فاديا ياسين و خواطر أبدية
- يناير 30, 2011
- 0
قصة قصيرة للكاتبة فاديا ياسين، *خواطر أبدية*: ضجيجٌ وصخبٌ وأصوات الغرباء تملأ أذنيّ لتجعلهما محشوّتين بانعدامٍ لا مثيل له …عيناي مغمضتان ،أهدابٌ تحوّلت لمفاتيح زنزانةٍ حقيرة …فمي صامتٌ عاجزٌ عن التفوّه بأيّ كلمةٍ …!! دمائي تفور قبل الوصول لرأسي..أشعر بها تغلي داخل صومعتها المهجورة ….فرائصي ترتعش كدجاجةٍ ذبحت لتوّها وقرّروا تقديمها عربون وفاءٍ للضيف القادم من المستحيل ؟؟ أفكاري سكنت قوقعة البحار القديمة، حيث لاأمل لها بالتنفس وكسب فرصةٍ للحياة…. الموقف مازال مستمّراً!!
فــادية ياســين
خواطر أبدية
ضجيجٌ وصخبٌ وأصوات الغرباء تملأ أذنيّ لتجعلهما محشوّتين بانعدامٍ لا مثيل له …عيناي مغمضتان ،أهدابٌ تحوّلت لمفاتيح زنزانةٍ حقيرة …فمي صامتٌ عاجزٌ عن التفوّه بأيّ كلمةٍ …!! دمائي تفور قبل الوصول لرأسي..أشعر بها تغلي داخل صومعتها المهجورة ….فرائصي ترتعش كدجاجةٍ ذبحت لتوّها وقرّروا تقديمها عربون وفاءٍ للضيف القادم من المستحيل ؟؟ أفكاري سكنت قوقعة البحار القديمة، حيث لاأمل لها بالتنفس وكسب فرصةٍ للحياة…. الموقف مازال مستمّراً!! القدر يسانده كتوأم روحه…لحظاتٌ عصيبةٌ مرّت بحقبٍ مملوءةٍَ بأحداثٍ تاريخيةٍ تذوقناها تكراراً….
أتخّبط بأمواجي المتلاطمة لا منقذ لي ولا مجير ……الجزيرة لم يعد لها وجود…. أمّا السّفينة قد فقدت ربّانها الحاذق …..مع الضوضاء المرعبة أطلّ شبح الموت الآتي من بعيد…. الآن أشعر ببعض الرّاحة …!؟ إذ أعطيت تفكيري إجازة مرضية تعفيه الجهد والتحسّر على ما فات من آمالٍ سرابيّة …!! ناديت بأعلى صوتي بعد أن حرّكت شفتي المتحجّرتين لندرة الاستعمال …أطلقت حنجرتي المغطّاة بالغبار المبتذل …حركت رئتيّ اللتين استقالتا من فترةٍ وجيزة (أين أنت أيها الأمل؟..وأين أنت أيها التفاؤل؟) فقدت أسلحتي جميعها ..
وعدت للصّراخ -غير المجدي-…((أين اختبأتما؟؟ هل غيبكما الزمان ؟؟ هل خطفتكما المافيا ؟ وأصبحتما رهينةً لديها…؟! تمنّيت الاستيقاظ من هذا الكابوس المرعب…..!الذي أبعد النوم عن جفوني فجعل ليلي ونهاري لا فرق بينهما….!وبعد مخاطبتي الأمل المفقود … وضعت رأسي على الوسادة التي رثت لحالي وراحت تذوب أكثر فأكثر….! العبرات تنفر بغزارة متوّسلةً لملك الموت…….!ارحمني أرجوك … خلّصني من دنياي العقيمة …!! تأكدت أنني في الواقع وأنا أشعر بوخز الإبرة المنغرسة في جسدي المثقوب …..شاهدني القمر الشّاحب واختبأ في الليل الموحش البغيض…..أرى الخيالات البيضاء أمامي ..تمرُّ في تحدٍ شرس قبالة النور البسيط في مقلتيّ… يالخيبة الأمل !لا أسمع هذه الشفقة لكن أراها في عيون أمّي المغرورقة بالدّموع…. توسّلت روحي البقاء لأنظم قصيدة رثاء …. بعد أن أصبحت قشرةً يسهل نزعها عن جلد الدّنيا المهترىء …روحي تقاوم لآخر لحظة من الضّياع و الذهول …الوحش الفتّاك كشف عن أنيابه المصقولة بسكين جارنا الجزّار….,وأسقط شعري المنساب الذي وصفته إحدى المنجّمات بشعر حورية البحر معبودة الأمراء والشّعراء….ألا يكفيك ما أخذته ؟؟ من عنفوان وكبرياء فتاة لم تتجاوز السّادسة والعشرين…!! الآن أعرف كيف أغلبك أيها الوحش اللئيم….؟؟
بل أعلن انتصاري عليك قبل أن تعلنه علي ….بأنفاسك النتنة و روحك العفنة …..مرحباً أيها الموت وهنيئاً لي الخلود …. وابتسمت ابتسامة لم ير مثلها حتى مع الموناليزا .. كانت آخر ما فعلت لألفظ أنفاسي الأخيرة …!!يعم الصمت أخيراً في كل مكان وتنهي أم كلثوم أغنيتها ((للصبر حدود))
فــادية ياســين
/سورية/ دمشق