فلم حسيبة في حلب 2011
- مايو 29, 2011
- 0
عرضت مديرية الثقافة وذلك ضمن برنامجها السينمائي الشهري فيلماً سينمائياً سورياً بعنوان ” حسيبة ” وهو من تأليف خير الدين ذهبي وسيناريو وإخراج ريمون بطرس وبمشاركة كل من : طلحت حمدي، سلاف فواخرجي، سليم صبري، جيانا عيد ومجموعة من النجوم في سوريا
عرضت مديرية الثقافة وذلك ضمن برنامجها السينمائي الشهري فيلماً سينمائياً سورياً بعنوان " حسيبة " وهو مأخوذ عن رواية الأديب خيري الذهبي ومن سيناريو وإخراج ريمون بطرس وبمشاركة كل من : طلحت حمدي، سلاف فواخرجي، سليم صبري، جيانا عيد وعامر علي وبالإضافة إلى مجموعة من نجوم الدراما في سوريا .
يستعرض الفلم حالة الشابة حسيبة التي تتعرض في مسيرة حياتها إلى كثير من الحالات النفسية المؤرقة ابتداءً من كونها تحارب الجنود الفرنسيين مع الثوار ومروراً بكونها زوجة لأحد التجار والحالة التي تمر بها أثناء زوجها وبوفاة والدها وعدم انجابها لولد يحمل اسم عائلة الجوخدار، ويبدو أنً الكثافة التي عمد إليها المخرج قد اسقط شيئاً من الرواية الأساسية إذ نراها تنتقل في الحالات النفسية والإنهيارات التي تتعرض لها دون تمهيد للمتلقي ودون استجضار للحالة وأرى أن ذلك كان محكوماً بوقت الفيلم الذي استغرق حوالي الساعتين
أيضاً نلاحظ اهتماماً واضحاً بكل التفاصيل التي تميّز البيئة الشامية في تلك الحقبة من خلال المكياج والملابس والإكسسوارات والتي أعتقد أنها طغت على باقي أجزاء الفلم، وقصة حسيبة هي تلك الفتاة ذات الجمال الأنثوي الظاهر والتي تكون في شبابها مستقّرة تماماً ومتزنة ولكنها عندما تدخل عائلة الجوخدار فإنها تتأثر بالبيئة الدينية التي يعيشون فيها وذلك من خلال التمسك بالدين والذي يبدو مغلوطاً بعض الشيء بالإضافة إلى الإيمان بالغيبية من خلال شخصية " شيخ البحيرة" هذه الفكرة التي عرضها المخرج ليس نفياً للخرافة وإنما تثبيتاً لها وبدى ذلك واضحاً في المشهد الأخير عندما تفقد " حسيبة " السيطرة على نفسها فتقوم بالدخول إلى البحيرة الفارغة وتنهال بالشتائم على شيخ البحيرة حيث نراها هنا مؤمنة به تماماً إلى أن تقع في البحيرة ميتةً، بالإضافة إلى أن حبكات الفلم تم عرضها إما بشكل سريع ومتلاحق بحيث لا يصحو المتلقي من مفاجأته الأولى حتى يدخل في المفاجأة الثانية وذلك في منتصف الفلم وإمّا عرضها بطريقة بطيئة حتى الوصول إلى نهاية الفلم، وقد ساعدت الموسيقى التصويرية كثيراً في إعطاء المشاهد حياةً أكثر وتأثيراً يشد المتلقي.
وقد تحدث المخرج ريمون بطرس لعالم نوح عن الفلم قائلاً :
أردت إظهار تمّر النساء ومن بينهم حسيبة في فترة الثلاثينات والأربعينيات هذه الفترة التي كان فيها عمل المرأة ممنوعاً ومرفوضاً في المجتمع الشرقي، ومن خلال هذا التمرّد أرادت أن تبني عملاً وان تبني نفسها كإنسانة في المجتمع ولكنها مع الأسف فشلت في النهاية ولكن نساءً أخريات تابعنا العمل في سبيل تحرر المرأة وجعلها محوراً في المجتمع،وقد وضعت خطوة باتجاه تحرر المرأة السورية وهذه كانت المقولة الرئيسية في الفلم لذلك قلت في دعوتي للفلم إلى أن فلمي هو رسالة سلام لنساء دمشق اللاتي حاولنا تحقيق حضور اجتماعي وثقافي واقتصادي في المجتمع.
وأكثر شيء انتابني أثناء عرض الفلم هو ألا أشعر بالخجل أمام الأصدقاء والمثقفين في مدينة حلب، قد حاولت بما أن الرواية طويلة وتم عرضها كمسلسل أن أستخرج روح الرواية في الفلم أكثر من أن أعمل عليها حرفياً إذ أن هناك عشرات الشخصيات في الرواية وهي ليست موجودة في الفلم وهناك مشاهد طويلة قد تصل إلى عشرين صفحة في الرواية وهي في الفلم عبارة عن ثلاثين ثانية ، ورغم ذلك فإن الكاتب قد قدّم كتاباً جميلاً جداً وأنا أشكره على ذلك بأنه موافق على عرض الرواية كفلم إن تم إخراجه من قبل ريمون بطرس وفي حال تغيير المخرج فأعتذر عن ذلك، وأنا أحترم رأيه كثيراً في هذا الموقف الجميل وأقدر هذا الموقف وثقته بي وأتمنى أن أكون قد استطعت تقديم الرواية على حقيقتها وبما فيها من روح وأفكار .
أغيد شيخو _ نوح حمامي _ عالم نوح