يقدم لنا الكاتب بسام لولو رؤيته وتحليله لمعرض الفنان محمد قباوة القادم آملين له النجاح.

في معرضه المقبل عن الزهور والإنسان
محمد قباوة ينحاز إلى أمنا الطبيعة
بسام لولو

يرى الفنان التشكيلي السوري محمد قباوة أن واقعنا يزداد تعقيدًا وعنفاً، ويبتعد عن تعاليم أمنا الطبيعة وعن القيم الإنسانية والجمالية، ويشبه طفلاً خرّب ألعابه الجميلة وراح يبكي عليها.
في هذا الواقع، وبعد تاريخ مديد من البحث والتجريب في التقنيات والألوان والمدارس وتطوير المنمنمات الإسلامية، والتأمل الطويل في طبيعة بلادنا والزهور في علاقة الإنسان معها، وبفهم أكاديمي ومعاصر وغير معقد للعمل الفني، راح الفنان قباوة يحضّر لمعرضه المقبل في نيسان عن الزهور والإنسان، معتمداً على مواد خاصة مقاومة لعوامل الزمن إلى جانب المواد والأدوات التقليدية، ومقدّماً موضوعه في حجوم مربعة وكبيرة نسبياً بشكل نافر يقترب من العمل النحتي ولا يبتعد عن الرسم الزيتي أو المائي، ويقترب من الغرافيك في قلة عدد ألوانه.
وهكذا كان على الفنان قباوة أن يتحدّى صعوبات الرسم وفي الحجوم المربّعة، وأن يستجيب بقدر معقول للحداثة والمصادفات مواده أحياناً والتحكم بها في أحيان أخرى، وأن يتجنب البعد الثلث في العمل الفني، وأن يستفيد من الزمن الطويل نسبياً الذي استغرقته تلك الأعمال، ومن الجلسات المتعددة أمام العمل الواحد، ومن تلوّن حالاته النفسية ليتجنب التكرار في هذه الأعمال… وليعيد الفنان قباوة بعد كل ذلك بأعمال يمكن القول فيها بأنها مفاجئة تحترم عين المشاهد والمفهوم الأكاديمي والعصر وتبتعد عن التعقيد والشطحات الادعاءات وتدعوه للعودة إلى تعاليم أمنا الطبيعة.
25-2-2010
بسام لولو