنيات المارتون معتمدة بصوتي وشاركت في تكريم الشاعر الكبير سعيد عقل بحضوره في مدينته زحلة وقد طلب مني تسجيل إحدى قصائده  
(ها أنا لبنان( بصوتي إضافة إلى قيامي بتقديم برنامج موسيقي ثقافي على
إحدى الفضائيات العربية إلى جانب العديد من الأمسيات الفنية في لبنان
والخارج وإطلاقي البوم «قمر بيروت »
مؤخراً.

 

"مدينة تاريخية" من البوم قمر بيروت .. أغنية مهداة لمدينة حلب،
لماذا حلب وماذا تخبرنا عن علاقتك بحلب؟

في 2008 قدّمت ألبوم جبران خليل جبران في دار رجب باشا في حلب بدعوة من مديرية الثقافة ومنذ ذلك الحين وأنا على تواصل مع هذه المدينة الرائعة وقدّمت بعدها ثلاث أمسيات موسيقية ناجحة وحصلت على أكثر من تكريم من مديرية الثقافة وسعادة محافظ حلب ومنذ الحفلة الأولى لي في حلب أغرمت بالمدينة وأحببت أن أقدم لها أغنية تبرز التشابه مع بيروت فكانت أغنية «مدينة تاريخية » التي تتحدّث عن المساجد والكنائس والأماكن القديمة بما تحمله من أمجاد وعزة، فحلب مدينة ملونة بسكانها ودافئة بتعايشهم وأخوّتهم، بالإضافة إلى الشباب الذي يتذوق الفن الراقي ويمتلك إلماماً كبيرا بالموسيقى الكلاسيكية وهذا ما ساهم في تكليل حفلاتي في هذه المدينة بالنجاح وتجاربي مع جمهورها أكدت لي هذا، وأصبح لدي علاقات جيدة مع العديد من الأصدقاء من مختلف الأديان والطوائف. كما أني لحنت وغنيت  "الشهباء الفاتنة" وهي قصيدة رائعة عن حلب، نظمها الأديب والباحث محمد كمال.

بما انك غير مرتبط شو رأيك بزوجة من حلب؟

الأصدقاء دائما يتنبؤون لي بعروس حلبية لكثرة زياراتي إلى حلب… (يضحك)

مررت بدمشق قبل القدوم إلى حلب؟

مررت للصلاة ووضع الورود على قبر المطربة ربى الجمال وهي برأيي رمز من رموز الفن العربي وأجمل وأقدر صوت نسائي كان على الساحة الفنية من جيلها حتى الآن، ولسوء الحظ لم تحظَ بالفرصة التي تستحقها.

لمن تستمع؟

مكتبتي الموسيقية تحتوي على عدد كبير من الأعمال العالمية والعربية لكنني حاليا أنا شغوف بالأعمال التراثية. استمع كثيرا لصبري مدلل، حسن حفار وصباح فخري بالإضافة لعدد من الأعمال التي تتضمن عزفا منفردا لآلات العود، القانون والناي وغيرها… هذه المجموعة من الأعمال أحصل عليها كل مرة أزور بها مدينة حلب. أما الأصوات التي لا تفارقني فهي: أسمهان، نور الهدى، سعاد محمد، فيروز وربى الجمال، كما أحب زكية حمدان وماري جبران.

برأيك من هي صاحبة أجمل صوت نسائي في العالم العربي؟

أسمهان وعند الرجال وديع الصافي

ما طبيعة علاقتك بالوسط الفني؟
تربطني بالوسط الفني علاقة احترام ومودّة مع السيدة ماجدة الرومي والملحن إيلي شويري والشاعر الياس ناصر والمطربة سمية بعلبكي وجاهدة وهبه وغيرهم.

ماذا يعني لك شارل أزنافور ؟
انه من الأصوات التي اعشقها والتي طبعت في مراهقتي، هذا الرجل يجعلني أستنفر طاقاتي الموسيقية عندما استمع إليه إضافة لكونه سفيراً للأغنية الفرنسية وقد سعدت كثيراً عندما التقيته منذ سنتين في مهرجانات بيت الدين.

ما أهمية التمارين الصوتية كونك أستاذ في تقنيات الصوت لعدد من الأسماء الفنية اللامعة؟

التقنيات الصوتية أو (الفوكاليز) لها أهمية قصوى في الحفاظ على الصوت
ومداه وليونته وكيفية استعماله على مختلف الطبقات من أسفلها إلى أعلاها. ولهذا الموضوع حيّزا كبيرا في حياتي إذ عمقت تجربتي حول كيفية تطويع لتقنيات العالمية في الغناء الشرقي بعد أن أيقنت أن تقنيات الصوت بإشراف أساتذة من الغرب قد تشوه الحرف العربي. وأنا حاليا تمكنت من الوصول إلى صيغة توفق بين هذين الخطين ويسعدني أنني أشرف على تدريب أصوات كبيرة وعلامات مضيئة في الأغنية اللبنانية والعربية
.

ما هي هواياتك؟

منذ صغري وأنا أهوى تربية الحيوانات وما زالت هذه الهواية تستهويني حتى الآن. أحب السفر والسباحة والمشي في الطبيعة وقراءة المواضيع الأدبية والفلسفية والماورائية. أستمع بشكل دائم للموسيقى وأغني يوميا لأنني أعشق الغناء والتأليف الموسيقي. وهناك هواية أفصح عنها لأول مرة وهي قيادتي ليلا للسيارة والغناء بفرح كبير

ماذا تعني لك الحرية ؟

أعتبر أن العنصر الأساسي للحرية هو الانضباط والوعي ولا حرية مع الفوضى لأن الهدف من الحرية بناء المجتمع وتنميته وليس تخريبه.

كلمة لسوريا؟

أتمنى الخير لهذا البلد وأن يعود الأمن والاستقرار له فلقد عهدناه دائما
صورة مثالية للتعايش والأخوة في المنطقة ومن حق الشعب السوري المطالبة بحقوقه وبالإصلاح ولكن نرجو أن تكون هذه المطالبة بشكل منظّم وأنا على ثقة بأنّ شعباً يتذوق الفن والموسيقى لا يمكن أن يكون النار التي تشعل فتيل الفوضى أو يساهم بها مهما حاول أعداؤه دفعه إليها لأن الشعب السوري عوّدنا أن يكون دائما على درجة عالية من الوعي.