قصص مشاركة في ملتقى حلب التاسع للقصَّة القصيرة جدًّا
الكاتب محمود ابراهيم الحسن
دورة الوفاء إلى حلب من الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية
الساعة السابعة مساء أيام (19-20-21-22 /2015/2)

قصص مشاركة في ملتقى حلب التاسع للقصَّة القصيرة جدًّا

             الكاتب محمود ابراهيم الحسن

دورة الوفاء إلى حلب من الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية

الساعة السابعة مساء أيام (19-20-21-22 /2015/2)

                    الكاتب محمود ابراهيم الحسن

أربعين سنة!
يقف كل منهما في طابور، يتحايلان على موظف المخبز كي لا يكشفهما.
تقف أمهما في وسط السوق، تبيع ربطة الخبز بأربعين ليرة.
يتذمر أحد الزبائن من السعر.
يقول آخر: أربعين ليرة أفضل من الوقوف في الطابور أربعين ساعة.
يتنهد ثالث ثم يقول: منذ أربعين سنة لم نشبع الخبز!.

قضية شرف
بائع الأحذية على الرصيف، فرقت له الطائرة كل زوج حذاء عن نظيره، لم يجد وقتاً لإعادة ترتيبهن، جمعهن في كيس كبير، أمسك زوج حذاء قد تمزق، ثم صاح: هذا الحذاء أشرف منك يا بشار…..

لقمة الدم
الطفل الكبير الذي يبيع الخبز تحت الشمس لإطعام عائلته، كانت تقول له أمه دائماً بأن لقمة الخبز في هذه الأيام مغمسة بالدم.
نسفت الطائرة العمارة كلها، ونثرت دمه على أرغفة الخبز.
وفي ذلك اليوم أكل كل سكان المدينة خبزاً مغمساً بالدم.

على حافة الموت
طفلة على حافة الطريق، أمامها قطعة قماش عليها بضع قطع نقدية صغيرة.
قصفت الطائرة، هزت المدينة كلها، ثم هربت.
ركضت الطفلة مسرعة، وقد تغلب الذعرُ الشديد في قلبها على حزنها على الليرات التي فقدتها.

القلب المسجون
لشدة تعلقها به، كانت تناديه: يا قلبي.
اقتحموا المنزل، حذروها إن استمرت في مقاومتهم فسيعتقلون أخته أيضاً.
أمس أصابتها شظية طائشة، وتوقف قلبها عن النبض، لكنه بقي مأسوراً عندهم.

دمار
استوقفني طفل، وسألني بعض ليرات ترك تقدير كميتهن لي.
خرج هاتفي الجوال مع بعض القطع النقدية من جيبي.
أقسم لي الطفل أنه كان يملك جوالاً مثل جوالي تماماً، طلب مني أن افتح له الفسبوك، وأراني صور منزلهم الذي تدمر فوق أبيه وأخته وأخيه ….

حياة
ينهض أبو علي باكراً كل يوم، يصلي الفجر، ثم يخرج من بيته الطيني نحو حقله، أما زوجتهفتنظف المنزل، وتغسل الثياب، ثم تتبعه منتصف النهار؛ ومعها الطعام والشراب.
وفي المساء يعود أبو علي متعباً، فتضع لهأم عليالماء الساخن كي ترتاح عضلات قدميه من تعب النهار الطويل..

وفي كل عام ينجب طفلاً جديداً …

مهنة
القاسم المشترك بينه وبين حفار القبور هو أنه حفر لكثير من الناس، ودفنهم، وهم أحياء, ولكنهم كانوا مبتسمين….

بحث متواصل
أيقظني صوت "الطرطيرة"، انتصر فضولي على شعوري بالبرد القارس في هذا الوقت المبكر، تقدمت امرأة نحو الأكياس التي أمام عمارتنا، فيما ذهب صبي نحيل بالاتجاه المقابل. عثرت المرأة على مكنسة صغيرة، بينما عاد الصبي بيدين فارغتين واضعاً إحداهما داخل الأخرى، أطلق عدة زفرات لتدفئتهما، ثم أمر العجلات الثلاث بمتابعة السير.

القُبْلة الأخيرة

سألته زوجته: هل ستذهب إليهم غداً؟
سمعت الطفلة، وسألته بدورها: بابا، إلى أين ستذهب غداً؟
يدخل إلى الغرفة الصغيرة في زاوية المنزل، هل سيقتنعون ببراءته من التآمر على الوطن؟!
سابقاً عنصر واحد منهم كان يسوق نصف سكان الحي إلى الفرع، الآن هربوا كلهم إلى مركز المحافظة، حتى رواتب الموظفين أخذوها معهم.
يطول تفكيره، وتتعدد الاحتمالات في رأسه، ليلة كاملة تمر، ولم تغمض له ولزوجته عين، هل يستغني عن راتبه الذي رغم هزالته إلا أنه مصدر رزقهم الوحيد؟ أم يرسم قبلة طويلة على جبين طفلته ربما تكون الأخيرة.