تحدّى كاسترو الشيوعي الولايات المتحدة، وهذا ما زاد من شعبيته في كوبا لسنوات طويلة، صمد كاسترو خمسة وأربعين عاما امام الولايات المتحدة وأمام الحصار الاقتصادي الذي فرضته على بلاده، واستمر نظامه حتى بعد أفول ثم سقوط الأنظمة الشيوعية في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية.

 

 

 

فيديل كاسترو

Fidel Alejandro Castro

 

تاريخ الميلاد:1926م

نبذة عن حياته:

فيديل كاسترو هو زعيم كوبا وهو محامي حمل لواء الفقراء في نضاله، فقرر محاربة فساد حكومة الديكتاتور الكوبي فولهينسيو باتيستا، وقام بمحاولة انقلابية عام 1953 للإطاحة به، ولكنها باءت بالفشل، فسجن ونفي.

في عام 1956م، عاد كاسترو إلى كوبا مع مجموعة صغيرة من أتباعه ليشن حرب عصابات، في البداية واجه هزائم جدية، ولكن بعد ثلاث سنوات حقق الانتصار ليصبح حاكم كوبا الجديد.

تحدّى كاسترو الشيوعي الولايات المتحدة، وهذا ما زاد من شعبيته في كوبا لسنوات طويلة، صمد كاسترو خمسة وأربعين عاما امام الولايات المتحدة وأمام الحصار الاقتصادي الذي فرضته على بلاده، واستمر نظامه حتى بعد أفول ثم سقوط الأنظمة الشيوعية في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية.

وتعرّض لمحاولات كثيرة من الاغتيالات والقتل ومن التدخلات الامريكية وتحوّل الرجل الى مثال أمام بلدان وقيادات أخرى في أمريكا اللاتينية وغيرها، وربما يكون الرئيس الفنزويلي أبرز مثال على اقتفاء أثر كاسترو في سياسة المواجهة والتحدي.

وذكرت عدة تقارير استخبارية وغيرها أن الولايات المتحدة حاكت أكثر من ستمائة مؤامرة لاغتيال كاسترو، إلا أنه ظلّ هناك بينما تعاقب على حكم الولايات المتحدة تسعة رؤساء.

ولد ثرياً

ولد فيدل كاسترو عام 1926 لعائلة ثرية، بيد أنه تمرّد منذ صغره على حالة الترف التي كان يعيشها بعد ما صدم بالتناقض الكبير بين رغد العيش في أحضان عائلته وبين قساوة العيش والفقر في مجتمعه.

حمل السلاح ضد الرئيس فالجنسيو باتستا عام 1953 على رأس أكثر من مائة من أتباعه، إلا أن محاولته أحبطت وسجن هو وشقيقه راؤول، وبعد عامين صدر عفو عن كاسترو الذي واصل حملته لإنهاء حكم باتستا من المنفى في المكسيك، وشكّل قوة مقاتلة عرفت بحركة 26 يوليو.

وقد اجتذبت مبادئ كاسترو الثورية تأييداَ واسعاَ في كوبا. وتمكنت قوّاته في عام 1959 من الإطاحة بباتستا الذي أصبح نظامه يرمز إلى الفساد والتعفن وعدم المساواة.

تسلم كاسترو سدّة الحكم وسرعان ما حول بلاده إلى النظام الشيوعي لتصبح كوبا أوّل بلد تعتنق الشيوعية في العالم الغربي.

لم تكد الولايات المتحدة تعترف بالحكومة الكوبية الجديدة حتى بدأت العلاقات بينها وبين كوبا تتدهور عندما قام كاسترو بتأميم الشركات الامريكية في كوبا.

وفي نيسان عام 1961 حاولت الولايات المتحدة إسقاط الحكومة الكوبية من خلال تجنيد جيش خاص من الكوبيين المنفيين لاجتياح جزيرة كوبا، وتمكنت القوّات الكوبية في خليج الخنازير من ردع المهاجمين وقتل العديد منهم واعتقال حوالي الف شخص.

بعد ذلك بعام واحد بدأت أزمة الصواريخ السوفيتية الشهيرة التي كادت أن تجر العالم الى حرب.

العدو الأوّل

وأصبح كاسترو العدو رقم واحد بالنسبة لأمريكا. واستناداَ إلى مذكّرات الزعيم السوفيتي آنذاك نيكيتا خروشوف فقد ارتأى الاتحاد السوفيتي أن ينشر صواريخ بالستية في الجزيرة الكوبية لردع اي محاولة امريكية لغزوها.

وفي تشرين الأول عام 1962 اكتشفت طائرات تجسس أمريكية منصات الصواريخ السوفيتية مما جعل الولايات المتحدة تشعر بالتهديد المباشر.

إلا أن الأزمة لم تطل كثيراَ في أعقاب توصّل الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي إلى تسوية يزيل من خلالها الاتحاد السوفياتي صواريخه مقابل تعهّد أمريكي بعدم غزو كوبا والتخلص من الصواريخ الامريكية في تركيا.

وقد أصبح كاسترو أحد النجوم اللامعة في عصر الحرب الباردة، أرسل 15 الف جندي الى أنجولا عام 1975، لمساعدة القوات الأنجولية المدعومة من السوفيت. وفي عام 1977 أرسل قوات أخرى الى أثيوبيا لدعم نظام الرئيس الماركسي مانجستو

وقد ظل كاسترو يلقي باللوم في المصاعب الاقتصادية التي تواجهها بلاده على الحظر الاقتصادي الذي تفرضه واشنطن على كوبا.

وقد أثر انهيار المعسكر الاشتراكي عام 1991 كثيرا على أوضاع كوبا خاصة الاقتصادية إلا أن بعض المحللين يرون أن كوبا تمكنت من التقليل من أثاره.

الحياة الخاصة

كان كاسترو الذي يعرف بين أفراد شعبه باسم "فيدل" أو "القائد" قد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة عام 1961 بعد عملية خليج الخنازير الفاشلة، كما أمّم عدداَ من الشركات الأمريكية التي بلغ مجموع أرصدتها ما يقارب المليار دولار.

إلا أن كوبا عانت من تسرّب عدد كبير من الأفراد ورؤوس الأموال إلى الخارج، وبدرجة أساسية الى فلوريدا حيث تعيش هناك جالية كبيرة نسبياَ من المناهضين لنظامه.

وقد أبقى كاسترو حياته الشخصية شأناَ خاصاَ بشكل عام إلا أن بعض المعلومات عنها أصبحت متوفرة خلال السنوات الاخيرة.

منها أنه تزوّج عام 1948 من ميرتا دياز- بالارت التي أنجبت له ابنه الاول فيديليتو، وقد انفصل الاثنان فيما بعد بالطلاق.

وفي عام 1952 التقى كاسترو بناتي ريفلتا، الزوجة السابقة لطبيب وأقامت معه وأنجبت له ابنة هي إلينا عام 1956

وفي عام 1957 التقى بسيليا سانشيز التي قيل أنها الرفيقة الأساسية لحياته وقد ظلّت معه إلى أن توفيت عام 1980

وفي الثمانينيات تزوّج كاسترو من داليا سوتو ديل فال، التي أنجبت له 5 ابناء.

 

 

جمع وترتيب : جلال مولوي – عالم نوح