قراءات للعيد
- سبتمبر 9, 2010
- 0
وهي استراحة رقيقة مع السادة الشعراء والكتاب: عبد الرزاق معروف، سناء هايل الصباغ، شادي نصير، أحمد جنيدو، محمود نايف الشامي، ثائر مسلاتي وأغيد شيخو.
في انتظار تواصلكم معنا، لكم تحياتنا وكل عام وأنتم بخير.
عبد الرزاق معروف
شمعة . . .
ياأجمل حلمٍ لأكون …
وأجمل وهمٍ لتكوني …
ونزيفي الطاعن في العشق ..
صليني ..
في عصرٍ يرتجل الحبً ..
حياة تكفي للقتل ..
وكافية أنت لتحييني ..
بالأسود في الأبيض ..
أرسم ..
ميلاد الأبيض في الأسود ..
في دفتر صحوي وجنوني ..
هذا زمن هزائم أحلام العشاق ..
وقد يبقى حلماً في الأفق ..
ولا يأتيني ..
حسبي ..
أن الحب يفتح أشرعة الروح ..
ولا أدمن موتي اليوميً ..
بغير يقين …
لصديقي القادم ..
لا يتماهى في الأشياء ..
أنا أشعل شمعة حبَ
تحكيه ..
وتحكيني ..
عبد الرزاق معروف
*************
سناء هايل الصباغ
لماذا ؟
كلما غمرتنا
أمواج الشوق
يصدم أرواحنا
جفاف بحاركم؟
وكلما أطلقنا
أشرعة الحنين
ورفعنا
(اعتراف حب)
على صوارينا
المعتقة
بخمر العناق
تسكن رياحكم؟
فإن أرسلنا
زورقا" عابرا"
للزمن..
منحوتا" من
سنديان قلوبكم
وحملناه دفء
تفاصيلنا الصغيرة
وعطرناه
بوهج الذاكرة
هل ياترى ستغلقوا
بوجه الشمس
ميناءكم؟!
*سناء هايل الصباغ* دمشق
**************
شادي نصير
وجوه مُقنْعّة
ـ1ـ
أجسادهم تفوح منها رائحة العرق الممزوج بعطورٍ رخيصةٍ جداً، والحرُ يسيل بلعابه كمراهق يقتات بصره على التلصص، ويقتنص الفرص للغوص في عركة الزحام، ليدس يده أو يرفع ركبته في زاوية من زوايا الجسد المتدفق حرارة أمامه.
المطر يزداد غزارة في هذا اليوم الصيفي المباغت كصبي عصبيٍ لم يرق له الاهتمام بسواه، فأعلن الإضراب، وأنا تحت هذا الضغط الهائل من البشر في موقف الباص أمام الكازينو رحت أراقبه وهو يقترب متهادياً ببطءٍ شديدٍ.
الكلُ متأهبٌ ليندسَ في جوفه للخلاص من عبءٍ ثقيلٍ ومن قطراتِ المطرِ التي راحتْ تُغرقُ الثيابَ بنهمٍ كبيرٍ.
تدافعنا بقتالٍ وعراكٍ، تداخلت الرؤوس، وتعانقت الأكتاف، والتحم العرقُ المتدفقُ من جباهنا اللامعة، مبدياً سمرة لم تكن معهودة في هذه المدينةِ الساحليةِ، بدا لي الجميع نازعاً عن وجهه القناع الذي كان يُخفي تحته وداعة الحملان وملايين الأفكار، والثرثرة ترتفع تارةً لتطغي عليه أصواتُ عويل أطفالٍ ضاقَ بهم الازدحامُ ولعنوا آبائهم في سِرهم مراراً.
كانت من بين مئات الضحكات البريئة والعفوية ضحكات ماجنة، ورؤوس تعتليها قبعاتٍ متنوعة الألوان، تخفي تحتها تلافيف عقولٍ غزاها الدود وحولها إلى عبيدٍ للوساوس، انحشرت من الضغط الكثيف أكثرَ وأكثرَ، أتنفس بصعوبة أكاد أختنق من أنفاس أناسٍ امتهنوا التدخين وشكل التبغ مع هيكل جسدهم شكلاً مقيتاً.
ـ2ـ
ثيابه الأنيقة، وشعره المرتبَ بكثيرٍ من التميز، أغرياني، ابتسم في سريّ وأهمسُ في الفراغ حولي، معاتباً الزمن على تقصيره في حقوقنا.
يدهُ تلاعبُ أسفلَ خصرِها بكثيرٍ من الرقة بينما تميل بكل ليونة نحوه مع كل اهتزاز في المنعطفات التي تباغت سيرنا، ومع كل ازدياد في الحجم المتدفق للأشخاص في هذا الحضن الضيق، كان الإغواء يكبر والضغط يرتفع، والتلاحم يزداد.
رحت بذاكرتي بعيداً إلى عصرنا الفضي اللامع، بدا لي لامعاً بدون غبار، جميلاً بدون تكلف، كنت أرى الوجوه وكأنني قد ولدت الآن وفي هذه الساعة في مكانٍ غريب عن مكاني سقطت الأقنعة فجأة ورحت أرى الكل بأنياب تقطر منها سوائل الشهوة والرغبة، كنت بينهم غريباً، والكل يزجرني، والهمس من حولي كبر، عرفت بأنني قطعة غريبة بين قِطعهم، تدافعت مع من حولي باحثاً عن فجوة في جدران الباص والذي استحال إلى غرفةٍ طويلةٍ مظلمةٍ والأجسادُ حولي إلى خفافيش لا وجوه لها، وأنياب كبيرةً تلمعُ، كانت يدهُ لا تزالُ تُلاعِبُ خَصرها، صرختُ بأعلى صوتي ليوقفَ السائقُ الباصَ، هبطتُ مسرعاً وأنا أتلمسُ وجهي خوفاً من أن أكون قد فقدتُ قناعيَّ الجميل وصوتُ قهقهاتٍ عاليةٍ تخرجُ من الباص الذي عاد يترنح سكراً مواصلاً طريقه نحو الأفق الذي تبدد لونه.
شادي نصير
*******************
أحمد عبد الرحمن جنيدو
جدل ٌ ما … ليس غيري كان ضدّي.
إنـّما في الموت وحدي.
هل أرى من عاش بعدي؟!
كيف أرضى القتل في أحلام مهدي.
أهي الرؤية لا تحتاج للقول بأنـّي،
أرسم الصبر صباحا ً فوق لحدي.
لست أخشى ،
إنّ خوفي ليس مجدي.
أستطيع القول جهرا ً،
قد عرفتُ الصمت يجدي.
ليس غيري كان ضدّي.
*************
صدفة ٌ،
أنت هناك،
الموت ودّي.
يـُرسم المجهول في تحطيم زندي.
لا تنامي في فنائي،
إنّ نومي كاد يردي.
قصـّتي تحت الغبار ِ،
القادمون الآن بعدي.
يرسمون الوجه من غير ابتكار ِ،
العلم في خدمته ما عاد يسدي.
إنّ وجهي كتراب ٍ،
وضميري صار عبدي.
تعبرين الأمل المسكون في صمت ٍ رتيب ٍ،
أو تخالين عبوري فوق وردي.
أوليس الزمن الساطع كان القاهر
من غيـّر وعدي.
سوف أبكي فدعي الليمون يفنى،
سوف أهذي فدعي العصفور يشقى،
سوف أرثي فدعي الطيـّون يحفى،
من خيالاتي وزهدي.
يا قطيع الياسمينْ.
يا دعاءات السنينْ.
يا بكاءات السجينْ.
من يفكُّ اليوم قيدي.
ليس غيري كان ضدّي.
*********
امسحي شعري فهذي الريح قالتْ:
لا تعودي لمسة ًمن أزل ٍ،
فزوال الردّ وعدي.
أوقفي نزف جراحي،
ليس هذا نافع ٌ،
أو جاء يفدي.
صار جرح الناس يهدي.
إنّ خيري في رقادي،
إنّ شرّي صار عهدي.
لا تخفْ من ضعف ردّي.
ليس غيري كان ضدّي.
*************
حطـّمي وجه المساءْ.
لم أعدْ أهوى الضياءْ.
أنت يا مولاة حزني كالبقاءْ.
أخجل الآن كثيرا ً،
أن أواسي قطرة الماء بماءْ.
دائما ً أخشاك،
أنت الروح،
في جسمي دماءْ.
أزرع الحبَّ ولا أجني بحلمي غير صدّي.
ليس غيري كان ضدّي.
أحمد عبد الرحمن جنيدو
*********************
محمود نايف الشامي
سرب الإوز …
أعطني مغزلاً
كي أنسج َ الفرح
فالعيد مقبل ٌ..
أعطني مغزلاً أو نشيداً
كي أستنهض الأجساد المائلة ,
أو شظية ً
كي أستوقد النار َالخابيةَ في وجداننا العقيمِ
ما بالُ الشموعِ لا تكملُ سيرتها الأولى ؟
ما بالُ أسرابِ الإوزِ لم تعد كما كانت
أسراب إوز ؟
محمود نايف الشامي
*****************
ثائر مسلاتي
ألم تعلمي
أيتها المتربعة على عرش الوجود
أنك البيرق الهارب من غابة البيارق
رأيتي نفسك وحيدة في هذا الزحام
والكل قد أخذ دوشه الصباحي
وفطوره المعتاد
وأغلق على جلده الأبواب
وانتهى من دون عتاب
من هناك أضاء لي التاريخ باباً خفياً
غائراً في وحل الظلام
مختبئً في سره
عنده الهروبُ للنور
وجعٌ كخنجر صمت في ليلٍ طروب
أيها المتأبجد بالهوى
كم مرة توسلتُ لتركع أنت
وركعت؟؟؟
ألم تعلمك طبشورة الأستاذ أن الركوع بعيدًا عن عين الإله خنوع
والوعود….ستبقى وعود وأنت كما أنت لن تعود
لأن من تحدى البحر وفاز
عوده البحر للبحر
وعوّده كبرياء النصر الخلود
جالس أمام فنجانه يرقب العالم عن كثب
كان مصلوباً هناك…
على حائط المساء
يلملم الثريا بيدين مشلولتين
كان يبغي دم في منطق لاشرعي
كان الصباح….
ثائر مسلاتي
***********
أغيد شيخو
نحو الهاوية
لن يستطيع الليل
محو من كان جثيماً
بين ابتهالات الطفولة
وانتكاسات المشيب
فيصحو السكر فجأة
في أعين طبق الزفير أبوابها
فأين يكمن فينا الشجون
وأين تسجد القصيدة
وحيث يضنينا المسير….
تستقر النفس
وترتاح العبادة
وعلى ظهر الغبار….
يغدو الزكام تاريخاً
وترقص القلادة عارية
فتضيع بين اليقين واللايقين
وتصبح الزغاريد سجاداً أحمر
يتبختر عليها
أناس من غبار
فيشطرني التمني
ويغسلني الهواء
ويستيقظ الأمل
على أُخدود…..
لم يولد…..إلا اللحظة
في القاع…..
يستبيح الليل صمتي
وتنهرني تلاواتي
ويصبح الرسم ضوء
قد يأتي……وقد لا يأتي
وفي موكب الجنون هذا
يرقص الرجال عراة كما النساء
ويطفو الجناح فوق الجسد
وتستكين في رضوخ
تقلبات الجان
الشوارع مطلية بالبشر
والأضواء تعلو في ازدحام
وفي عشقنا…….
يتولّد الأمل…..والإيمان
أغيد شيخو
***************