بمناسبة الأعياد المجيدة ورأس السنة 2011،هذه صفحة الشعر لتكون لمن تفضل وزار موقعنا ليلة شعرية شاعرية، ومعنا السادة عوني الشامي، ثائر مسلاتي، مريانا سواس، آدم كردي،محمد جمال طحان،سناء الصباغ، أحمد جنيدو، ومنات الخير، نتمنى لكم السعادة والصحة والهناء. فريق موقع عالم نوح

بمناسبة الأعياد المجيدة، هذه صفحة الشعر لتكون لمن تفضل وزار موقعنا ليلة شعرية شاعرية، نتمنى لكم السعادة والصحة والهناء. فريق موقع عالم نوح

ونبدأ بـ "دعوة لشرب فنجان قهوة" للطبيب والشاعر عوني الشامي.

صباح الخير يا عطر القوافي
زرعتك في دمائي لا تخافي

أأشعلتِ الصباح بنور وجهٍ
تلألأ مثل بدر في الفيافي

أم أن الحب في خديك صرحٌ
يدل التائهين إلى الضفاف

صباح الخير …. خيراً ليس يؤتى
سوى ليديك … تلعب بالشغاف

ونسقيك المحبة من فؤادٍ
يهيم بوجهك المضنى بقافِ

فخلّي قافك الصماء أو لا
تخلّيها … و قرّي بالعفافِ

أنا في وجهك الطفليِّ طفليٌ
يُعلَّق ُ بالأمانيِّ الرغافِ

و يلعق إصبعاً لمست شفاهاً
يذوق حلاوة السم الزعاف

نعم … حبُّ الجمال و حب أنثى
بحسنٍ مذهلٍ بعض انحراف

فقد عُلِّقتُ حبك مذ عُرفنا
و عُلِّقتِ الدموع على الذراف

و علقنا جميعاً حبَّ قتلٍ
بطيءٍ فيه حبك و اعترافي

وأدركتِ افتتاني واشتياقي
كشوق المتعبين إلى الطراف

وشوق الراحلين ليوم رجعٍ
وشوق الجائعين إلى الكفاف

صباح الخير … عذراً عن كلامي
فقد سال الشعور إليك ..صافِ

ليُنبي عن هيامي عن عذابي
و عن ألمي و عن كل اقترافِِ

صباح الخير … قهوتنا تلظّت
أنشربها ؟؟ .. فجافي النوم جافي

عوني الشامي

******************

وهذا ثائر مسلاتي و موعد أيار

 

الرايةُ العربية
عبقرية في الحديث
لم أجد مثلها
وسمفونية في الكلام
جعلتني أتطاير
كشظايا البارود في السماء
لأتصيد النجوم
وأعارك المجرات
معركة على سطح القمر
الذي تلبس في وجهها
كشياطين شريرة

قالت.. والقول لما تقول
عندها تمل الأرض الدوران
والدنيا تنضب فيها الحركة إلى الأبد المؤقت
قالت بضع كلمات أعجمية
فقلبت أبجدية الشعر أمامي
وجعلتني وحش أثور على الصفحات
لأحول كتاباتي من اليسار

ترجمت الكلمات في عقلي
للغات
عجزت عنهاالمعاجم والقواميس العربية
عربية ليتها عربية

لاقتنيتها في ربيعها العربي
وعشت الحب العربي في الأرض العربية

سأحول لغات العالم لصمتها الصاخب وهدوئها الثمل
لن أشرب النبيذ إلا احتفاء بها
ولن أسرد الروايات
إا للوصول لقلبها الساكن
أحبها وألف أحبها
أحبها كيفما كانت
أحبها كيفما شاءت
عربية أم أعجمية
فالحب لايدرك القوميات
ولا يعرف أبجدية للغرام
الحب يعزف الأوبرا منذ أزمان
أمام نهديها المترهلتان

الحب قربني أليك يا حبيبتي
والعشق ساقني إلى دنيا جديدة
لم أجد مثلها في العوالم القديمة
في العوالم التي عشتها قبل لقياك

في المساء أعزف على الكمان موسيقى
لاأدري ما أسمها
ولكن ….
سميتها أنت
أنت … تذكرني
بأول قصيدة
استبحتها عند الغروب
الذي لم تطله عيني
وعند إطلالة النجوم
البعيدة عن ثورة يدي
النجوم والغرب
في وجهك
وما بين حياتي وموتي حلم لقلبك
المزركش بالبنفسج وريش اليمام

جفت الكلمات..
ولو أذنت بحور الشعر
لاستخلفتها لأجلك
وقدمتها على قلبي
رثاء لحالي
وقرباناً لوصلك

غداً
فرصة أخرى
ككل مرة
فلا تتأخري
وانتظريني
فأنا بانتظارك
لن أحضر باقة الورود
ولن أستحضر طيف العيون وبريق النجوم
لن أتي بالعرافة لتبصر طريقنا
ولن أسرق من أبي ثمن غداءنا

سأكون نازعاً عباءتي
لألبسها امرأة
الآن صارت عربية

خيالي
غار في ليل الأساطير
وتغنى بدنيا الروايات والأماثيل
ليشهد قصة
كقصص الجاهلية
ربطت زرقة السماء
بظلمة الليل الذهبية
ووصلت عقدة المحيط
بيابسةٍ أرضية
لأطوف جسدي في شعوب العالم
تحت رايتك يا حبيبتي
الراية العربية…

 

 

**************

ولأول مرة تكون معنا الشاعرة مريانا سواس وقصيدتين من ديوانها : محطات ضائعة ـ وجدانيات نثرية، والذي سنعود إليه قريباً.

         (كن)

كن مثلما ترغب أن تكون …
كن يوم قحط عجيب
في كانون..
أو غيمة صيف تحمل مطراً
مجنون ….!
كن رحيلاً …
أو شوقاً مستحيلاً
أو همسةً هربت
من أسر السكون..

كن نوراً … أو نارا
ذروة …. أو قاعا
كن أرقاً … كن نزفا
أو ضجيج شعر خلاقا
أو حتى جرحاً في العيون ..
كن أي شيء يكون ..
كن وجوداً .. كن عدما
كن جحوداً .. أو شغفا
كن أي شيء ..
ولكن لن تكون …
عاشقاً قادراً أن يخون ..
لن تكون …
لن تكون ……! ! !
* * *

     (فراشة الضوء)

أحبك … وأحمل شوقي عذابا
وحنيني إليك أرض تحرق …

أحبك … وأعرف منذ البداية
أني سأغرق …
وأني في بحر الوصول إليك
زورق أخرق …
ولكن يا سيدي
أعرف أني أعشق …أعشق

أنصت إلي … اسمع
أنا ندف ثلج صامت …
بهطوله يلبس الحب
ثوبا أزرق …
وتنمو كلماتي …
زهور صحراء تتألق …

أعلم أن يديك حدائق وتيجان …
وأن عينيك مدن منفى …
مدن نسيان
وأني شوق يتحرق …
وأعلم يا سيدي
أن كلماتك مملكتي …
وأني فيها سيدة الأزمان
وأن القمح ينبت فيها
والشمس قوس قزح
وأن النور شاعرُ فنان
يهدي صوراً .. يسكب ألوان …

أعلم أنك تهدي إلي
عطوراً وبخورا …
وأن حبك فَراش
وعلق يتخلق ….

ولكن يا سيدي …
لا أعلم
لمَ لا ينام الحزن لدي …
منذ عصور
هو فوق دمعي
فوق مقلتي …
في حبري …
في أوراقي
في فواصلي
يمس في أذني …
يستعبد حتى شفتي
يزحف … يتسلق …!

فلا تتعب …
محاولاتك أثمن
من أن تُزهق
أن تٌخنق …
فراشة الضوء عن الضوء أنا
تبحث عن ضوء
لم يُسرق … ! !
عن ياسمين لم يُقطف
لم يٌسحق ….! 

مريانا سواس

**************

ومعنا أيضاً آدم كردي و

  

أحداث تزورني وأخرى تنساني … ملّ قلمي من كثر كتابة أسماء لا ذكرى لها … , اسم بات على مذكراتي معتاد يقترن بأسماء كثيرة , لم يعد للصور هويّة …
تحتم على الكثير من الناس ذكر أسمائهم … أما البعض القليل فكان عليهم التواجد فقط … , لم يكن الأمر سيان في أي شكل أو صورة من أشكال الحياة , دائماً هناك اختلاف …….. .
تحركت قبعات عديدة من رؤوس لأخرى في تواقيت زمنية مختلفة , ولم يكن للشخوص علاقة في مثل هذه اللوحة الرمزية …… .
على البعض الصمت في لحظات أهم الكلام , لأن هناك أسباب غير رحيمة للفكر وأشخاص لا تفكر في الرحمة ……
حدثتني إحدى القبعات عن سيرة وصولها الذاتية إلى قوالب لا تعرف لها جانب , وبكت أثناء طرحها الكثير من جملها … , اختتم الصمت حديثها وصارت دموعها حادث مرّ بسرعة في مثل هذا الزمان ….
لم يعرف الكثير عن قبعتي ولكنها موجودة هنا إن أردتم , أنا هنا هذه المرة ولن أكون قبعة لأحد ….. ربما يكون قرارا مؤقتاَ أو ربما قد يكون الأخير .. .

آدم كردي

****************

رواد .. يا رواد.. شكرا دكتور جمال

رواد تشرب القهوة

شعر الدكتور محمد جمال طحان

فاجأت نفسها ذات فجر خجول
في لباس الثانوية
فكت خيوط الليل من أسر الضفيرة
ثم راحت تسأل المرآة عن سر الربيع
خلعت طفولتها
ومضت باتجاه الأنوثة .. بين بين
لم يحن وقت التثاؤب من رفاق المدرسة

الأغنيات الصاخبة
في أوج زهوتها
ليس للمعنى مكان في زمان الدهشة الأولى
ليس للوقت سؤال في زمان الأمنيات
لم يحن وقت التصابي
يافتاة
طفلة كالبدر شبّت
وسنونو غادرت زرقتها
تحمل عينين كبحر الموج الغارق في عتمة خضرته
تتسلل في الظلمة
تستل ديوان نزار
" صار عمري خمس عشرة .. "
تقرأ فيه ماترجوه
ثم تخفيه .. وتغفو
داعبت أحلامها
حتى ثواني الصبح
صلّت .. ودعت
ومضت تشرب قهوتها كأنثى
مشّطت شعرها كحنّو المرج على خدّ البحر
بالغت في تأمّل البثور على الوجه
ضحكت منها عليها
ساءلت فنجان قهوتها :
هل أكلت البارحة شيئاً خرافياً
أم قد يكون العمر، أم ثوب الفتوة .. ؟
حملت حقيبتها ثم تهادت
إلى مقعد الدرس
وطواها شارعٌ مزدحمٌ
وأنا أتأمّل الأسى في قهوتي
ثم أُرجِعُ الطَرْف إلى غدٍ قادم ٍ
لن يجئ
كنت أشرب القهوة
كطفل يلهو
يستعجل الوقت كي يشبَّ
صرت أشربها كملك يحلم .. بالغنائم
والآن أشرب القهوة
شارداً في البلاد التي سكنتني
مع ثلة من أصدقائي المتعبين
نعدّ خيباتِنا
ونكتفي بالكلام
ثم نغرق أيّامَنا بالشتائم .

 &&&&&&&&&&&&&&&&&&

وتسعدنا الشاعرة سناء هايل بقصيدتها الجديدة

هجاء القمر

سناء هايل الصباغ

أيهذا القمر
تمهل…
كفاك تلعب بأقدارنا
كفاك لهوا"
تعقل…
إن كبرت أحزاننا
تكبر…
وإن قلت أفراحنا
تصغر…
ماهمنا
إن كنت بدرا"
فأمسيت هلالا"
أو حينما تضمر..
تمر الثواني
وتعدو الأيام
وتدور الأشهر
فلا ساهر…
ولا عاشق…
ولا أحد بتحولاتك
يحفل…
شبهوا الوجه الجميل
بنورك
وماعلموا….
حينما يحبو النور
على عتبات الصباح
سترحل…!!
*سناء هايل الصباغ*

 ****************************

 

    ويقدم أحمد جنيدو قصيدته     وطن البراءة

                       (شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو)

(1) وجه ُالبراءة ِ وجهُها،
ونقاوة ُالألوان ِ تعطيكَ اليقينْ.
سحرُ الشروق ِجبينـُها،
والنورُ في عسل ِالعيون ِتأصّـلٌ لــبٌّ سكينْ.
وهي المحاذيرُ التي تركتْ مشاهدَها
على الجسد ِالقرينْ.
وهي البساطة ُ
كالحمامة ِ إنْ تبيضَ على العرينْ.
عمرُ الطفولة ِعيشُها،
فحوُ النداوة ِفي حياء ِالوجه ِ،
يطفو فوق بارقة ِالجبينْ.
في الهمس ِ تختصرُ الغناءَ،
وفي الطلوع ِ تذيبُ ذاكرة َالسنينْ.
في الحسِّ تكتملُ الحكاية ِ،
حسُّها بالآخرِ المسلوب ِ يغني البائسينْ.
في صوتِها نايُ النوى يزكي فصولَ الحبِّ،
أغنية ً تداعبُ يائسينْ.
وهي التكاملُ في الحضورِ،
وفي الغياب ِ وفي التأكـّد ِ والظنونْ.
رعشُ المحبّة ِ من يديها،
والغطاءُ لبردِك َ الشعريِّ
يرويه ُ نضوجٌ من ينابيع َ الحنينْ.
هي لحظة ُ الأحلام ِ والإيحاءِ،
مبدعة ُالجنونْ.

(2) وفسيحة ٌ كالنورِ أوسع ُمن ضحى،
وعميقة ٌ كاللؤلؤ المدفون ِفي الأعماق ِ،
أبعدُ من مداركِنا،
وأجمل ُمن خيالْ.
وقريبة ٌ للروح ِ،
أقربُ بالبعيد ِ من الوصالْ.
هي نغمة ُالأوتار ِفي قيثارة ٍ شردتْ،
تعانق ُعندليبَ الغصن ِ،
يعزف ُفي الفضاء ِشجونـَه ُ دونَ اعتقالْ.
هي رقصة ُ الحجل ِالبديعة ُ،والسنونو،
والحكاياتُ المعفـّرة ُالسوالف ِ والخصالْ.
هي أمُّنا الأولى،
ونطقُ البوح ِ والماءُ الزلالْ.
هي ضحكة ُالأطفال ِ،
في عيد ِالربيع ِ هي الجمالْ.
أحبيبتي؟!
يا صوتـَنا المبتورَ من كتب ِ السؤالْ.
وجعُ المواويلَ المقيم ُعلى صدور ِالعاشقينَ،
وليلة ُالتكوين ِ،
نشوتـُه ُ النبيذ ُ كمنْ معتـّقة َالثمالة ِ،
سكرة ُالغرقان ِ في بحر ِالزوالْ.
أصغيرتي؟!
مازلتُ أركضَ في حوافي الحلم ِ،
أتعبني الوصولُ،
وأرّقَ الإحساسَ تسليمُ المحالْ.
حاولتُ صلبَ السرِّ في عقل ِالخمول ِ،
فسالَ من أرق ِالسطور ِ دمٌ ،
وذابَ الصوتُ في صخب ِالجدالْ.

(3) من أنت ِ يا وجه َالبراءة ِ؟!
يا ترابَ الجسم ِ،والعمقَ المثيرْ.
يا رعشة َالمذهول ِ بالأمل ِالكبيرْ.
أمّي تمشّط ُشعرَها في مدفن ِالفقراء ِ،
والرئة ُانشقاقٌ للدخان ِ وللرماد ِ وللسعيرْ.
يا حلمُنا المغلوبُ فوقَ المستحيل ِ،
وتحتَ أنقاضِ الكسيرْ.
آمنت ُفيكَ،
تصالحَ الشيطانُ من نفسي،
تزوّج َشهريارُ خصوبتي،
والزرع ُ أنجب َخافقي،
أصبحتُ في زخِّ الهوامش ِ كالأسيرْ.
في ظلـّه ِ الوثنيِّ نامتْ رغبتي،
بالعيش ِأكوام ُ الأخيرْ.
يا أمُّنا الأولى،
وآخرُنا المصابُ بنزلة ِالتكتيم ِ،
كلُّ شواهد ِ التاريخ ِ واقفة ٌ،
وصوتُ الأرض ِ
و التاريخ ُصارَ المستجيرْ.
وجه ُالمآسي وجهُها،
والحلمُ يجهل ُما المصيرْ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ