قصص رفاء صائب الشارقة
- مارس 2, 2015
- 0
قصص مشاركة في ملتقى حلب التاسع للقصَّة القصيرة جدًّا
الكاتبة وفاء صائب
دورة الوفاء إلى حلب من الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية
الساعة السابعة مساء أيام (19-20-21-22 /2015/2)
قصص مشاركة في ملتقى حلب التاسع للقصَّة القصيرة جدًّا
الكاتبة وفاء صائب
دورة الوفاء إلى حلب من الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية
الساعة السابعة مساء أيام (19-20-21-22 /2015/2)
د. رفاء صائب
القصة الأولى : كذبة حمراء
ضمّت صغارها إلى صدرها ، تمنّت لو استطاعت إعادتهم إلى رحمها ، همست لهم بصوتٍ حاولت بكل قواها ، أن يكون ثابتاً : الطائرة بعيدة ، وصوت القصف بعيد . تداعى السقف سريعاً ، تناثروا من بين يديها كالفراخ المذبوحة ، جسدها الذي غطّته الدماء ، لم يستطع أن يكون درعاً لهم ، تمتم أحدهم بصوتٍ متقطّعٍ بحشرجة موت : إنها المرة الأولى ، التي تكذبين يا أماه !
القصة الثانية : واقع
لساعاتٍ ، وقفت تتأمّل الصورة ، لا تحيد نظرها عنها ، لمست الوجوهَ فيها آلاف المرات ، أسعفها صوتها بتمتمات : هذا ما بقي لي منكم !
القصة الثالثة : تنهيدة
ضحكات أطفالها ، وزوجها تملأ المكان ، يتراكضون في حديقة منزلها الكبير ، تعدُّ لهم فطائرهم المفضلة ، تعتريها سعادة الكون .و…. و..تتنهّد بعمق جراحِ ذكرياتها ، وتتابع مسح أرضية المطبخ في بيت مسخدمتها ، متمتمةً بحرقة : تباً للحرب
القصة الرابعة : حلم
تلك الكوة ، الصغيرة جداً والمفتوحة في الجدار ، رغم أنها منفذه الوحيد للشمس ، إلا أنها لطالما ذكّرته بسجنه ، رسم صورةَ صقرٍ فاتح جناحيه ، وبها الفتحة !
القصة الخامسة : بذخ
تناثرت الأشياء حولي ، استولى الرعبُ على أقطار نفسي بوحشية ، أخيراً قدماي تجرانني إلى تلك الخيمة الباذخة الفقر ، والسماء فوقي ، تبكي الرحيل .
القصة السادسة : غيبوبة
يداها المرتجفتان ، تمسحان على زجاج النافذة ، وبعينين أعمتهما الدموع تنظر إلى الأفق مردّدةً : قال لي سيعود الليلة !!
صوتٌ مخنوقٌ خلفها : منذ سنين وأنتِ على هذه الحال ، ابنكِ الصغير ضلّ طريقه !!!
تنتفض ، وتعود لتضمّ تلك الصورة ، إلى جوار القلب .
القصة السابعة : صراع
يداه القويتان ( كما عهدهما ) تنهالان بطرق الزمن بمحراث الصبر ، وبقلبٍ يمتلئ أملاً ينثرُ بذور حلم ، بعينين دامعتين ، يروي ما بذر ، منتظراً ربيعاً من حياة .
القصة الثامنة : صراع
ناءَ بحملها على كتفه ، وقد تكاثرت ذنوبها وخطاياها ، صوتٌ في رأسه يردد : اتركها على هامش الطريق ، واهرب ، كفى
مشاهد رعبٍ تمرُّ أمامه ، تردّدَ ، همَّ بإنزالها ، عاجلته رصاصة من خلف ساترٍ ، سقط مضرّجاً بدمه ، وبقيت ( بندقيته ) عالقةً بكتفه !
القصة التاسعة : هديل الروح
انحدرت تلك الحمامة من السماء في عجل ، حاملةً غذاءً لصغارها ، صُدمت بألم ، حلّقت في دوائر ، في جنون ، وهي تنظر إلى آثار عشها ، الذي أحرقته النيران
هدلت ، كما لم تفعل من قبل ( بحرقة ) : ماذا فعلتم بعالمي ؟؟؟!!
القصة العاشرة : قيامة
انتفضَ بقوة ، كأنما لسعته أفعى : تباً لضعفي !!!
هشّمَ الزجاج الفاصل بينه ، وبين روحه ، وبسكين قوته الجديد ، قطع الحبل المربوطَ إلى عنقه ، ذلك الحبل الذي طالما ربطه بتبعية الآخرين ، وانطلقَ بساقين جديدتين ، وروحٍ حرة..