قصيدتان للشاعرة المغربية نعيمة خليفي، النار تستعير دمي و سقاية العطر

أعزاءنا في عالم نوح، يسعدنا اليوم أن نقدم قصيدتين للشاعرة المغربية نعيمة خليفي

نعيمة خليفي
النار تستعير دمي

جنهم دمي تستعيره النار
أيها الشائب بالثلج
أيها المترصد لأغاريد الطير
أما يكفيك حضوري ؟
يتعب البحر و لا تتعب سيدة الليل
من غسل ألوان هذا الزمن الحربائي
لا تتعب من نزع ريش سحابة الغبار
منجم ملح أنا و يستعير البحر ملح اغترابي
أسيل دهشة عند بدء ابتهال المساء
يمتد دمي نهرا
ليلتحم بالبحر الذي علمني اقتراف ..لغة الماء
إذ تتلاطم برفيفها الراجف الملتهب
أحزان العصافير المخبوءة في رئتي
يغيب وجهي بين أوراق الشجر
ويسبح جسدي الصلصالي في سماوات الملكوت
حين يلتحم العشب بالعشب
يكون الليل لي
و يكون الحلم لي
ورائحة الطين تغازل أمطارها
و تغازلني لأمد لها شفتي
لترضعني من ثمار الغيم
حليب حياتي
به أرعى أطفال الفقراء
و به أقدح مزيدا من التوهج
و هل للأعمى أن يرى مباهج الشمس ؟

سقاية العطر

قالت ذات مساء :
مالي أراك كغصن آب ..
استبد بك عطش البراري ؟

مالي أراك على مذبح صيف الضحى
و المسافة شهقة نبض؟!

بينك و بين سقاية العطر ..
يستفزنا
ليستيقظ رفيف ذاكرة الشتاء
ألست ِ أنت الآتية ..
من تاريخ الوردة الدمشقية ؟!!

هذي التي تختصر تاريخ العطر الأسطوري
هذي التي يثقب شذاها جدران الذاكرة
لتروي مآثم البيوتات
و قصص الديكة مع احلام الفقراء
ألا تقدك عاصفة مشاعر القلب
على الطرقات المبتلة
في ليالي الخريف ؟؟

تتفجر غيماتها فيضان بياض
فتساقط غتد اقدامك انهارا
شرشرات العبق و الألق القزحي
إذ تلقي الريح بسطوتها
على أغصان السماء
ألا يقدك مطر المشاعر
لتدخلي جنة التشيد ؟