قصة نضال كرم إمبراطور الفيس بوك حامد حَمَندوش .. في ذمة الله
- فبراير 17, 2013
- 0
قصة نضال كرم إمبراطور الفيس بوك حامد حَمَندوش .. في ذمة الله: بالرضى والتسليم لمشيئته تعالى ، وببالغ الأسى والحزن ، ننعي إليكم فقيد الفيسبوك والعالم الافتراضي الحائز على جائزة ” نوبل فيسبوك ” المرحوم حامد حمندوش الملقب ” بــ ( مثلث برمودا ) آدمن مئات الصفحات
قصة نضال كرم حامد حمندوش
قصة قصيرة :
إمبراطور الفيس بوك حامد حَمَندوش .. في ذمة الله
فلاش (1)
بالرضى والتسليم لمشيئته تعالى ، وببالغ الأسى والحزن ، ننعي إليكم فقيد الفيسبوك والعالم الافتراضي الحائز على جائزة " نوبل فيسبوك " المرحوم حامد حمندوش الملقب " بــ ( مثلث برمودا ) آدمن مئات الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي أبرزها : " بغنيلا وبدقلا " و " عَبَدة مسيو F " و " طرنب وقش " و " هاذا الوطن يا بني لا تغش " و " على اونة على دوّة يا أصحاب المروّة " و " طبّقني وحبّني .. وعن أكتر ما تسألني " و " صعلوكي يا حبيبي .. شو معتّر فيك نصيبي " و " علّمني اكذب .. واحظرني واحجب " و " ههههههههه حاج بيكفي " .
وقد نكَّسَ العالم الافتراضي أعلامه وأوقفتْ جميع المواقع الإلكترونية نشاطاتها ومنشوراتها حزناً على فقيدها الغالي .
هذا وقد أوردتْ وكالات الأنباء العالمية في خبرها العاجل بأن وفاة السيد حمندوش أتت في ظروف غامضة لم يُكشَف عنها بعد أي تفاصيل أو معلومات ، ولن يُكشَف .
يُذكر أن صفحات حمندوش كانت قد تعرَّضتْ لحرب ضروس تنتهي في كل مرة بخسارة فادحة تلحق بخبراء القرصنة الإلكترونية العميلة للموساد الإسرائيلي واللوبي الصهيوني بمعاونة شرذمة من المرتزقة والعملاء الإلكترونيين من جنسيات مختلفة ، وهذا ما اعتبره الكثيرون أمراً مُريباً وشائِكاً وقد نأى الكثيرون بأنفسهم عن الدخول بتفاصيل ربما تودي بهم إلى الهلاك والتهكير .
وقد خصصت المجموعات المنكوبة التي كان حمندوش آدمن فيها ثلاثة أيام لتقبّل العزاء في أروقتها بعدما اتشحت أغلفتها بالسواد .
فلاش (2)
جرت مراسم التشييع لحامد حمندوش عبر موقع التواصل الاجتماعي وقد نقلت معظم الصفحات الصديقة مجريات التشييع والدفن ، بدأت بقراءة " الكتاب الفيسبوكي المقدّس " تَبِعَها خروج الآلاف من المشاركين في التشييع بصوت واحد : " يا حامد ويا حمندوش .. من بعدك ما في فتوش " والفتّوش هي الوجبة المفضلة التي كان حمندوش يتناولها ، وقد أغمي على الكثيرين ممن حضروا مراسم التشييع أثناء ترديد المشيّع لعباراته المؤثرة في النفوس ، حيث كان يردد بصوت مجروح :
" ترحّموا على المرحوم حامد حمندوش .. سامحوه يا أصدقاء ويا محظورين .. سامحوه يا اونــــلانجية و اوفـــــلانجية .. سامحوه يا هَكَرجية ويا آدمَــــنجية " .
وكانت بعض الصفحات قد اعتبرت حمندوش بطلاً فيسبوكياً فذاً وتسابقت في نشر صوره ومؤلفاته التي يُقدَّر عددها بتريليون وخمسمائة مليار ستاتوس ودخل بها موسوعة غينيس الفيسبوكية ونال جائزة " نوبل فيسبوك " واختير الشخصية الافتراضية الأولى في عالم الفيسبوك لسنتين متتاليتين .
فلاش (3)
تناولت بعض الصفحات شُبهة ضلوع العضو المحظور " فادي السكران " بالتسبب في وفاة حمندوش الذي افتضح أمره بعد قيامه بعدة سرقات فيسبوكية وواقعية حيث كان الشخصية الأولى في العالم الافتراضي ممن أنشأ حسابات وهمية لينال من أكبر عدد ممكن من المفسبكين بذريعة " الفيسبوك لا يحمي المفغلين " وكان حمندوش قد وثق بفادي السكران أيما ثقة نتيجة قناعته بالمثل القائل : " صديق بالإيد أحسن من عشرة محظورين " لكن حمندوش سرعان ما اكتشف أن ما ينطبق على فادي السكران هو " مين جرّب المهكّر .. بيكون حسابو مفجّر " كما خصص حمندوش صفحة بعنوان " إتقِ شرَّ مَنْ فَسبكتَ إليه " وكان المقصود هو فادي السكران .
وكان فادي قد احتال على حمندوش بمبلغ مالي بحجة تراكم فواتير الهاتف الأرضي والمحمول وخط الإنترنت السريع لعدة أشهر متتالية نتيجة مواظبته على الفيسبوك 24/24 ساعة وبعدما منحه حمندوش فرصاً كثيرة ليعيد إليه ماله ، تملّص فادي من الوفاء بدينه خاتماً صداقتهما بقوله لحمندوش : " الله ينتقملك مني فيسبوكياً " وانهالت اللعنات على فادي السكران وبات جسده الافتراضي كالغربال لإصابته بالشظايا الفيسبوكية واللعنات التي تحمل أشد أنواع الفيروسات وقد قاوم فادي بشدة ما تعرَّضَ له مُستعيناً بفضاء العالم الافتراضي وحساباته الوهمية التي أثقلتْ كاهل موقع التواصل الاجتماعي الذي " فات بالحيط " لعدة أيام .
وكان أكثر ما أثار غضب حمندوش من فادي السكران هو متاجرته بالوطن من خلال منشوراته المتناقضة التي تحمل رائحة الرخص والعهر بمختلف أشكاله وأنواعه فقام حمندوش بفضحه عبر ستاتوس كتبه بهذا الخصوص دون تسمية فادي بالاسم علّه يعود إلى رُشْدِهِ الفيسبوكي لكن اضطراب شخصية فادي واستسلامه للأمراض النفسية والفيسبوكية حالت دون زجر نفسه عن عمليات النصب والاحتيال المتكررَين رافعاً شعار " يا مهكّر هكّرني .. ما بتقدر تجنّــني " .
فلاش (4)
ننقل إليكم الآن مقتطفات من آخر حوار أجري مع حامد حمندوش بعد تسلّمه جائزة " نوبل فيسبوك " .
– سؤال : الآن وقد أصبحت أغنى رجل في العالم الافتراضي من خلال موقع التواصل الاجتماعي .. ماذا تقول ؟
أمانة أحملها في عنقي الفيسبوكي آمل أن أستمر في أداء ما كلّفني به ضميري الذي لا يمكن تهكيره أو حذفه أو حظره ، أما الغنى فهو الغنى الفيسبوكي لا المادي … فيا صديقي : " الفيسبوك زينة " .
– سؤال : هناك من شكَّك بأحقيتك لنيل هذه الجائزة معتبراً إياك مُندسَّاً في عالم الفيسبوك ؟
ههههههه … إذا أتتك مذمَّتي من مُهَكَّرٍ .. فهي الشهادة بأني فيسبوكي .
– سؤال : نظَّمتَ الآلاف من الفعاليات الاجتماعية والثقافية والسياسية أيها كان الأقرب إلى نفسك ؟
كلهم أبنائي فيسبوكياً ولا أفرّق بين فعالية وأخرى ..
– سؤال : ما هو حلمك الآن ؟
تجاوزت أحلامي بأشواط وأنا الآن في حالة ترف فيسبوكي لن يتكرر .
– سؤال : هل تتوقع من إدارة فيس بوك أن تلغي هذا الموقع مستقبلاً ؟
وإن حدث .. لدي فضائي الخاص وعالمي الحمَندوشي المستقل .
بعد إجراء هذا الحوار ونشره على صفحات الفيسبوك ومواقع وكالات الأنباء العالمية خرجت مسيرات إلكترونية مليارية تطالب بتنصيب حامد حَمَندوش " إمبراطور الفيس بوك " .
كما تم تنظيم مظاهرات مناهضة من قبل أعداء الحمندوش وتم تدريب عناصر من المرتزقة والمغفلين الأجانب الذين خرجوا يرددون : " هاماندوش تهت الدوش " أي حمندوش تحت الدوش في إشارة إلى فضائح جنسية خاصة بحمندوش ، كما تشجع المخرج " اللبيب حَمَندو " إلى التصدي لإخراج مسلسل طويل يتجاوز عدد أجزائه المائة بعنوان : " باب الحَمَندوشي " وأطلق مغني الراب الشهير " صولو آمين " أغنيته الجديدة " هامادوووو … مين رادوووو " في حين أصدر الشيخ التائب والمغني المعتزل الشاب فاضيل شاكيرا فتواه بهدر دم حامد حَمَندوش متهماً إياه بالزندقة والكفر ، ومن سباته المديد أطلق الصهيوني شارون المعفّن أمراً عملياتياً عسكرياً بمهاجمة كافة مواقع الحمندوش المعادي للسامية حسب رأيه مشدداً على ضرورة التحالف مع الحمدين حمد البرميل ووزير خارجيته النعجة المزمع عرضها على لجنة فحص العاملين للتأكد من خلوها من العقل البشري .
فلاش (5)
أُجريتْ الانتخابات الفيسبوكية وسط أجواء ديمقراطية شفافة وبإشراف مباشر من هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي نظراً لخطورة الوضع المتردي بعد غياب السيد حَمَندوش عن صفحاته وقد تم انتخاب السيد فادي السكران ليكون آدمن الصفحات الخاصة بحامد حمندوش .
لوحظ خروج عدة إشارات ضوئية من قبر حامد حمندوش بُعَيدَ تنصيب فادي السكران آدمن على صفحاته المغدورة ، ورغم أن جماهيره فسَّرتْ الأمر على أن حمندوش ساخط ورافض لما آلت إليه نتيجة الانتخابات الفيسبوكية ، إلا أنها خرجت بمسيرات إلكترونية تهتف بحياة فادي السكران .
وبلحظة فيسبوكية فريدة تم تهكير موقع التواصل الاجتماعي بأكمله ..
من كان قريباً من قبر حامد حمندوش شاهد بالعين المجردة خروج طائر الفينيق من التراب وتحليقه في الفضاء راسماً بجناحيه عبارة " حمندوش لا يموت وسيبقى يأكل فتوش " .