قصص سعد البدري الشارقة
- فبراير 23, 2015
- 0
قصص مشاركة في ملتقى حلب التاسع للقصَّة القصيرة جدًّا
الكاتب سعد البدري
دورة الوفاء إلى حلب من الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية
الساعة السابعة مساء أيام (19-20-21-22 /2015/2)
قصص مشاركة في ملتقى حلب التاسع للقصَّة القصيرة جدًّا
الكاتب سعد البدري
دورة الوفاء إلى حلب من الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية
الساعة السابعة مساء أيام (19-20-21-22 /2015/2)
سعد البدري
( 1 )
زوجة كاتب
عاد إلى البيت. أعدت له طعام العشاء، وضعت على السفرة ما لذ وطاب من المأكولات. شعر بحبها له. شاهد على يدها أثار حروق ناتجة عن أعمال الطهي المختلفة. قبل يدها. ابتسمت. قرأ عليها قصته الجديدة. أشارت عليه ببعض التعديلات. علم أنها تحب الحياة بكل ما فيها.
( 2 )
خوف
أفنى عمره في تربية أخوته بعد وفاة أبيه. تزوج وعمره قد تجاوز الخامسة والأربعين. أخبر زوجته أنه لا يريد الإنجاب؛ ينتابه شعور بأنه سيموت، ويترك أطفاله صغاراً. لم توافقه الرأي. وافق بناء على رغبتها بأن ينجبوا طفلاً. أحب الحياة أكثر بعد وصول طفلهم الأول. أنجبوا طفلا آخر؛ زاد تمسكه بالحياة. زال خوفه من الموت. مرت الأيام سريعاً، بينما هو جالس في باحة البيت بين أحفاده.
( 3 )
رحيل مفاجئ
دخلت غرفتها. كعادتها جلست تتأمل صورته، تمنت أن يكون معها، يعيشان في بيت واحد، ويكملان مشوار الحياة معاً، أحبته كثيرا، تذكرت عندما كانت تخرج بصحبته للنزهة، وكيف كانا يحضّران ليوم زفافهما. ذات ليلة كانت برفقته، اصطدمت سيارته؛ وفارق الحياة. بقيت هي جسداً بلا روح.
( 4 )
جشع
لم يبقى غيره في الحي. أنفلت الأمن في المدينة. عمت الفوضى. هاجر معظم السكان إلى القرى المجاورة. أبتاع عدة منازل من أصحابها بثمن بخس. تخيل نفسه بعد أن تضع الحرب أوزارها. خرج إلى الشارع يتفقد تلك المنازل. أثناء سيره عاجلته طلقة في رأسه؛ سقط على الأرض، وبيده سلسلة مفاتيح.
( 5 )
رؤيا
رأى جده في المنام، سأله الجد عن أحوال أبناءه وأحفاده بعد وفاته. لم يصدق الجد ما قاله حفيده. تفقد أحوالهم بنفسه، فقد خالفوا وصيته. قطعوا أراحمهم؛ بدت العداوة والكراهية بينهم. افترقوا. رموا أنفسهم بسهامهم. حزن الجد على أحوالهم؛ عاد من حيث أتى.
( 6 )
حقد
أقترب من الناس؛ زاد نجمه لمعاناً. حلق عالياً؛ حقدوا عليه. سخروا منه؛ قالوا أن ما يكتبه ليس شعراً. أنه ظاهرة عابرة وتنتهي. تصارعوا معه؛ تقدم عليهم. أبدع في قصيدته الأخيرة؛ ماتوا غيظاً.
( 7 )
الكرسيّ
أشاعوا في وسائل إعلامهم أنه سارق. خان الوطن، صدقهم العامة؛ آفة تلك المدينة الجهل. أودعوه السجن. أجلسوا قائدهم على كرسي العرش. ضمن لهم أمنهم وثرواتهم؛ زاد إلتصاق الكرسي به. فكر يوماً أن ينحاز للشعب؛ طار الكرسيّ من تحته.
( 8 )
جندي
مرت أجازته القصيرة كالبرق، جهزت له حقيبة السفر، ودعته بدموع عينيها، شعرت أنها لن تقابله مرة أخرى. قال لها أشعر أنني سوف أتأخر هذه المرة. تابعته من خلف الشباك. ركب السيارة التي كانت بإنتظاره. مر أسبوع على سفره، بينما تتابع الأخبار، قرأت أسمه ضمن قوائم الأحياء عند ربهم؛ فتركت عالم الأموات والتحقت به.
( 9 )
اقتراب
لم يستطع أن يتمالك نفسه أمام روعة المنظر، الذي يشرح القلب ويسعد الروح. أمسك بهاتفه النقال. اتجه نحو أسراب الحمام التي تطير، وتحط قرب نبع الماء داخل ذلك الوادي. التقط صورة من مكان قريب. اقترب منهم أكثر. أشار إليهم قائد السرب أن يغادروا المكان. حلقوا في السماء. جلس ينظر إليهم في حزن، ربما سيحطون في مكان آخر داخل الوادي. تمنى لو بقي في مكانه ولم يقترب أكثر.
( 10 )
ببغاء
تكرر كلامها كل ليلة. تتقن صناعة الأكاذيب. عبر الهاتف يتحدث صاحب القضية الوهمية، شارحاً أبعاد القضية. ضيف البرنامج يحلل. ما أشبه اليوم بالبارحة. كم من أسئلة حقيقية بلا أجوبة. أدمن المشاهد تلك البضاعة الرائجة.