العيد جميل، والجميل أيضاً أن نقرأ في هذا اليوم؛ ثاني أيام عيد الأضحى، قصائداً للشاعر الدكتور حسام الدين خلاصي. فكل عام وأنتم بخير

الشاعر الدكتور حسام الدين خلاصي

إلى وطن يعشق النساء

كم من الوهم أحتاج لأمضي صباحاً بين أشجار العمل
وكم من الصقيع يلزمني كي أنقي القمح فوق السطح ِ

هل تبلغت ِ رسالة البلبل نحو اصطفاء الخليقة
فأنا جاهز ٌ للبلوغ الجنسي بعد بطة وبطة وهجرة
سأسفكُ دمي كلولب حنفية ماءٍ معطل
فلا يقف الهدر وأحاصر أنا كلية ً بهذه التهمة

شموليتي تغفر لي ذنوبي بلا انكسار
واستعلائي على قامات النساء هو جزء ٌ من الوطن ليسعفني في امتحان النوايا
فهل وصلك ِ بارق ٌ من رعدي ليصورَ لك السماء في تعسفها ورفضها

دائماً سأكتب الشعر بجوار كتب يركبها الغبار ….. كحمار
فوحدها رائحة السلامة تغريني بنهود كل نساء العشيرة
عندها سأنحر حروفي مثل خروف ثمل
وأصنع من جلده بيتا موزوناً لسكناك ِ
ومن لحمه مخدة لنومك ِ العميق
ومن قرونه سيكون التاج ُ لرأس الملك

ألا غفوت ِ على الخيط الرفيع ولتتركي فوقه شعرة مذهبة ً
ألا ذرفت ِ من ثلج ِ عينيك الأحمر مقبرة ً للحزن العميق
ألا شددتني إلى خصرك منديلاً لترقصي على أنغام المهاجرين

تبقى لي الحب ُ نافذةً في باب ٍ حديدي ملؤه الصدأ
تبقى لي الحب حلماً بلون الحنين
فلا تنحري أضحيتك تيمناً بعودتي
فأنا هنا ……… وهنا تبعد عنك مجرة 

حبيبي …. أو ليس هكذا يبدو الملل

قرب طاحونة البن ِ
انهارت ْ أحلامُ البن ِ
قهوة من ألم ٍ
نشربها بدون ِ سكر ٍ
آه كم كانت ذات يوم ٍ ذات َ نكهة

قرب المدفأة
احترق حلم النار ِ
دفءٌ من صقيع ٍ
آه كم كانت ْ ذراعكَ دافئة ً
ساعة َ كنت َ تحتضنني

قرب َ التلفاز ِ
كل البرامج ِ صارت ْ عندك َ مملة
تشايكوفسكي كان يطربنا
آه كم كنت أتراقص كبجعة لحظة َ سهرنا

قرب الباب
يخرج ُ شبحكَ برشاقة ِ
قبلة الصباح ِ
مثل طعم الرمان الحلو كانت ْ
آه يا قبلة الصباح ِ كم أفتقدُك ِ

تمددْ قربي
وداعبْ خصلتين من شعري
بحْ بما يتداخل مع هواء صدرك
فأنا أنثى تجيد الاستماع …. وتنتظر بوحك بفارغ القهر

تمدد كما لو أنك لم تفعلها من قبل
واعتقدْ أنني أصغي
فأنا استحق تاء التأنيث خاصتي ….
أنا مازلت أملك
كل مقومات تلكَ التي أغويتها ذات يوم

قهوتنا في الصباح ِ لم تعد تستهويك
قبلة ُ قرب الباب تنساها
نظرة خروجك من الشارع فرت هاربة ً
وأنا على الشرفة ِ أتقمر ُ كرغيف منسي في تنور

تنسى أني هنا .. وأراك هناك
أو ليس هكذا يبدو الملل 

أحبك َ … أقسم بالله أني أحبك َ

أحبك َ … أقسم بالله أني أحبك َ
أذوب ُ فيك َ
أنهمرُ عليك َ
أتلاشى في حضرتك َ
أموتُ من غيابك َ

أتزين ُ لك َ
أرقصُ كزرافة ٍ
أنام ُ كفقمة ٍ
آكل ُ كلبوة ً
أفرح ُ كفراشة ٍ
أنتظرك َ مثل لهفة عقرب الساعة ِ الصغير ِ لمضي الوقت ِ
أحبك َ ….. اقسم ُ برأس ِ لعبتي التي أحتفظ ُ بها

هذا اعترافي
وأنا الفرحة ُ مثل اسفنجة ٍ غزتها مياهك
فغدتْ ثقيلة َ الخطى

هذا اعترافي
وأنا الدجاجة ُ الملونة من قلب ِ بيضتها قبل النضوج ِ
تهتف لديكها … أن انتهى نداء ُ الصباح ِ فارجعْ

فمرٌ هو انتظاركَ
وأنت َ لا تعرف كم أنا أحبكْ


أيها الشعراء

أيها الشعراء
لمن تكتبون الشعر

فهذا النوع من الشعر
يحمل الرأس للسماء
وفي الجيوب تبقى القصائد

تعدو قصائدكم خلف الرياح والفراشات
وتنسى النجاح
أيها الشعراء … قصائدكم من خيال وقش ٍ
محكومة بالموت

ليس طويلاً …
وليس بعيداً
سيقرأ الأطفال عنها في المراجع
و سترمى للتاريخ
لتلتقي مع محنطات المتاحف

أيها الشعراء
لمن تكتبون الشعر

سيكتب الأطفال قصائد
عن شعراء مضحكين
مروا من هنا مثل اللاشيء
سيكتبون قصائد بأقلامهم السحرية
عن بعض التداعيات
وسيعرفون أنكم من رغوة …
عن فيالق من الشعراء المنقرضين
في عصور الجليد البارد
عصور موت الإحساس والعقل

سيكتب الأطفال قصائدهم
بأنهم ولدوا بلا شعر ولا شعراء
سيكتبون عن أمل العثور على قصائد
ربما كتبت لهم ذات يوم

 

الأربعاء 17-11-2010؛ ثاني أيام عيد الأضحى المبارك. وسيكون لنا عودة أخرى إن شاء الله إلى صفحة أخرى من أشعار الدكتور حسام الدين خلاصي.