في العرض الذي عرضه المخرج حسام حمود بتاريخ 19/7/2012 والذي كان تحت عنوان “هذيان” وهو بمثابة عرض لتخرج طلاب دورة إعداد ممثل مسرحي التي بدأت منذ فترة، نجد فيه الكثير من الحالات الإنسانية التي أثرت على المتلقي بطريقة ما

قراءة في مسرحية هذيان 

في العرض الذي عرضه المخرج حسام حمود بتاريخ 19/7/2012 والذي كان تحت عنوان "هذيان" وهو بمثابة عرض لتخرج طلاب دورة إعداد ممثل مسرحي التي بدأت منذ فترة، نجد فيه الكثير من الحالات الإنسانية التي أثرت على المتلقي بطريقة ما، وبإنفعالات جميلة من الممثلين وبأدائهم الراقي فقد استحوذوا على تفكير الجمهور الذي ما توقف عن التصفيق في نهاية كل هذيان، ولعل أكثر ما يلفت الإنتباه في هذا العرض هو مدى تماسك النص وحيويته وديمومته، إذ يمكن تقديمه في أين زمن وفي أي مكان لأن أي متلقي لا بدّ من أن يجد في العرض شخصية قريبة منه أو معروفة من قبله لأنه بالمجمل يخاطبنا كأحاسيس ومشاعر إنسانية مباشرة، وبذلك تخطى النص بأداء الممثلين التفكير ليغوص في المشاعر التي ما انكفأت عن الحراك طيلة العرض المسرحي. 

وعلى الرغم من أداء الممثلين الجميل والذين بدوا فيه خارجين عن شخصيتاتهم القديمة التي تعودنا عليها في عروضهم السابقة من قبل "بعض المشاركين" إلا أنّهم كانوا مقصرين إلى حد ما في الأدء الصوتي وطريقة الحوار الذي بدى معتمداً على الحركة أكثر، فوجدنا بعض الأصوات بدت خافتة أحياناً في حال توجه الممثل لعمق المسرح بالإضافة إلى عدم ظهور بعض مخارج الحروف واضحة كما هي الحالة العاطفية للشخصية، ونحن إن لم نتأثر بهذا كثيراً في تقييم وفهم حالاتهم على الخشبة إلا أنه ترك أحياناً فراغاً أردنا الوصول إليه لفهم الحالة بشكل كامل وتفصيلي.
أيضاً فقد افتقر العرض للديكور الذي لم يتواجد أبداً، بل كان المسرح كما هو دون أي تغيير وكأن المخرج أراد بذلك تجاهل الزمان والمكان وتجاهل كل التفاصيل المتعلقة بهما والتركيز أكثر على الحالات المقدمة دون شيء آخر، ولكن ذلك لم يخدم العمل كثيراً وهو ما اعتبره المخرج مسألة مقصودة في عدم وجود الديكور كون العمل هو مشروع تخرج للطلاب تم العمل عليه لمدة خمسة أيام فقط، ولكن السؤال هنا، هل يمكن أن نستهين بهذا المشروع وبهؤلاء الطلاب بعد الأداء الجميل الذي قدموه.!؟، وهل يمكن اعتبار عدم وجود الديكور في صالح العمل كونه طلابياً أم ضده كونه لم يحدد لنا شيئاً من الزمان والمكان بل استعاض التحديد فيهما بالحوار والنص..!!؟… 

ولعل الموضوع الأبرز في "هذيان" أنه تم عرضه سابقاً وكان عرضاً لتخرج دفعة سابقة من الطلاب وكان يحمل اسم "هلوسات مؤلمة" ولكن المخرج غير الاسم وأضاف شخصية على النص الأساسي بالإضافة لبعض الجمل التي لم تضف شيئاً جزرياً على الأحداث ولكن العمل مع ذلك حمل توقيع الطلاب الجدد دون التنويه إلى دور الطلاب القدامي في التأليف بتاتاً، بل حمل النص الحالي تأليف الطلاب الجدد وإعداد وإخراج حسام حمود، وهنا أيضاً نطرح سؤالاً وهو، ألم يستحق هؤلاء الطلاب نصاً خاصاً بهم دون الإلتجاء لنص تم العمل عليه سابقاً في تخريج طلاب سابقين للمخرج نفسه، وهل الجمهور معني إن كانت مدة البروفات خمسة أيام أم أقل وخاصة أنه تحمل الوضع الغير مناسب للمسرح والذي كان خالياً من أي تكييف مما جعل الحضور في جو لا يحسد عليه من الحرارة القاتلة..!؟..
ولعل اللعبة الأجمل في العرض هو جعل المخرج للممثل البطل الأوحد على الخشبة دون التركيز على الديكور أم الملابس المكلفة أو حتى الموسيقة الطاغية، ولكن في الوقت نفسه فإن هذا البطل كان بحاجة إلى إضاءة مناسبة أكثر ليستطيع إظهار قوته وليوصل حالته بطريقة مناسبة أكثر ولكن غياب الإضاءة أثر في رؤية تفاصيل الممثل الذي لا نملك غيره على خشبة المسرح لرؤيته. 

ولكن رغم جميع هذه النقاط فإن المخرج حسام حمود إستطاع بخبرته ومعرفته جذب الحضور منذ بداية العرض حتى نهايته واستحق بالفعل كل الثناء على عمله "هذيان"…

رابط عرض مسرحية "هذيان" ولقاء مع المخرج

أغيد شيخو_ عالم نوح