قدمت وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية الثقافة في حلب وضمن عروض مسرح الهواة الدائم مسرحية “كيف تصعد دون أن تقع؟” لفرقة صدى الشهباء المسرحية وذلك بتاريخ 11/2/2012 على مسرح مديرية الثقافة في حلب.


مسرحية كيف تصعد دون أن تقع

 

قدمت وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية الثقافة في حلب وضمن عروض مسرح الهواة الدائم مسرحية "كيف صعد دون أن تقع؟" لفرقة صدى الشهباء المسرحية وذلك بتاريخ 11/2/2012 على مسرح مديرية الثقافة في حلب.

للحديث عن العرض التقى عالم نوح بالمخرج الشاب "محمد ملقي" الذي حدثنا عن فكرة العمل قائلاً:

إن نص "كيف تصعد دون أن تقع" للأديب وليد إخلاصي يحمل في طياته إيحاءات سياسية رمزية ويحمل خيطاً مشتركاً طوال العمل ألا وهو السلم الموجود في منتصف المسرح، هذا السلم هو إيحاء للمناصب والكراسي السياسية وكل درجة منه هو كرسي سياسي مفترض، وفي العمل نجد محورين أساسيين هما "منتصر ومؤيّد " الذين يمثلان خط الشر طوال العمل أما بالنسبة لرعد وأمل فهما الخط الخيّر في العمل، ومن خلال هذه الشخصيات يقوم الصراع في المسرحية بينها لنصل في النهاية إلى غلبة الشر على الخير وينتهي العمل بمقتل "رعد وأمل".

وبالنسبة للإعداد الجديد للنص، قال المخرج:

إن النص الأساسي مدّته حوالي الأربع ساعات تقريباً ومن هذا الكم الهائل حاولنا أن نستشف الخلاصة منها ونختصرها إلى ساعة وربع تقريباً، وبدلاً من عرض المشاهد تمثيلاً اختصرنا الكثير من الكلام على لسان الشخصيات بتقديم بعض الرقصات التي توحي بهذا الحوار من خلال مشاهد قصيرة تحمل نفس المضمون.

وحول عرض اليوم أضاف:

اليوم يمكنني القول أننا بلغنا الحد الوسط في العمل لا أكثر ولا أقل، وصراحة لست راضياً كثيراً عن العمل ككل اليوم ولكن بالمجمل لا يوجد شيء كامل تماماً ولا بدّ من وجود نواقص في أماكن معيّنة وهذا ما سنحاول أن نتفاداه في أعمالنا القادمة.

وأنا أعترف أن هنالك أخطاء حدثت سواء في الديكور أو الإضاءة وهذا أنا أتحمل قسماً من المسؤولية فيه بالإضافة إلى أن الممثلين أيضاً يحمل قسماً في ذلك وهذا ليس تبريراً أبداً، من حق أي شخص أي يبدي رأيه وملاحظاته في ذلك ولكن في الوقت نفسه فاليوم بالذات أعتقد أنه لم تكن هنالك حالة مناسبة من قبلنا جميعاً لنؤدّي بالشكل الصحيح والذي يتوقعه الحضور.

وحول الأخطاء النحوية الظاهرة لدى غالب الممثلين أجاب المخرج:

صراحة لم يكن لدينا مدقق لغويّ ونحن لم نملك الإمكانات الكافية لتدقيق النص لغوياً، طبعاً نحن نتحمل هذه الأخطاء وكان يجب أن نعمل على اللغة أكثر من ذلك.

أما عن صعوبة إظهار الممثلين على الخشبة كونها التجربة الأولى لهم، أضاف "ملقي":

صحيح فقد كانت هنالك بعض الصعوبات في ذلك ولكن الذي ساعدنا كثيراً هو حب هؤلاء الهواة للمسرح وتعلقهم به مما فسح المجال أمامنا لقطع أشواط كثيرة، وكوني أظهر للمرة الأولى في الإخراج فقد أردت أن أظهر مع وجوه جديدة تماماً لنحاول معاً تقديم شيء نؤمن به.

وحول ميوله بين التمثيل والإخراج تابع المخرج قائلاً:

إن الإخراج برأيي هي حالة إبداعية ورؤية يراها الشخص ويريد تنفيذها على أرض الواقع، وأعتقد حتى لو ظهرت في أعمال أخرى كمخرج فإني لن أنسى أنني ممثل بالدرجة الأول وبالتأكيد لن أستغني عن التمثيل في جميع الأحوال.

أما عن جديده فقال:

سنعمل عن نص جديد في الفترة القادمة وهو نص للفنان دريد لحام، إذ تم تقديمه في فترة سابقة ولكننا سنحاول تقديمه بطريقة ورؤية جديدة ونتمنى أن نتفادى فيه الأخطاء التي وقعنا فيها في هذا العمل وأن ينال رضى الجمهور.

كما التقينا بالممثل الشاب "أحمد عزيزة" الذي تحدث عن دوره قائلاً:

كنت أجسّد شخصية الطالب الجامعي "رعد" والذي يمثل الطرف الخيّر في العمل، وهو صاحب قلب طيّب وعنيد جداً في النواحي التي ترتقي للخير، وهو يمثّل التحدي الثاني لشخصية "منتصر" ومع الأسف فإن أحداً لا يعرف "منتصر" على حقيقته باستثناء "رعد" فأراد أن يكشف حقيقته أمام الطلاب ولكن مع الأسف تسير الأمور بشكل آخر.

وحول تواجده الأول على خشبة المسرح قال:

صراحةً أنا سعيد جداً بهذه التجربة إذا كان حلمي أن أظهر على خشبة المسرح منذ حوالي العشر سنوات لذلك فمن المؤكد أني سعيد بخوض هذه التجربة ولا سيّما أنني أقدّم عملاً يعبّر عن الأوضاع الراهنة التي نمّر بها بشكل من الأشكال.

أيضاً التقى عالم نوح بالفنان الشاب "نور بودي" الذي تحدث عن الأدوار التي قدّمها قائلاً:

جسّدت شخصية "الشيخ" وشخصية "الضمير" بالإضافة للعقل الباطن والجزء المشوّه لشخصيّة "مؤيّد" والشخص الذي يريد الصعود أيضاً وهو أيضاً الجانب السلبي من "مؤيد"، وصراحة كانت تجربة جيدة على الرغم من أن غالب الممثلين يخافون من الخوض في هكذا تجربة مع وجوه جديدة ولكنها برأيي كانت تجربة جيّد ومفيدة لنا ككل.

التقينا أيضاً بالممثلة "ريم بيطار" التي بدورها تحدثت عن شخصيتها قائلة:

جسّدت شخصية "أمل" زوجة "منتصر" السابقة إذ تقوم بهجر زوجها لأنه عديم المبادئ وانتهازي ومتسلّط ولا يفكّر سوى بنفسه، ومن الممكن أن تكون لها خصوصية معيّنة كون أن جميع الممثلين أصدقائي منذ فترة طويلة أردت الظهور معهم في عمل مشترك ولكن من ناحية أن العمل أضاف لي شيئاً فلا أعتقد ذلك.

وعن التجربة الإخراجية للفنان "محمد ملقي" قالت:

أعتقد أني أراه كممثل أكثر من أن يكون مخرجاً، فهو يمتلك أفكار جميلة جداً وحتى طريقة تفكيره مختلفة عن النمط الذي نعرفه، ومن الممكن أن فكرته في هذا العمل لم تتوضّح كثيراً إلا أنه بالفعل يمتلك أفكار من الممكن أن تظهر بشكل واضح في أعماله القادمة، والسبب في عدم وضح الأفكار في هذا العرض فأعتقد أن السبب يمكن في أن الممثلين يظهرون لأول مرة على خشبة المسرح بالإضافة إلى أننا لم نستلم المسرح إلا قبل العرض بيومين فقط  وأيضاً واجهنا مشاكل في التقنيات والإضاءة والديكور، وبرأيي أن المشكلة الأهم أن الأشخاص من الممكن أنهم لم يكونوا مقتنعين بالطريقة الإخراجية لمحمد ملقي لذلك فقط أضطّر إلى جلب تقديم أشخاص لم يسبق لهم العمل في التمثيل سابقاً وهذه كانت ناحية مهمة جداً في التأثير عن عدم وضوح الرؤية.

أما الفنان الشاب "محمد ماردنلي" فقال عن دوره:

أحببت الدور كثيراً فهو مهم وسهل في الوقت ذاته، فهو يمثّل الشخص الذي سبق "منتصر" والذي كان يتصرف نفس التصرفات ويفكّر بنفس الطريقة فانتهى به المطاف إلى لاشيء نتيجة طمعه وتفكيره المحدود، طبعاً هذه الحالات لا تنكشف سوى في آخر مشهد من العمل على الرغم من دخوله وخروجه في كل مشهد وهو يلتقط الصور.

وأخيراً كان لقاء عالم نوح مع المدير الإداري لفرقة "صدى الشهباء" المسرحية الأستاذ "نورس جسري" الذي تحدّث عن العمل الأول لصدى الشهباء قائلاً:

قدمنا اليوم عرضنا تحت عنوان"كيف تصعد دون أن تقع" للكاتب وليد إخلاصي، طبعاً هذا النص تم العمل عليه منذ أكثر من عشر سنوات وأردنا نحن أن نقدّمه بطريقة جديدة ورؤية شبابية مختلفة.

وحول المشاكل التي واجهتم أضاف "جسري":

الحقيقة أن المشكلة الكبيرة التي واجهتنا كانت في إعداد النص الذي هو عبارة عن أربع ساعات تقريباً إن أردنا العمل عليه كاملاً ولكننا وجدنا أنه من الصعب جداً في الوقت الحالي تقديم عرض مسرحي بهذه المدّة لذلك ارتأينا إلى اختصار بالشكل الذي رأيناه اليوم، بالإضافة إلى أن الكلمات التي أستخدمها الأستاذ وليد إخلاصي كانت بحاجة على جهد كبير لإعادة إعدادها مرة أخرى، بالإضافة إلى أن الغالب من الممثلين كان هذا الظهور الأول لهم على خشبة المسرح لذلك حاولنا تهيأتهم في مجال الثقافة المسرحية قبل الدخول في بروفات الطاولة أو العمل على النص الذي بين أيدينا.

وعن فرقة "صدى الشهباء" وتأسيسها أضاف الأستاذ "نورس الجسري":

كان تأسيسها في أواخر العام الفائت بالتنسيق بيني وبين الأستاذ محمد ملقي ومحمد جليلاتي، إذ كنا نحمل فكراً مشابه خاصاً الأنماط المسرحية، فوجدنا أنّ الداخلين في التمثيل يفضلون أحد النمطين وهما إما أن يعمل في المسرح التجاري والشعبي وإما يفضّل النمط الأكاديمي ونمط المسرح القومي، لذلك وجدنا أن نأخذ ميزات كل واحد منهما وندمجهما معاً لنخلق نمط جديد يكون فيه المسرح الجاد مع المسرح الشعبي، وهذا خطنا في فرقة "صدى الشهباء" في أن نكون ما بين الاثنين بحيث يجد هاوي المسرح القومي ما يرغب في عروضها والأمر ذاته لمحب المسرح الشعبي.

أما عن العمل القادم لفرقة "صدى الشهباء" فقال:

العمل القادم مأخوذ عن مسرحية للأستاذ "عمر حجو" وهو تحت اسم "براويظ" من إخراج محمد جليلاتي إذ قمنا أيضاً بإعداده إعداداً جديداً وسيكون عرضه في منتصف الشهر الثالث تقريباً في مهرجان الكوميديا في اللاذقية ومن ثمّ سيتم عرضه في حلب وننتقل إلى بقية المحافظات وهذا متوقف على الأوضاع الراهن في سورية.

وأخيراً أتوجه بالشكر الجزيل لموقع عالم النوح وللأستاذ أغيد شيخو المشرف الإعلامي لفرقة لصدى الشهباء المسرحية.

أغيد شيخو_ عالم نوح