قصص حسن الشحرة الشارقة
- مارس 5, 2015
- 0
قصص مشاركة في ملتقى حلب التاسع للقصَّة القصيرة جدًّا
الكاتب حسن الشحرة
دورة الوفاء إلى حلب من الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية
الساعة السابعة مساء أيام (19-20-21-22 /2015/2)
قصص مشاركة في ملتقى حلب التاسع للقصَّة القصيرة جدًّا الكاتب حسن الشحرة
دورة الوفاء إلى حلب من الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية
الساعة السابعة مساء أيام (19-20-21-22 /2015/2)
(أميرة)
أتذكّر جيدا تلك الليلة الشاتية
حينما زرتنا في صندوقنا الخشبي المسمى صندقة ونحن نستذكر دروسنا
جئتنا بظهرك الأحدب
ووجهك البريء
وابتسامتك الساحرة…
أريتك حينها مجلة قديمة ملأى بالصور
أشرت لإحداها
سألتني عن اسمها
ـ رشا ..رشا المطوع ، يا عمّ ، فارسة اعتزلت
وحفظت الاسم هكذا مركبا "رشا…فارسة اعتزلت"
لم تكن أميّا فحسب
كنت بسيطا حد الترف معدما حد التخمة
كم يعتصرني الألم الآن لأني سألتك
لم لا تتزوج؟..
ـ سوف أفعل يا بنيّ لكني لن أقبل بغير أميرة
أميرة يا بنيّ
ورحلت بعد سنوات قليلة
لقد عرفت أي أميرة تقصد
إنها هناك
هناك في العالم الآخر
رحمك الله أيها الثريّ!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2(طوق)
يراه في منامه كل ليلة..
لا يبتسم له، كعادته ،عندما يراه..
ظل يدعو له و…
صار يراه ، باسما ، بعد عامين!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3(همس)
في طواريء المستشفى
سمعتهما يتهامسان
– سيبو،مفيش فايدة
– نسوي اللي علينا و…
صحوت من البنج
تذكرت الحادث
ونظرات المسعفين الفزعة وهم يهرولون بي ،ملطخا بدمائي، إلى المجزرة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4(بر)
يتمتم ساعة قبل أن ينام..أرمقه كل ليلة
ماذا تفعل؟سألته
– أدعو لجدك بني!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5(حمل)
تزوج كبيرا طمعا فيمن يحمل ذكره
مرقت بضع سنين
حمل كلاهما
هو إلى القبر.. والصبي للملجأ القريب!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6(أثر)
في صغري
نام عصفور على صدري!
في مساءات القرية يهجع الناس
فوق بيوتهم الحجرية
لما أخبرت رفاقي..
اضطررت لخلع قميصي
"رسم طائر صغير يغفو بجوار القلب"!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7(أبوة)
يلتفت المصلون ، بعد فراغهم ، على نداء رجل مصري وقد رفع صبيا ينهنه يقطع القلب:
ـ فين أبو الولد ده؟
ـ ….
نادى كثيرا ، ولا مجيب
جماعة المسجد تتجه نحو الباب
شاب يمني يداعب زميله:
ـ وهذا يبكي، يشا أبوه، ويشير إلى صاحبه
ضحكنا
صمت قليلا .. تنهد ، حدق في الأعلى وتمتم:
ـ أبي في اليمن ، إي والله ، لو أشوفو أبكي!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8(لعلك)
لعلك لا تتذكرين يا أمي
لكنني ما نسيت!
عندما كنت يافعا ..
قبل ثلاثة عقود..
ما أن نبتعد، أنا وأخي الذي يكبرني قليلا، عن منزلنا القديم، بضع خطوات
حتى تتبعينا مسرعة ..
تصعدين فوق سطح بيتنا الحجري
تهتفين لنا بالعودة..
ثم تلقين لنا مصروفنا اليومي السخي
وتبتسمين!…
كنت قد بعت بقرتك الوحيدة بمبلغ زهيد!
فعلت ذلك معنا كل صباح
حتى أتيت على كامل ثروتك..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9(نضال)
من أشد أيام طفولتي حزنا
تلك الأيام
التي كنت أعود فيها من مدرستي
ولا أجد أمي في استقبالي …
لأنها تكون مشغولة ، بالعمل في الحقل، أو الماشية…
أو غائبة ، لجلب الماء من المورد البعيد ، أو الحطب…
كنت أفتش عنها
عند الموقد.. وِقرب الماء ، في الحظيرة
في باحة المنزل ..
ثم أبكي بصمت
وأتناول غدائي الذي تكون قد أعدتّه لي رغم نضالها العظيم…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10(رب ارحمهما)
ـمنذ سنوات مديدة
يقطع يوميا مسافات طويلة إلى مقر عمله
لم لا تفكر في الانتقال لمكان قريب؟
سألته…
يؤزني الجواب
"في مقبرة على الطريق يرقد والداي"!