قصائد الحجارة قبل الرحيل جـ1
- ديسمبر 11, 2009
- 0
معرض “قصائد الحجارة قبل الرحيل” كان في كنيسة الشيباني، في 6-6-2005 وهو عن العمارة الحلبية ذات الطراز الأوربي
قصائد الحجارة قبل الرحيل
هذا المعرض رصدت به الأبنية ذات الطابع الأوربي منذ حوالي عام 1880 (ثانوية المأمون) حتى عام 1950 (العماراة الحديثة) في مناطق الاسماعيلية، الجميلية، العزيزية، السليمانية……
وهي أبنية أزيل بعضها، بينما لحسن الحظ أنقذ بعضها الآخر.
صور من معرض قصائد الحجارة قبل الرحيل
وقد توصلت من الفنان الأستاذ عبد القادر خليل هذا التعليق الجميل في صفحة "صور من معرض قصائد الحجارة قبل الرحيل" وهذه نسخمة منها هنا. شكرا
يقول الفنان والمهندس الإسباني أنطونيوا غاودي. الفنان لايحتاج ان يقام له اي تمثال, كل إنجازاته هي تماثيل له. والمثل الإسباني يقول, من الأفضل ان تصل ولو كنت متأخرآ. انا آسف لأنني إكتشفت أعمال الفنان نوح متأخرآ وهذا اريد ان أشير إليه قبل إعطاء رأيي في ما أشاهد. قال بيكاسو. الإبداع ليس غائب بل يجده في ساعة العمل الذين يعملون. ونظرتي لهذا المعرض يخطر لي ان أقول الكثير عن هذا المعرض, لكن أختصر حتى لايحدث الملل للأخوة المتصفحين. إنجاز معرض في هذا المكان هو إبداع تام, هذا المكان المقدس قليلآ من يعرفوه, وهناك ثروات سياحية وأماكن تنطق عن تاريخ بلدنا ولا تحتاج إلى مترجم, لكن إكتشافها وعرضها هو من ذوق الفنان. الفكرة الجديدة عند الفنان هي الإبداع, والبساطة كما يقول غاودي هي مفتاح كل نجاح. في الغربة شاهدت المعارض في المتاحف العظيمة, وشاهدت المعرض في ممرات المطارات الدولية, وشادت المعارض في محطات المترو. ليس من فرق شاسع بين معرض وآخر إن وجدت أعمال جيدة, لكن الزميل إختار المكان الجيد , إختار متحف الزمن ووضع أعماله الهامة التي هي تحكي عن الزمن. . معظم هذه الصور التي سماها الفنان قصائد الحجارة, لها تاريخ طويل وهي الشاهد الأخرس لماضينا بما به من نور الحضارة وبما به أيام كئيبة. هذه الصور تتحدث حتى يومنا هذا عن ماتركه فنانين بلدنا في القرون الماضية, ليست حجارة بل لوحات ناطقة. في يومنا هذا نشاهد ان هناك من الدول العظمى هذه الجارة أقدم منها بكثير, ومن هذه الدول نشاهد انها تعتدي على الدول الأخرى بين حين وآخر حتى يكتب التاريخ عنها القليل, وحتى تجد إسمآ لها في التاريخ. من رأيي الخاص ان الفنان نوح يهدف بهذا ويشير لهذا, اي اننا نعظم اعمال الآخرين وننسى الجمال الملموس. منذ تاريخ الفنانين نجدهم هم الأوائل في الدفاع عن ما يحيط بهم وهم الذين يشيرون لكل مرض, الفنان لايتكلم عن نفسه, بل يترك هذا للآخرين. وكما قال غوغاين, اليست أعمالي الفنية هي التي تحدثكم عني؟ مهما أطلت بحديثي يبقى قليلآ امام نظرتي لهذا المعرض. لقطات فنان, نظرة فنان وتصميم فنان يلتقوا جميعة في جوهرة من مجوهرات مبدعين الماضي. النجاح هو انت زميل نوح ونتمنى لك الإزدهار الدائم. مع تحياتي وإعجابي . عبد القادر خليل
وتوصلت من الدكتور الكاتب جمال طحان بهذه المرثية يوم السبت 20-11-2010:
مرثيّة المدن النائمة
د. محمد جمال طحان
كان النهارُ يدافعُ الشمسَ الكسيرةَ عندما رأسٌ تدحرج باتّجاه المدرسةْ ويدان تجتاحان أبنيةَ الصديد وتذيب في دمها أفانينَ الحديدْ في كلّ دربٍ زفرةٌ في كل ركنٍ صرخةٌ في كل بيتٍ جُثَّةٌ في كلّ أغنيةٍ شهيدْ ومدينتي جلست تداعبُ حلمَها متثائبةْ أغفت على وَهَنٍ يراودها الأملْ حَلَمت بأمن رضيعها حلمت وملّ الحُلْمُ من حُلْمٍ يرافقه الكسلْ دقّت طبولُ الحربِ في وجه المدينةِ فاستفاقت ميّتهْ * * * يا أمّةً نامت على آلامها حتّى نَمَت كلُّ الطحالب فوق عينيها وما اهتزّت لأضلعها الجفونْ ما المسألة ؟ طرقٌ تفتّشُ عن مسالك أهلها دُورٌ يحاصرها الرصاصْ وتفسّخت حِلَمُ النساء شريدةً من ذعرها والطفلُ يبحث – خائفاً – عن مرضعةْ مَنْ يسحبُ الأثداءَ من سيقانها حتّى يعانقَها الحليبْ ؟ مَن يستجيبْ إلاّ المعنّى (درّةُ) ماهمَّهُ لو عاد – وحدَهُ – حافياً، وجعُ الطريقْ لاشيء يوقفهُ ولا مَدُّ الحريقْ وَي … درّةُ يادرّةَ الآلامِ كنتَ مسالماً وغدوتَ شعلةَ أمّةٍ لاتستكينْ وغدوتَ باقةَ ياسمينْ سنظلُّ نذكرُ ماحدثْ : قد كان شمَّر كي يداعبَ حُلمَهُ فتساقطت حِمَمُ القنابلِ وابلَهْ خرج الجنينُ مقاتلاً بدمٍ تبارك نزفُهُ وتركتموهُ بلا سلاحْ سَقَطَ القلمْ كلُّ القصائد ليس تنفعُهُ ولا هذي الهِمَمْ يا شاعراً كتب القصيدةَ ثمّ أغفى برهةً فوق الحريرِ ليفتكرْ لاتعتذرْ آنَ الأوانُ لننفجرْ آن الأوانْ لنغربلَ التاريخَ عن غدنا ونختصرَ المراحلْ لتكن شجاعتُنا على حجم المقاصلْ * * * كم ثورةً يلزمْ ياسيّدي الأعجمْ كم معجماً للصوتِ يلزمُكُمْ وكم مَرسَمْ كم شاعراً مُلهَمْ كم خنجراً كي يستوي نيسانُنا ويعودَ فينا ماجدٌ أو درّةٌ أو حنظله بدأ الألـمْ سقط القلمْ وتجمَّع الحزنُ الأشمّْ في السنبله ما المسألةْ ؟ قف سيّدي واقرأ بقايا المرحلةْ هي خطوةٌ حتّى اقتحمنا كلَّ أسوارِ الصخور فجلالُ صرخةِ درّةٍ نسفت طواحينَ الفجورْ هي برهةٌ حتى غدونا غابة ً تجتاحُ كلَّ سدودها وتوزّعُ الأشجارَ بين البائسينْ من معبد الظلم انتشرنا أوبئةْ ونفضنا عن أهدابِنا وجَعَ السنينْ للموتِ أغنيةٌ ويتقنُها سليلُ الثائرينْ * * * مابين بيتي والطريقْ عشرونَ مشنقةً ونرجسةٌ وكابوسٌ عتيقْ باعوا الرصيفَ لضفّةٍ أخرى وأوقد حقدُهم في كلّ أجنحتي الحريقْ سرقوا الضياءَ فكيف أعبرُ في الليالي المدلجاتِ إلى الصديقْ ذبحوا السماءَ بطولهم وتكدّسوا مثل النّمال على الدروبْ فكيف أعبرُ .. كيف تعبرُ .. كيف نعبرُ يابطلْ * * * ياشاعري .. لاتنتظر سدّد سلاحَك بالمدافعِ والأظافرِ والعَلَمْ سدّد رصاصَك بالقلمْ قف صامداً حطّم نواقيسَ الخطرْ كن دائماً كن مرّةً درعَ البشرْ واشتم بقايا هيئةٍ لاتلتزمْ بوعودها اشتم فتاتَ ذكورةٍ لاتشتعلْ لذبولها ارجم خصال الصهينةْ وابصق على كرسي سلالتها التي لاتعترفْ بسقوطها انسف جدارَ الخوفِ من أعصابنا للموت أغنيةٌ ويتقنها بنوها الثائرون: ياسادةَ الطغيانِ إنّا صامدون لا تحفروا قبر المسيحِ فلم يمتْ في كلِّ مصلوبٍ ستُطوى مرحلةْ فلقد تعلَّمنا الجَلَدْ لا موتَ في هذا البلد يا سادتي الأوباش إنّا قادمون فغداً سينهالُ الدَّمُ العربيُّ فوقَ رؤوسكمْ وستُرجَمونَ ستُرجمونَ ستُرجمونْ