دعوة للاطلاع على كتاب أعلام من ذاكرة الأيام من تأليف الكاتبة سليمى محجوب

العنوان : أعلام من ذاكرة الأيام
التأليف : سليمى محجوب
عدد الصفحات : 624
القياس : 17 * 24
تمت طباعته بموافقة وزارة الإعلام
رقم 105913/تاريخ 7/7/2010
جميع الحقوق محفوظة
يُمنع طبع هذا الكتاب أو جزء منه بكل الطرق
الطبع و التصوير و النقل و الترجمة و التسجيل
المرئي و المسموع و الحاسوب وغيرها من
الحقوق إلا بإذن خطي من المؤلفة

طبع على نفقة المؤلفة
جميع الحقوق محفوظة للمؤلفة سُليمى محجوب
حلب : ص.ب _شهباء 16143
هاتف 2667521 – جوال 0933327369
الوكيل المعتمد في الإمارات العربية المتحدة
مكتبة الفرابي
الشارقة – دوار الساعة
هاتف 5631130-6-00971
darfarab@emirates.net.ae
دار الفرابي للمعارف
أسست عام 1967 م
سورية – دمشق – حلبوني – شارع مسلم البارودي
ص.ب 2382 هاتف 2226786 فاكس 2454978

سليمى محجوب
أعلام من ذاكرة الأيام
روافد من مروج الذاكرة
دار الفرابي للمعارف

الإهداء

إلى وطن أعشقه و أنا مدين له
إلى أولاد أحبهم, و أنا فخورة بهم
إلى مجاهد, ريم, مهند, مناف
إليكم أيها الطيبون
دعوا الحاصر يحضن الماضي بالتذكر
و اجعلوا الحاضر سيراً إلى غايتكم بثبات
و بالشوق يمكن أن تخضلَ آمالكم في قادم الأيام….

تقديم و تعريف
بقلم الأستاذ العلامة
محمود فاخوري


تعد كتب التراجم من أغنى الكتب فائدة و أمتعها عرضاً, لأنها لا تقتصر على سرد سير أولئك الأعلام وأخباركم وتجاربهم وما إلى ذلك , بل كثيراً ما تندرج خلال هذا كله معارف وحقائق وأخبار لا صلة لها مباشرة بالعلم الذي نقرأ ترجمته .

ومثل هذه المعارف الجانبية قد يفيد الباحث في شؤون أخرى مختلفة لما فيها من تنوع وجدة وطرافة , وهي تأتي مصادفة في صفحات تلك الكتب, فيجد فيها القارئ صورة صادقة عن جانب أو أكثر من جوانب الحياة الاجتماعية و الفكرية و العلمية و الثقافية و الأدبية في عصر من العصور أو في بلد من البلاد.


أعني كتاب ( أعلام من ذاكرة الأيام) للأديبة الباحثة ( سليمى محجوب)


التي اختارت ستة و عشرين علماً من أعلام تراثنا التليد و الطريف بدءاً من العصر الإسلامي ( ضابئ البُرجمي ) فالأموي (نصيب بن الرياح ) فالعباسي بعقوده المختلفة ( الجاحظ, البلاذري, أبو الفرج الأصفهاني,
السُّهُروردي,ابن العديم ) و المملوكي ( ابن خلدون ) فالأندلسي ( ابن رشد, الإشبيلي )في العصر العثماني ( المُحبّي, أبو الوفاء العُرضي ) حتى نصل إلى العصر الحديث ( أمين الريحاني, أنور العطار, غسان كنفاني, لؤي كيالي, علي بدور, الجواهري, نزار قباني ) لتقف عند الشاعر ظاهر أبو ريشة.

والمتأمل في تلك الأسماء يدرك أنها متنوعة الإبداع والتبريز ما بين الشعر والنثر الفني والقصة والأدب والفن والتراجم وغير ذلك .

ومما يمتاز به هذا الكتاب أنا المؤلفة تمهد لكل ترجمة في الأعم الأغلب بفرش يضع القارئ في جو من الشخصية التي ستتحدث عنها وفي عصرها وخصائص هذا العصر, قبل أن تبدأ بالحديث عن تلك الشخصية, فإذا أردت الحديث عن نزار قباني مهدت له بقولها :
(( الشعر وسيلة التعبير عندما يختزن الشاعر طاقاته الانفعالية, وأحاسيسه الملتهبة, ثم يفجرها في كلمات تتدفق أنغاماً و عطاء مبدعاً في الموضوعات كافة.
الشاعر يكون جاداً و جريئاً و صادقاً مع نفسه, و يتقن صياغة عواطفه و أفكاره في جميل من القول, يستنهض إعجابنا و يفتق آلامنا, أو يملؤنا اعتزازاً و فخراً, و قد يجعلنا نرقص طرباً و نمنمات قصائده التي يشرح بها حالة الحب يعيشها هو أو كل شاب وشابة, بل كل رجل وامرأة.
نزار قباني واحد من هؤلاء الشعراء…….))
وقد يتخلل الترجمة بعض ذكريات الباحثة التي لا تخلو من فوائد كما في حديثها عن الشاعر أنور العطار, إنه حديث المعترفة بفضله حيث تقول :
(( ولا زلت أذكر دروسه الممتعة و شخصيته الرزينة وهو يلقي علينا دروساً في النحو والصرف, و نطقه ولهجته الرائعة وهو يسمعنا قصائد منتقاة في الأدب العربي, وكم كنا نبحر مع أستاذنا الشاعر وهو يشرح و يدرس النصوص الأدبية بدقة و تذوق عذب مما حببنا بالأدب و اللغة, و ترك ذلك أثراً كبيراً في حياتي, مما جعلني أعشق العربية….))
وقارئ هذه الدراسات يتأكد له ما بذلته الباحثة من جهد مضنٍ في إعداد كل دراسة أو بحث أو ترجمة, ذلك إنها نشرت معظمها في صحف ومجلات مختلفة, وهذا يعني أنها بذلت مزيداً من العناية والتفصيل والتقصي عند الحديث عن كل شخصية على حدة.
ثم إن الأستاذة سليمى لم تسر في تراجمها على طريقة السرد الجاف الرتيب بل لوّنت كلامها بكثير من المداخلات والتعليقات والإضافات والتحليلات . وبذلك خرجت عن تلك الطريق التقليدية التي يسلكها كثير من الكتّاب في السيّر و التراجم, فهي قد سارت مع كل شخصية سيراً جديداً و منهجاً مبتكراً مشوّقاً يختلف عن الشخصيات الأخرى, و إن كانت هناك معالم جعلتها نصب عينيها في كل ترجمة, كالحديث عن النشأة و الأساتذة والطلاب والعصر والبيئة والمؤلفات وما إلى ذلك . وهذا يأتي في عرض مشوق جذاب بعيد عن الرتوب والتقليد , ويجمع إلى ذلك التحليل بعض أشعار الشاعر وآراء المفكر وفلسفة المتصوف, وأعطت كل علم وصفاً مميزاً مكثفاً يعبر عنه أصدق تعبير ويلخصه في وصف كل شخصية تريد الحديث عنها مثل :
(( السُهروردي, و الفلسفة الإشراقية, ابن خلدون رجل العصر و فكر و إبداع, غسان كنفاني الكلمة الصادقة, ضايئ البُرجمي شاعر في الظل, نزار قباني و الإبداع الأنيق….))
كل ذلك بأسلوب رشيق مميز يسافر على جناح الخيال المحلق فيكون دانياً وبعيداً حيناً آخر ولكنه بالحالتين أدبي مجنح.
والناظر في هذا الكتاب يتبين له حب المؤلفة للتراث الأصيل التليد من جهة والوافد الحداثي الجيد من جهة أخرى, ولا سيما أنها وجهت الأنظار نحو شخصيات طوى بعضها النسيان والإهمال فأزاحت عنه الستار, وبعضها مشهور فحظي من الدراسة نصيب كبير. كل ذلك تطلب من الباحثة الأدبية أن ترجع إلى ما أمكنها الرجوع إليه من مختلفة المصادر والمراجع من كتب و مجلات لكي تكشف عمّا خفيّ من أخبار تلك الشخصيات وما انطوى من آثارهم وأعمالهم.
ولا شك أن أعمالها هذا جاء من وحي حبها للتراث و أعلامه ممن وعتهم ذاكرة الأيام ولهذا شمرت عن ساعد الجد وحققت في وضع كتاب يجمع شمل تلك الدراسات الأدبية والفكرية وما إليها مما جادت به راعتها الأصيلة داعمةً ذلك كله بالشواهد والأدلة والمختارات الشعرية والنثرية التي تكفي لإعطاء القارئ المتعجل فرصة مواتية , وتكفيه مؤونة البحث والرجوع إلى آثار الأعلام وكتبهم ودواوينهم.
وختاماً نحن مع الأستاذة سليمى في أنها كما قالت: قد قدمت إلى المكتبة العربية مرجعاً يتناول أحلاماً ينتسبون إلى حقب مختلفة من تاريخ الحضارة العربية, كان لهم وجود مميز يعبق بأريج الفكر و الأدب والفن في سماء الإبداع العربي والإسلامي.
حلب 12 من رمضان 1431 هـ
الموافق 22 من آب 2010 م

محمود الفاخوري

 

 

ومن شخصيات الكتاب نقرأ :


غسان كنفاني – الكلمة الصادقة: 
إبداع العبقرية في صور عديدة تبقى شاهدة على عظمة مبدعها في كافة الأصعد، وفي كل زمان ومكان….وغسان كنفاني واحد من تلك العبقريات التي ما كادت تومض حتى هوت كما تهوي النجوم.
لقد اجتمعت السياسة والفكر في عبقرية غسان كنفاني، فنتج عنها تناغم في الأدب والسياسة، وحين أزهر الإيحاء والإبداع في روض غسان كان قطوفه انهماكاً في العمل السياسي، وكان رائداً فيه، أما في الأدب فقد أزهر حقله قصصاً وروايات تقصُّ أحاديث البطولة العربية، وتحكي نضال أبناء فلسطين وتبلور شخصيتهم التي نذرت أرواحها فداء التحرير.


أنور العطار – شاعر الوصف والألم:
لقد غلبت على الشاعر أنور العطار النبرة الحزينة فهو طوراً حزين باك، وطوراً يتمنى الموت، فما هو السر يا ترى؟ هل كان في حياته الشخصية ما ينغِّصه؟أم أن مسرح الحياة السياسي والواقعي وما عاناه وطنه من غاصبين يعيثون، فساداً ويسلبون أفراده الحرية والكرامة، هو الذي جعله يعاني تلك الآلام؟ يقول الشاعر:
 
غفلت عني المنون فغنيــ
تُ، ولحن الخلود قصيرُ
وبنفسي قيثارة تتشكى
وأنا الدمع والأسى والشعورُ
أتنامى عن الغناء وحولي
محنٌ ليس تنقضي وثبورُ
ألمي صارخٌ وجرحي ضَريٌ
والهوى يائسٌ وجدي عَثورُ
وفضائي موشَّحٌ بالغوادي
وهضابي ندى وجوي مطيرُ

 

الفهرس :


الفصل الأول : الأعلام
رحلة في آفاق العالم عبد اللطيف البغدادي
الطبيب محمد المقدسي التميمي
الإشبيلي و كتابه (( عمدة الطبيب في معرفة النبات ))
ابن العديم فارس الثقة
ابن خلدون رجل عصر و فكر و إبداع
ابن رشد شموخ فكري
السهروردي و الفلسفة الإشراقية
البلاذري الإمام النسّابة
الأصفهاني و ديوان العرب
الجاحظ أديبٌ ممتع لن تغيبه الذاكرة
محمد أمين الشهباء و أعيانها برهان الدين أبو القرى
خليل بن غرس الدين الشهير بابن النقيب
أبو الوفاء العرضي
أمين الريحاني و جولة في حدائقه
غسان كنفاني الكلمة الصادقة
لؤي كيالي و شفافية الإبداع
علي بدور مفكراً و أديباً
الفصل الثاني : الشعراء
الشاعر نصيب بن رباح
الخبز أرزي الشاعر المطبوع
ضابئ البرجمي شاعر في الظل
الشاعر ماني الموسوس
الجواهري جوهرة الشعر العربي
أنور العطار شاعر الوصف و الألم
نزار قباني و الإبداع الأنيق
الشاعر المنسي ظافر أبو ريشة

هذا الكتاب

 
حينما تشرق شمس الأمل على ساحة الكون تتراقص زنابق المحبة الإنسانية على أرضنا التي ما تزال متعطشة لثقافة نخبوية تصل الحاضر بالماضي,و تنطلق إلى مستقبل مشرق.
بستان من المعرفة الإنسانية زرعت وروده و أشجاره الباحثة, و الأدبية و القاصة ( سليمى محجوب ) بأصابع من فضة و سقت هذا البستان من ينابيع ثقافتها الثرّة و اختلست هذه الأعلام من مروج ذاكرتها الذهبية.
و كأني بها تريد أن ترشرش من ينبوع أدبها الصافي ماء في سلسبيلاً نشتم منه رائحة الحب الإنساني
.