“القرد والقراد”هذا العمل المسرحي الذي تم عرضه على مسرح مديرية الثقافة على مدى ثلاثة أيام من قبل أسرة تراكم للفنون الأداء والأدب،

 

 

 أقامت أسرة تراكم لفنون الأداء والأدب على مسرح مديرية الثقافة في حلب مسرحية القرد والقراد في تاريخ الثلانين من الشهر حزيران واليوم الأول والثاني من شهر تموز

 

"القرد والقراد"هذا العمل المسرحي الذي تم عرضه على مسرح مديرية الثقافة على مدى ثلاثة أيام من قبل أسرة تراكم لفنون الأداء والأدب، والذي كان تجسيداً لنص مسرحي للكاتب وليد إخلاصي عملت عليه هذه الأسرة بشكل مغاير لتصور الكاتب من خلال إدخال عناصر وأدوات السينوغرافيا. فقد تبدى الإعتماد بشكل كلي على ديكور المسرح كعامل أساسي مرتكز عليه بشكل كبير للنهوض بالعمل.  بعيداً عن الحوار المختزل بعدد كلماته، الغني بشمولية أفكاره، والقائم بين القرد المسلي للجمهور والمتحدث بلغات عدة، والذي يمثل حالة رمزية للشعب الخاضع للقراد المستبد. الذي في النهاية يتمكن القرد من انتهاز الفرصة لقتله في سبيل الحصول على حريته، والتي لم يسعه الوقت الكثير للإستمتاع في العيش ضمنها من خلال الجملة التي قالها القرد في نهاية العرض: " فرحتي بالحرية فوتت عليَّ حريتي". وتأتي هذه الجملة بعد أن يأتي قراد آخر ويسيطر عليه.

هذا العمل الشبابي لم يغفل أي جانب يقود العمل المسرحي إلى الركاكة والجمود. سوى بعض الرتوش التي كانت واضحة وسبباً رئيساً في قطع التواصل مع المشاهد. سواء كان ذلك في التلكؤ وبطء الحركة التفاعلية إلى الانتظار -رغم أنها من فصل واحد- مما جعل العمل المسرحي ككل شبه مجزأ. الأداء المميز للممثلين لم يقف عند هذا الحد، بل امتد ليشمل الراقصيّن ( أغيد شيخو: مصمم الرقصات ودلدار حسين) اللذان أضافا مشهداً جمالياً من خلال حركات استعراضية، والتي لم تكن عبثية أو فترة زمنية لإطالة العرض أو تعبئة فراغ. إنما جاءت كجمل بصرية ساهمت في الحديث الكثير عن صراع متداول بين طرفين. علاوةً على ذلك كان حضورهما مميزاً وأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام أي مشاهد. والذي كان من جنس الاهتمام الذي برز نحو الفتاة (نسرين ابراهيم) التي كانت جالسة على الأرجوحة طوال فترة العرض، والذي جعلنا نتسآل عن سبب وجودها كثيراً، اعتقاداً منا أنها ستكون محوراً يسبب انعطافاً في الحدث الذاهب باتجاه واحد.
هذا العمل المسرحي ما كان إلا تجربة جميلة قام بها المخرج والممثل محمود بلال أمتعنا حضورها بغض النظر عن العثرات التي ظهرت حيناً، والتي يمكننا أن نعود بأسبابها إلى مشاكل تقنية وفنية بسيطة. يمكن لهذا الشاب أن يتلافاها في أعمال قادمة. ولابدَّ أن ننوه إلى الشاب الممثل (فواز عمر) بأدائه الجميل على خشبة المسرح. وجزيل الشكر إلى مدير أسرة تراكم جلال مولوي على هذا الجهد المبذول بين فنون الأسرة وسينوغرافيا "القرد والقراد" 

 

 

زكريا محمود_عالم نوح