فيلم صياد اليمام في حلب 2011
- أبريل 24, 2011
- 0
ضمن برنامج مديرية الثقافة في حلب تم عرض فيلم صياد اليمام المأخوذ عن الرواية المصرية المشهورة للروائي إبراهيم عبد المجيد ، وكان ذلك بحضور الدكتورة شهلا العجيلي والأستاذ فاضل كواكبي
ضمن البرنامج السينمائي لمديرية الثقافة في حلب تم عرض فيلم صياد اليمام المأخوذ عن الرواية الشهيرة للروائي إبراهيم عبد المجيد ، وكان ذلك بحضور الدكتورة شهلا العجيلي والأستاذ فاضل كواكبي.
فيلم صياد اليمام
فيلم يحاكي الواقع المصري وما يعانيه ربما من فقد للعاطفة والحب من قبل جي الشباب الذي تجسد من خلال شخصية علي التي أداها أشرف عبد الباقي،ورغم الإختلاط الذي عاناه الفيلم من التضارب بين الرمزية والواقعية فقد لامس مشاعر ويرجح ذلك إلى استخدام المخرج للموسيقى الرقيقة أثناء الفيلم والتي بدت في بعض الاحيان زائدة عن حدها إلى درجة أنها كانت المسيطرة تماماً على كافة المشاهد ، وأعتقد أن الفيلم لو كان من النمط الصامت لأخذ حقه أكثر فعلى الرغم من أنه مأخوذ من رواية بالغة الحساسية والحوار يمكن إعتباره أساسياً إلا اننا لم نجد ذلك في الفيلم الذي إعتمد على الحاسة السمعية أكثر من أي شيء آخر، بالإضافة إلى بعض الأخطاء التي وقع فيها المخرج إذ أن الجميع كان متفقاً أن المصور في الفيلم يلعب دور الحالة الزمنية والوقت الذي يمضي إلاّ أننا أيضاً على الرغم من تقدّم الأحداث عبر الزمن لم نجد ملامح الزمن واضحة على الشخصيات وإنما تجسد الزمن فقط في الولادة دون الإنتباه إلى معالم الشخصيات والتفاصيل التي لا يمكن للمشاهد أن يغفل عنها، ومن المفارقات التي يمكن أن نلاحظها أيضاً بين الفيلم والرواية أن الرواية كانت تقصد من خلال صياد اليمام أن تكون معادلاً موضوعياً وجمالياً عن حالة البحث عن الحب والأمومة والحياة الكريمة إلاّ أننا لم نجد في الفيلم هذه الرؤية الروائية من قبل الكاتب بلك كان صياد اليمام باحث عن الحب للأنثى والمرأة التي سيتزوجها ويمارس معها الجنس فقط دون التطرق إلى باقي الملامح الإنسانية في الرواية ويبدو أن ذلك يعود إلى السيناريست علاء عزام الذي أنكر الفنان أشرف عبد الباقي تنسيب هذا الفيلم إلى سيرته الفنية بسببه وأنه أضاع المصداقية التي تتحلى بها الرواية وتجعلها بالغة الإنسانية والشفافية.
بطولة :
أشرف عبد الباقي – علا غانم – طلعت زكريا – بسمة – صلاح عبد الله – دنيا – لطفي لبيب – حنان مطاوع
قصة : إبراهيم عبد المجيد
سيناريو وحوار : علاء عزام
إخراج : إسماعيل مراد
وهذه هي بعض الآراء التي تم أخذها من قبل الحضور بعد الفيلم :
بداية تحدث الأستاذ فاضل كواكبي قائلاً :
من المفارقات التي لا بدّ مكن الحديث عنها أن النص أفضل من الفيلم طبعاً وهذا له علاقة ليس فقط ببنية النص الأدبي وبينة الفيلم المختلفتان كلياً برأيي، فالمشكلة أحياناً هو الإخلاص الزائد من قبل المخرج والسيناريست فالإخلاص يضع صنّاع السينما أمام عقبة شديدة وهي أن النص ليس تقليدياً وهو ذو حساسية متطورة عن النصوص الواقعية التقليدية وذو بنى متداخلة وبعضها مأخوذ عن السينما ولكن السياق سياق أدبي وعندما يكون السياق أدبياً، فعندما يأتي المخرج ا والسيناريست ليحولا النص بإخلاص كبير إلى شاشة السينما فإنهما يقعان أمام إشكاليات عديدة لها علاقة بتحويل هذه الخطوط المشتتة والشخصيات الموزعة على صفحات الرواية وخلق بنى درامية قابلة للمتابعة وخاصة أن الشخصيات التي في الرواية وشخصية صياد اليمام تحديداً هي شخصية شاهدة على الأشياء أكثر من أن تكون فاعلة وبالتالي تحويله إلى شخصية فاعلة في الفيلم كانت مهمة شبه مستحيلة ، وأنا دائماً أنصح المخرجين ألا يخلصوا للنص بل أن يخلصوا لأنفسهم وخاصة إن لم يكونا من أصحاب الموهبة والخبرة كما مخرج هذا النص .
أما الدكتورة شهلا العجيلي :
هناك حزن واضح في الشخصيات من خلال العائلة المؤلفة من والزوج والزوجة وقبل ذلك الأب والأم وقد ضاعت الشخصيات في هذا الحزن وخاصة شخصية أم صياد اليمام " أم علي " التي يركبها الجني أو تخاوي فعلى الرغم من أنها مع الأب والعائلة كلها مع بعضها إلا أنها تعاني الوحدة والقلق ، وجميع الشخصيات التي يجمعها المكان ويجمعها الزمن والأحداث فكلها ضمن هذا الحزن وهذا الانكسار التي هي فيها ، وقد تم تصوير طبقة محددة بائسة من المجتمع بما فيها من انكسار للأحلام على مستوى السياسة وحتى ملامح الحلم لديهم غير واضحة سوى أن تكون أسعد ولكن ما هو الدافع لذلك فليس لديها الإمكانيات في أن تكون أفضل وهذا تماماً ما يجمع بين الشخصيات ، والمكان مهم جداً وهذا دائماً ما يشغل إبراهيم عبد المجيد ونصوصه كتصوير سكة الحديد ومجتمع العمال والطبقة الكادحة التي عانت لإنجاز هذه السكة في الحرب العالمية الثانية من أجل القوات التي ستكون في العلمين وستنتقل إلى ميديا والإسكندرية التي كانت مركزاً مهماً في الحرب العالمية الثانية، فبعض هؤلاء العمال كانوا جبارين وهو يذكر ذلك ويصوّره لأن والد إبراهيم عبد المجيد كان واحداً منهم فأثر ذلك في حياته، والحارس كان شخصية مهمة وأيضاً الجاويش بالإضافة إلى المصور الذي يعبّر عن مرور الزمن دائماً وكأنه منبّه.
أغيد شيخو _ عالم نوح