قصائد لـ محمود بيبي

 أعزائنا في عالم نوح، يسعدنا اليوم أن نقدّم ثلاث قصائد للشاعر محمود بيبي: ذاكرة ـ في ظل الغياب ـ صغار، آملين أن تنال إعجابكم

ذاكرة

بمنجل الذاكرة الصدِئ
أحصدُ
ما زرعت من خطاها على رصيف الأمس
وأرتدي عريَ الوقتِ
متقمّصاً معطف الشوكِ الـ حاكته
ونسيت إبرتها في خاصرتي .
الآن
والريحُ تعلّقُ اسمي على مشجبِ اللهاث.
أمسحُ عن مسامِ الانتظارِ
خريفَ الغيمْ
وأتنفَّسُكِ ..
علَّ الحياةَ تجيدُني /
أشعل قنديلَ الغياب
أنحني ليكون جسدي جسر تعبرينه يوماً

في ظل الغياب

في ظل غيابكِ
ريشةٌ في جنحِ طائرٍ
لا تساوي إلا ظلاً حينما تنكحُ الأرضَ –
هذا أنا ، دونكِ !
***
يدُ البكاء
ترمِّمُ طينَ جسدي
ويدُ النار تفشي لهُ بأسرارها
:
فخَّارٌ لسلالةِ الماء – هذا أنا ، دونكِ !
الآن ..
كم يبعد وجهي عن يديكِ
لا أعرف
ربما ملح دمعة أو أكثر

صغار

كنا صغاراً نلهو
بعبثية الغبار
كان للماء الذي ينضحُ
من مفاصل الصخرةِ صلاة
وللأكاسيا التي نمت
على أعناقنا
شكوى
والحرف الذي يجهل على الشفاه وجهتهُ
الأنتظارُ
الوصولُ
المسافةُ تتوهُ بيننا
سراب خفيف يزنر
ذاكرة المكان ويقرؤنا
أغنيات ترصفُنا حجاراً
نجومً كعقدٍ من حباتِ الجمان
انفرطت
خيطان من ذاكرةٍ لنا
يتعانقان
كشمعٍ مذاب
دمعنا
فرحنا
وجرحاً كلما التأم توغل في العمق
هكذا تكبرُ فينا الطفولة ياصديقتي
لترسم على وجوهنا ملامح الأمس !!!