نقدم لكم قصيدة للشاعر .. النابغة الرندي … محمد بشير دحدوح من ديونه .. إلا إليك ..

 

 

 

قنديل الذاكرة … النابغة الرندي … محمد بشير دحدوح

 

 

 

 

عالم نوح 

 

 

 

 

أطلقت خيل الهوى سبحاً بأمنيتي
فاستنفرت شرراً من عين مجمرتي

مهمتزها الخوف والأحلام أسرجها
تلقاء عينيك يا قنديل ذاكرتي

تشق لليل جيب الصبح فانسفحت
عصائب النور في مرآة باصرتي

تفتقت غيمةٌ من برق حافرها
فأغدقت دمها في يبس أوردتي

وجاذبتني نجزمٌ[ كنت أركنها
بجانب الطور من صحراء أخيلتي

لما دخلتُ عليك الحلم تحملني
شوقاً إليك بحسن الظن أدعيتي

وطالعتني بروق العزِّ منكسراً
فيه الشموخ، على أقواس أروقتي

ألقيت ذنبي على حيطانك ائتلفت
طهراً … وفي الأكناف معذرتي

فافترقت القبة الثّكلى .. تهادلني
رطيب مرهمة .. حنت لصاديةِ

وجاءني المسجد الأقصى يسائلني
عن سيف عز تمطى طيّ أغمدةِ

فيا شراع النوى أبحرتَ بي لغدٍ
ضلت بساحله ذاتي وأقنعتي

ويا بساط الهوى لملتني عجلاً
فردَّ لي قلمي عطفاً ومحبرتي

وخذ إليك سلال العمر مؤتلفاً
فيه العجيب ودع كحل ملهمتي

دأبي ودأب الهوى شعرٌ يعاندني
والوجد محترقٌ في جفن قافيتي

والضدق في الحب نزف صارخٌ بفمي
والعزم منتفض في كل جارحةِ

أزهو على الحب إبريقاً به شغفٌ
بالماء يحبسه عن ظامىءٍ أبتي

وما صقلت جهاداً كي أكون كما
حلفت كذباً وما أوريت أزندتي

ستون عاماً، وعام غربة .. وأنا
على دروب الهوى أقتات أسئلتي

وأنت غضبي …وفي عينيك متسعٌ
من العتاب … وفي شفتيك أجوبتي

يا قدس أنت العلا إن جئتك انعطفي
عن الهوان … وعفي عن معاتبتي

وللذين شروا لله أنفسهم
فداء عينيك يا قدساهُ … فالتفتي