قراءة في مسرحية الطاهي
- أبريل 8, 2012
- 0
لعل الأزمة التي تمر بها البلاد تركت أثرها على كافة مناحي الحياة بما فيها المجال الفني وخاصة المسرح، فقد عرض على مسرح دار الكتب الوطنية بتاريخ 27/3/2012 عرض مسرحي تحت عنوان “الطاهي”، وهو على الرغم مما يحمله من فكر سامي للوحدة وعدم الخضوع للدسائس والمذلة من قبل أصحاب النفوذ في الداخل
قراءة في مسرحية الطاهي
لعل الأزمة التي تمر بها البلاد تركت أثرها على كافة مناحي الحياة بما فيها المجال الفني وخاصة المسرح، فقد عرض على مسرح دار الكتب الوطنية بتاريخ 27/3/2012 عرض مسرحي تحت عنوان "الطاهي"، وهو على الرغم مما يحمله من فكر سامي للوحدة وعدم الخضوع للدسائس والمذلة من قبل أصحاب النفوذ في الداخل والخارج إلا أنه لم يخرج كثيراً عن إطار المعهود الذي تعودنا عليه في الفترة الأخيرة وخاصة بعد عرض "عمار يا بلد" وعرض "الورشة" أو حتى عرض "شوفونا بتحبونا" في تشبيه الأرض والوطن بباص أو سيارة تتعطّل أو بمنزل ينهار ويحترق، ولعل هذه الفكرة أصبحت مطروقة إلى حد ما ولكن رغم ذلك استخدمها الكاتب مرة أخرى في عرض "الطاهي" بنكهة "المسرح القومي" الذي لم يخلو من رمز وإيحاء إلى حد لم يتم ذكر أي أسماء أو أرقام أو أماكن أو حتى شخصيات بل تم الإستعاضة عنها بالموسيقى للتمويه، مما أضفى للعمل سراً أراد المتابع ملاحقته ليصل إلى الحل في نهاية العمل، ولكن رغم ذلك فقد انضم "الطاهي" إلى صف المسرحيات السابقة بكل جدارة.
وإن أردنا الحديث عن الشخصيات في العمل، فقد ضمّ العمل ثلاث شخصيات هي "الطاهي" الذي جسّد شخصية الفنان "حازم حداد" وشخصية "الجد" التي لعبها الفنان "ناصر وردياني" بالإضافة إلى شخصية "الحفيدة" التي أدتها الفنانة "راميا زيتوني"، وبالبحث في هذه الشخصيات نجد أنها بالمجمل لم تقدّم جديداً على مستوى الأداء"بإستثناء الحفيدة"، وإنما كانت اللعبة الجميلة من المخرج هو اللعب على الموسيقى والإضاءة التي ساعدت كثيرة في تفصيل الحالات والأماكن، ولعل تلك الموسيقى الحيّة الموجودة على خشبة المسرح كانت طاغية على العمل ككل، ولكنها رغم دخولها الجميل كانت سبباً في عدم فهم العديد من العبارات أثناء توجه الممثلين إلى عمق المسرح وبالأخص شخصيتا "الطاهي و الجد".
وصراحة يمكنني القول أنني عندما رأيت الفنان "ناصر وردياني" مشاركاً في العمل اعتقدت أن هذه العودة إلى المسرح من الممكن أن تكون غنية أكثر وتاركةً لبصمة في مسيرته الفنية ولكني مع الأسف تفاجأة بإيقاع بطيء في بداية العمل لدرجة أن يتحدث مع حفيدته بصفتها ذكراً وليس أنثى ولكن يبدو أنه استدرك الموضوع سريعاً فبدأ إيقاع العرض يرتفع رويداً رويداً، إلى أن وصل إلى ذروة العمل ليخاطب صورة ولده المتوقى ويتحدث عن الكرامة ببعض الجمل في بقعة في مقدمة المسرح كما فعل الفنان "دريد لحام" في "كاسك ياوطن" مما شتت التركيز لدي في المقارنة بين العملين، ولعل العنصر الأبرز والذي يستحق الذكر والثناء هي شخصية الحفيدة التي أدتها ببراعة الفنان "راميا زيتوني" خارجة بذلك عن إطارها المعهود تماماً في تجسيد دور الفتاة الحالمة والرومنسية إلى شخصية لا تمت لها بصلة بتاتاً بل كانت بعيدة كل البعد عن كل ما مثلته سابقاً مما يضفي على مسيرتها بصمة خاصة.
ورغم هذه النقاط البسيطة التي ذكرناها آنفاً لا بدّ لنا من توجيه بطاقة شكر لكل قطرة عرق نزلت من كل ممثل في هذا العمل على خشبة المسرح وما حديثنا إلا لنجاح الحراك المسرحي أكثر ولتفادي بعض النقاط التي قد يعتبرها مشاهد مثلي سلبية في حق هكذا نوع من الأعمال.
بقي أن نذكر أن عمل الطاهي من تأليف "علي عبد النبي الزيدي" ومن إعداد وإخراج الأستاذ "خالد أبو بكر"
ملاحظة: أريد التنويه على أنني حضرت العمل بتاريخ 4/4/2012 ومن الممكن أن يكون الممثلون قد تفادوا هذه النقاط في الفترة السابقة لهذا التاريخ أو اللاحقة له.
أغيد شيخو_ عالم نوح