فاتح المدرس فنان عالمي
- يوليو 2, 2014
- 0
فنان عالمي من حلب …صديقه جان بول سارتر …شهرته امتدت الى اوربا والعالم ..اعماله مقتنات من اكثر دول العالم …
فاتح المدرس فنان عالمي
بقلم الفنان التشكيلي والكاتب محمود مكي
فنان عالمي من حلب …صديقه جان بول سارتر …شهرته امتدت الى اوربا والعالم ..اعماله مقتنات من اكثر دول العالم …
فاتح المدرس فنان عالمي
بقلم الفنان التشكيلي والكاتب محمود مكي
متابعة نوح حمامي ـ عالم نوح
نجد في لوحات الفنان (فاتح المدرس ) مزيج مدهش بين الرؤية البصرية والرؤية التعبيرية ، ضمن شكل فني متكامل وممتع إلى درجة الإبهار حيث تجليات اللون واللعب بتكويناته الشكلية توضح لنا مهارته ومدى حساسية السطح لتحقيق الحالة التعبيرية التي يركزّ عليها الفنان فاتح بكل اهتمامه الكبير في مجمل اللوحة وخاصة من خلال وضع الإنسان في مواجهة الإنسان الآخر ومصيره البائس في الحياة الاجتماعية والسياسية حيث الوجوه في لوحاته محورية ونجدها تتساءل دائما عما يدور حولها …
وتأتي تقنياته المميزة من خلال استعماله أحيانا حبيبات الرمل وسحر لونها وملمسها الخشن التي تعبر أحيانا عن قساوة الحياة اليومية ومدى ارتباط الإنسان بالأرض والوطن ..وهو لا يكتفي بلون الرمل الأصفر الرمادي بل يحاول مزجه بألوانه التي تزيد من الحالة التعبيرية …يتميز فاتح المدرس عن أقرانه بمعرفته الكبيرة عن أسرار اللون ..ومعرفة واسعة للعملية الفنية برمتها فهو مثقف فنيا ويدرك أهمية الفن والفنان في المجتمع والحضارة الإنسانية …
نجد في أكثر أعماله وجوه إنسانية (رجل – امرأة ) هي محورية في أعماله …وخاصة في عالم البورتريه حيث يرسمه باهتمام لتحقيق الحالة التعبيرية أكثر من تحقيق الحالة المطابقة للواقع …وتنبع أهمية تجربته الفنية كونها حالة فريدة متقدمة عن غيرها في الذائقة البصرية السورية من حيث القدرة التعبيرية التي يصنعها بمهارة من خلال عدد قليل من الألوان البسيطة والخطوط التلقائية القليلة التي يستعملها في لوحاته ..حيث يمتزج فيها الشكل الفني باللون ضمن مفهوم متقدم وراقي جماليا وفنيا للفن الحديث … مما اكسب تجربته الفنية العالمية …ويأتي هذا كله من مقدار ثقافته الفنية الواسعة التي امتاز بها عن أقرانه …فهو يدرك أهمية الرؤية الفنية بالنسبة إلى الرؤية الجمالية ويربطهما بتآلف وانسجام رائع مع الرؤية الفكرية …وهو يعرف عما يدور في كل زاوية من زوايا اللوحة وكيف يتعامل معها بتلاؤم متناسب مع الكل …
انظر في لوحته المنشورة (بورتريه) إلى النقط الزرقاء الصغيرة البسيطة المتوضعة في اللوحة ومكانها ومقدار روعتها التي تزيد من الحالة الجمالية للشكل الكلي …وخاصة تلك النقطة الزرقاء الواقعة بين الأنف والوجنة …..
مواليد حلب 1922 – 1960 تخرج من روما – 1972تخرج من باريس – أقام عدة معارض محلية ودولية – نال عدة جوائز محلية وعالمية – هو شاعر وقاص وفنان وناقد في الفن – توفي في دمشق 1999
ولد الفنان فاتح المدرس في حلب، عام 1922 و تتلمذ على يد الفنان وهبي الحريري.
درس الفنون واللغة الانكليزية في مدينة حلب.
في عام 1947 شارك في معرض للفنانين العرب "في بيت مري".
شارك في المعرض الأول للفنانين التشكيلين السوريين في مدرسة التجهيز الأولى بدمشق.
في عام 1950 نظّم المعرض الأول لأعماله في نادي اللواء بحلب.
في عام 1952 شارك بمعرض بالولايات المتحدة و آخر بالسويد.
في عام 1952 نالت لوحته "كفرجنة" جائزة المعرض الثالث للفنون التشكيلية في المتحف الوطني بدمشق.
في عام 1952 نال جائزة الاستحقاق من المعرض الدولي في جامعة ليكلاند- فلوريدا.
في عام 1957 تابع دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة في روما.
في عام 1960 نال الجائزة الأولى من أكاديمية الفنون الجميلة بروما.
في عام عام 1961 عيّن معيدا في كليه الفنون الجميله بدمشق.
انتسب إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة في باريس، وتخرج منها عام 1972.
عمل مدرساً في كلية الفنون الجميلة بدمشق.
في عام 1977 نال جائزة الغطاء الذهبي في المعرض الخامس للفنانين العرب الذي أقيم في الكويت.
في عام 1981 انتخب نقيباً للفنون الجميلة التشكيلية.
عضو جمعية القصة والرواية.
شارك في عدد من المعارض السورية و العربية الجماعية.
أقام العديد من المعارض في داخل سوريا وخارجها.
يعد الفنان المدرس رائد فن صلة الأرض بالانسان.
عضو المجلس الأعلى للفنون بدمشق.
عضو مؤسس لاتحاد الفنانين العرب.
شغل منصب نقيب الفنانين التشكيلين السوريين.
له مؤلفات قصصية و شعرية.
أعماله موجودة في المتحف الوطني بدمشق وفي وزارة الثقافة وفي القصر الجمهوري و في متحف دمّر.
يعّد من أهم رواد الفن المتميزين في سوريا.
توفي عام 1999 في مدينة دمشق.
في عام 2006 افتتح المعرض الاستعادي للفنان الراحل فاتح المدرس في صالة بلاد الشام في حلب.
في عام 2007 بيعت لوحة له بحوالي 63 ألف دولار في مزاد دار "سوذابيز"بلندن.
الجوائز:
حاز على جائزه كرومباكر في جامعه كليفلاند فلوريدا في الولايات المتحده الاميركيه.
الجائزه الاولى من اكاديميه الفنون الجميله في روما .
الجائزة الأولى من وزارة المعارف السورية.
في عام 1962 نال الميدالية الذهبية لمجلس الشيوخ الإيطالي.
في عام 1963 نال جائزة شرف من بينالي ساو باولو .
في عام 1968 نال جائزة الدولة السورية للفنون.
جائزة استحقاق من المعرض الدولي في جامعة كليفلاند- فلوريدا.
جائزة الشراع الذهبي من معرض الكويت الخامس للفنانين التشكيليين العرب.
في عام 2006 نال وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة الذي منحه السيد الرئيس بشار الأسد تقديراً لأعماله في الفن التشكيلي.
أخرجت السينما السورية ثلاث قصص في ثلاثية له بعنوان العار.
من مؤلفاته:
في عام 1954 وضع مؤلفاً من 3 أجزاء عرض فيه "موجز تاريخ الفنون الجميلة".
في عام 1962 أصدر"ديوان شعر" بالعربية والفرنسية.
" دراسة لتاريخ الفنون في اليمن قبل الميلاد".
"دراسات في النقد الفني المعاصر" – 1954 – دراسة.
مجموعه قصصية بعنوان (عود النعنع ) – 1985
"الزمن السيء" – 1985 – ديوان شعر.
مجموعة محاضرات عن فلسفة الفنون ونظرياته عام 600 ق. م.
ويضيف الفنان محمود مكي: ما يميز الفنان فاتح المدرس في لوحاته عن باقي اترابه من جيل الفنانين الذين عاصره تلك التوازنات الفنية الجمالية الفكرية العجيبة بين اشكاله والوانه التي يرسمها بكل نزق ضربات ريشته وخطوطها المتوازنة وبحذر عقلاني شديد فيها ..هذا المزج المتلائم بين حالة النزق التلقائي وحالة العقلانية يحاول به بكل ذكاء واعي ان يزيد من الحالة التعبيرية فيها كي يسهل طريق الفهم لها لعامة الناس وخاصة عندما يتخذ اشكاله الفنية من اصول المدارس الواقعية والوانه من البيئة المحلية …وهنا تكمن جماهيرية فنه … وهذا الفهم الواسع لمهمة الفنان في بيئته البشرية ..وهذا الامر : ما جعله جماهيريا بقدر ما جعله عالميا .. فهو يجعل من الارض وانسانها المحور الرئيسي في لوحاته ..فلا غرابة عندما نراه يستعمل رمل الارض في لوحاته …ان الفنان فاتح المدرس يجعل بكل مهارة حركات اشكاله تثير فينا حالة تعبيرية قوية كي يجعلنا ان متعاطف معها عن حب …واللوحة المنشورة هنا ..هي تملك كل تلك الخصائص الفنية والجمالية والفكرية …ونراها بكل بوضوح تام …
اول اعمال فاتح المدرس لوحته ( كفر جنة ) التي نال عليها جائزة عام 1950 …وهي ضمن الواقعية التعبيرية الحديثة ..وكان له الفضل بها على دخول عالم الفن الحديث الى سورية وقبوله فنيا …واللوحة المعروضة عندما انتقل الى المدرسة السريالية عام 1954….واخر اعماله اللوحة الثانية التي رسمها عام 1990 ..وقبل وفاته 1999 …نلاحظ في اخر اعماله ضبابية الالوان …وامرأتات تكادان ان تسقطان على الارض التي اخذت اكثر مساحة اللوحة …وكأنه يؤكد على اهمية الارض وانضمام الإنسان اليها في الاخر …إن تطور تجربة الفنان فاتح المدرس كانت تتنقل بين المراحل الفنية بكل توأده وتأخذ زمنا كافيا عنده لفهم المرحلة الفنية …