أعزائنا، انضم إليناالشاعر الشاب محمود نايف الشامي بنتاجه الأدبي، ويسعدنا أن نتشارك معكم في قراءة قصائده الرقيقة. متمنين لمحمود النجاح والشهرة التي يستحقها.

الشاعر محمود نايف الشامي

ما أنا إلا عابر..

كيف قالوا : إني حطاب ؟
فلا فأسَ متعبٌ بيدي
وما سكنت الغاب ..

كيف قالوا : إني محارب ؟
وبندقيتي في بيتي نائمة على الجدار
وجسدي يلازم سرير الغبار ..

كيف قالوا : إني شهيد ؟
ولم تشرب الأرض قطرة من دمي
ولم تزهر الصلوات على قبري
وما ترددت في الآفاق زغاريد أمي ..

كيف قالوا : إني بحار ؟
ومركبي تائه في الريح
وبعدد حبات الرمال قالوا فيَّ ما لا يقال
وقالوا.. وقالوا..

وما أنا إلا عابر ..

أحاول أن أقطع شوطاً ما
مابين روحي المبعثرة
وآفاق ِ الكلمات …

خطأ ..ما !

خلعتُ ثوب العشق
وحزمتُ أمتعتي
ورميتها في ماءٍ عكر
غاصت إلى أعماق الأعماق
لكني قبل أن أغادر المكان
سمعت صوتاً أكاد أعرفه
أحسبه استغاثة ..أحسبه مناداة
نظرت إلى الوراء
وجدته على السطح عائماً
وجدته وقد أرهقته الأيام مثلي
والوحل غير ملامحه
وجدته ينبض آخر النبضات
شعرت في داخلي بعدم الاتزان
حينها فقط عرفت
أني رميت قلبي مع الثياب

ما سقطَ عن صوتها..

يُغريني الصدى ..
وتشعلني الشفاهُ الممرَّغةُ بالقرنفُلِ
بعيداً أو قريباً من الضجيجِ..

للروحِ قيثارةُ المجهولِ،
وللقلب نايُ الحنينِ.

أوجاعي تتسربُ منّي،
على العشبِ الممزقِ،
على الأرضِ،
الأرضِ التي تخلَّت عن جرحي.

يغريني الصدى والطريقُ،
وحرائقُ الغاباتِ، وشاراتُ المرورِ..
والمناراتُ..

أنا.. مازلتُ، أنا
لروحي قيثارةُ الحنينِ،
ولقلبي أوجاعُ الفصولِ..

السيرة الذاتية للشاعر محمود نايف الشامي