تعرفنا منذ مدة على الشاعرالشاب سليمان بلال، واليوم نقدم له ثلاث قصائد هي: من أنا، المخرج المتألق وتفاهات.

من أنا….؟
ها أنا أمامكم
منكم وإليكم
بأوراقي المندثرة في خريفكم
بأقلامي المثقلة بهمومكم
بمناديلي المبتلّة بدموعكم
ها أنا…أمامكم
بخيط العمر ألتفُّ على نول سنينِكُم
بدخاني وسجائري ومنفضتي
ممتلئةٌ برمادكم
ها أنا….أمامكم
برجولتي وطفولتي وذكرياتي
وحاضري ومستقبلي
الذي يناديكم….
أنا صلاح الدينِ إذا كنتم تجهلون
وهنانو والعظمة في ساحة ميسلون
أنا القــاسيون
فكونوا مثلها شامخون
أنا الشهباء فخذوا ما تريدون
أنا النواعير لا أدرك
ما معنى السكون
للحُّـــبِ عندي فنون
أنا الجزيرةُ وثوب الربيعِ
يملأهُ الجنون
أنا دِمشقُ ولِلشامِ
تُــمطر العيون
أنا عفرينُ وأنتم الزيتون
أنا لَـــيلونُ الشمال
وشيخُ الجنوب
ها أنا أمامكم
منكم وإليكم
فمن أنا…؟
أنا الشتاء بكل أحزانه
والربيع بألوانه
والصيف بسحاباته
والخريف بأوراقه
أنا الوطن الذي بكى في كل الفصول
ها أنا أمامكم
فمن أنا…؟


سليمان بلال

المخرج المتألق
تذكرين يا صغيرتي
حين أحببتك
كيف كنتِ…؟
جدائلك الجميلة تلك
كيف كنتُ أداعبها
وخدودك المحمرّة كالرمّان
كان العسل وفيراً
الفراشات في حديقتي
كم كانت منهمكة برحيق شفتيك
وأحصنتي المتعبة
من تسلق نهديك
لكم فارسا من فرساني
وقع شهيدا على باب
قلعتك
وكم مرّة انسدل ستار مسرحيتك
سيدتي
لكنني بقيتُ ذاك
المخرج المتألّق
وكنت دائما أرتجل أدواري
مرّةً تعانقيني حتى الثمالة
وتارةً ترفضيني حتى الاستحالة
كم مرّةً رفضت أن أدنّس
جنتك بأقدامي
ولكم أنا نـــــــــادم

تفاهات عذراً يا حضرات
هذه ليست كلمات
ولا قصيدة ولا عبارات
لا حتى نثرٌ أو قوافٍ ولا حتى
مسألة مصفوفات
تفاهات….كلها تفاهات
كما هذه الكلمات
تصاف خلف بعضها
والحروف تهجى
هو الحب مشاعر مترابطة
تتلاقى بين أهبلين
كقاسمٍ مشترك
أما أكبرٌ
أو أصغر….