قصص فايز مشعل تمو الشارقة

قصص مشاركة في ملتقى حلب التاسع للقصَّة القصيرة جدًّا

الساعة السابعة مساء أيام (19-20-21-22 /2015/2)

1- السلطة
استشهد والدي برصاص مسلحين مجهولين.
في المستشفى وقبل أن أغلق عيون أبي رأيت فيهما صورة القاتل وبندقيته، وسمعت صوت والدي يهمس في أذني "لا تصالح".
2- رسول
التقيت بشاب يدعو إلى احد الأديان السماوية، حيث قال: من ينادي الله عز وجل، سيُرسل له احد الأنبياء في الحلم ليحميه ويدافع عنه.
ولكن في الحلم لم يزرني احد، غير طيف والدي؟
3- الوطن في عيون أمي
سألت أمي، ما معنى وطن.
أجابت بحسرة: طوال خمس وثلاثون عاما ووالدك يتحدث عنه، بصراحة أنا لم التقيه أبدا، وإذا التقيته سأقتله بيدي، لأني اشك بأنه من يقف وراء استشهاد والدك.
4- الوحدة
أصابتني قذيفة، فتناثرت أشلائي إلى كل مكان وسال دمي على بياض الثلج، وبعد بضع دقائق، نهضت روحي، نفضت عن نفسها آثار الصدمة، وشرعت في لملمت أجزائي المتناثرة، وحين أنهكها البحث، جلست بجانب ما تبقى من جثتي، تبكي وحيدة.
5- علامة فارقة
عُثر على جثتي في مياه البحر بعد غرق قارب المهاجرين الغير شرعيين، وأصرت امي عند سؤالها عن أي علامة مميزة، بان ابنها كامل مكمل، ولكن جثتي كانت تصرخ، قلبه يحمل الحزن وشماً.
6- راعي
بعد ان ورث عن أبيه، كلاب الحراسة والحمار، شرع باختيار القطيع.
7- نبض الوطن
مثلت أمام القاضي الذي كان يقلب أوراق الشكوى المقدم ضدي، رمقني بنظرة من أعلى نظارته، فقرأت في نظرته وابل الشتائم التي أمطرني بها المحقق في وقت سابق، وبنفس النظرة قال: أنت شخص مجهول الهوية وليس لديك وطن.
وقبل أن ينهي كلماته تلك، مددت له يدي مشيراً، بان يجس نبضي.
8- محاكمة
توفي رجل شرقي، وعلى أبواب السماء سئل:
– أين أفنيت عمرك؟
أجاب : نصفه،أمام المؤسسات والدوائر الحكومية والأفران .
– والنصف الأخر ؟
– في البحث عن الحرية.
9- قصيدة
قررت في احد الأيام أن اكتب شعراً، فتحت الكمبيوتر وجهزت صفحة الوورد واخترت لغة الكتابة وحجم الخط، وبأول قصيدة كتبتها، أطلقت صفارات الإنذار واستنفرت الحكومة وفروع الأمن والجنائية والجيش وأعلنت حالة الاستنفار وأغلقت المنافذ الحدودية وبدأ العمل بقانون الطوارئ، كان ذلك بعد أن أصدرت الحكومة قراراً باعتقال جميع الأقلام ومصادرة كافة الأوراق وخاصة البيضاء منها.
10- وفـــــــــاء
تقضي معظم وقتها في الإعتناء بأزهار حديقتها، ترتب أوراقها، تقلّم أغصانها
هو ينتظر، بفارغ الصبر، وقت الغروب للإعتناء بأزهار حديقة منزل في الجهة الأخرى من الشارع.