قرى الطين .. دراسة تاريخية هندسية
- يوليو 10, 2014
- 0
قرى الطين .. دراسة تاريخية هندسية!! للمؤلف المهندس آزاد أحمد علي
وإن أقدم التجمعات السكنية تنتمي بجذورها إلى الحضارة النطوفية من 10-8 الاف سنة ق.م, وهي تشكلت على أساس عمل محلي مرتبط بالصيد من نهر أو بحيرة
جمعية العاديات The Archaeological Society of Aleppo
قرى الطين .. دراسة تاريخية هندسية!!
كتاب باحث عبر العهود عن بدايات سكن الإنسان ونشؤ القرية, للمؤلف المهندس آزاد أحمد علي, طبع 2002 وزارة الثقافة بدمشق, يتكون من 205 صفحة (17×24)سم, يتناول دراسة تاريخية عبر العصور منذ هبوط الإنسان من محيط الكهف إلى السهل, كانت خطوات الإنسان الأولى على الصعيد السكني والعمراني, لتكون المصاطب التجربة الأولى للاستقرار في العراء, بعد ان كانت كهوف الجبال وسيلة الاحتماء, وبسبب خوف الإنسان من هذه المغامرة اوجد الحفر الدائري على المصاطب تعويضا عن فقدان الكهف, كفجوة أو فراغ يحميه من مؤثرات محيطه, فالمنزل الأول يشكل اللبنة الأساسية للتجمعات والمستقرات السكنية الأولى, ظهرت في المرحلة الأولى من العهد النطوفي, وكان للمناخ دورا أساسيا , ولذلك إن السكن تعرض لدورات متكررة داخل وخارج الكهوف, وان عملية السكن في الخلاء في العصر الحجري , وتميزت بالجماعات البشرية إنها كانت تغير موقع سكنها مرتبط بعملية تأمين الغذاء, وكانت عملية الاستقرار تتبع وتتفاعل مع نمط معيشة الجماعة البشرية, فكانت الأبنية في تلك المرحلة مؤقته وخفيفة من حيث البنية الإنشائية.
وإن أقدم التجمعات السكنية تنتمي بجذورها إلى الحضارة النطوفية من 10-8 الاف سنة ق.م, وهي تشكلت على أساس عمل محلي مرتبط بالصيد من نهر أو بحيرة أو حكما تطلب الاستقرار والثبات في حالة العمل بالزراعة, وتلك كانت اكبر خطوة في ارتقاء الإنسان من انتقاله من مرحلة البداوة الى مرحلة الزراعة وتأسيس القرية, وأصبح ممكنا بعمل وإرادة وعزيمة أكيدة من الإنسان, وإن إطلاق تسمية القرية الزراعية على تلك التجمعات السكانية فيه شيء من التحفظ , لان تلك القرية مستوطنة ثابتة فوق بقعة من الأرض وتعيش فيها جماعات بشرية تقطن بيوت مشيدة وتنتج الغذاء وتعرف الصناعة الأولى من صقل الصوان وتشكيل الفخار, فاقترح العديد من العلماء استخدام كلمة (معسكر راسخ) لوصف ذلك التجمع العشوائي من الأكواخ بدلا من القرية, ولا احد يستطيع جازما ان يحدد متى نشأت اول قرية في التاريخ, ومن المؤكد انه لم تعرف المدينة إلا بعد معرفة القرية, ويذكر انه لم يكن من الممكن إن تصبح القرى مدنا إلا بعد بلغت الزراعة درجة من الكفاية في سد حاجة أعداد كبيرة من السكان, وان نشؤ المدينة جاء بعد خمسة ألاف عام من نشؤ القرية الزراعية في العصر الحجري الحديث , ونتجت المدن من القرى على أيدي الرعاة الغزاة, وهذا يدل على تصور ان المدينة نشأت في مطلع الألف الثالث قبل الميلاد, وخاصة في جنوب بلاد ما بين النهرين, وتميزت ورافقت نشؤ الحضارات المتطورة, بالرغم من ان هناك اختلاف وظيفي وشكلاني بين القرية والمدينة, فالمدينة هي التجمع السكاني العمراني يشكل مركزا إداريا وسياسيا ودينيا وتمركزا لصناعات حرفية في رقعة معينة من الأرض تشكل الوجه الأكثر تطور وطليعية في المجتمع, بينما القرية تعكس تجمعا سكانيا بسيطا وبدائيا يعملون في الزراعة وتربية المواشي وهي تفتقر الخدمات وميزات المدينة وخاصة البناء المعيار التاريخي.
وأخيرا هي قراءات بحثية تاريخية عميقة الجذور لتحديد تشكل القرية من الناحية المعمارية التي تعد الوريث الفعلي للعمارة البدائية العائدة لمرحلة ما قبل تشكل المدينة والقرية, هي دراسة تاريخية للعمارة الريفية القروية منذ نشؤها حتى عام ثلاثة ألاف سنة قبل الميلاد. ضمن كتاب يشمل عشرة فصل: يبدأ في اصول وبدايات العمارة الريفية وتطورها وتوزعها في الشرق الأدنى ومكانتها في المجتمع الإسلامي ولدى الرحالة, وينتهي بالقرية في العصر الحديث في مناطق شرقي حلب ومنبج وجرابلس وعين العرب والحسكة, واختم الموضوع: ان الهجرة من الريف الى المدينة كان لها دور في تردي عمارة الطين في القرى.
تقديم عضو مجلس الإدارة الدكتور محمد خواتمي
e-mall:dr.khawatmi@hotmall.com