الفنان التشكيلي والكاتب محمود مكي
البورتريه فن جميل قائم بذاته ولا أرى فنانا واحدا إلا وتعامل مع هذا الفن بكل احترام وتهيب

الفنان التشكيلي والكاتب محمود مكي

البورتريه فن جميل قائم بذاته ولا أرى فنانا واحدا إلا وتعامل مع هذا الفن بكل احترام وتهيب …فهو يكشف قدرة الفنان في العملية الفنية … ونحن اليوم امام فنان مميز في رسم البورتريه يختلف أسلوبه عن باقي الفنانين …هو الفنان أسعد فرزات

وجوه أسعد فرزات تعيش حالات إنسانية متنوعة …فملامح كل وجه منها يكتمل تعابيره الداخلية من خلال تكويناته التشكيلية الجديدة التي رسمها الفنان اسعد فرزات بكل إدراك متنامي للواقع اليومي …ونجد ملامح كل وجه في حالته المضطربة بين الشد والجذب ..وهنا تكمن قدرته الفنية إثناء مزجه المتلائم بين مفاهيم الفن الكاريكاتوري ومفاهيم الفن السريالي …

وهنا نرى انه لا يهتم كثيرا بالأصول الفنية الواقعية بقدر اهتمامه الشديد للوصول الى الحالات التعبيرية بقوة التي تنبع بوضوح من الكيان الداخلي مباشرة ..وكأنها تنفجر كالصاعقة إمام وجوهنا كي تحدثنا عن واقعها المضطرب بكل نزق … إشكال الوجوه تتنوع للتأكيد على تعبيراتها الداخلية المأساوية من خلال التشكيلات الحزاينة … ولكنها مليئة باليأس …صحيح انها وجوه انسانية نسائية ولكنها تعبّر عن وجوه الرجال المتعبة ايضا ..وكأن الفنان اسعد فرزات يقول لنا : إنها تكاد تتساوى في الحالات الانسانية التي لا فرق فيها بين الرجل والمرأة …وهنا نجد بكل وضوح الرؤية النقدية الموضوعية مدى قدرته في اختصار الخطوط في انتاج إشكاله الفنية للوجوه …

ولكني أرى هذا الاختصار الشديد للخطوط يعود لصالح الحالات التعبيرية التي يريدها الفنان اسعد فرزات في أعماله الرائعة …هنا تكمن قدرة الفنان اسعد في امتلاكه ناصية العملية الفنية وقدرته في التعبير عن رؤيته الفكرية والجمالية ضمن رؤية فنية معاصرة لمفاهيم الفن الحديث …ولا ننسى في هذا المقام أن الفنان اسعد يعدُّ من احد الرموز الكبيرة والقامات العالية في سورية في الذائقة الفنية السورية …

ولا عجب أننا نراه في أعماله الفنية يرسم المرأة باهتمام كبير في جميع حالاتها فهو دائما يردد مقولة الشاعر الكبير نزار قباني : الأنثى هي مصدر الشعر واللون والموسيقى وينبوع كل الفنون التشكيليه والإبداعيه في العالم .. …. محمود مكي