كيف تصعد وتقع
- فبراير 20, 2012
- 0
إن التجربة الأولى للممثل محمد ملقي في الإخراج لا بدّ لنا من الوقوف عليها قليلاً لتسليط الضوء على أبرز النقاط التي لابدّ لأي مخرج من تفاديها وخاصة في مراحله الأولى
كيف تصعد وتقع
عرضت مديرية الثقافة في حلب بتاريخ 11/2/2012 مسرحية "كيف تصعد دون أن تقع"، والعمل للأديب وليد إخلاصي ومن إخراج محمد ملقي. إن التجربة الأولى للممثل محمد ملقي في الإخراج لا بدّ لنا من الوقوف عليها قليلاً لتسليط الضوء على أبرز النقاط التي لابدّ لأي مخرج من تفاديها وخاصة في مراحله الأولى، فمن ناحية هي تجربة جيّدة اتسمت بالبساطة في الرؤية والديكور والإضاءة ومن ناحية أخرى فإن هذه العناصر جمعاء لم تكن ذات مستوى تقني ولو قريب من الجيد، فقد لاحظنا عدم قدرة الممثل على التعامل مع الديكور بل كان جلّ تفكيره على الأداء الصوتي والحرفي للشخصية وهذا ما أوقعة في شبكة التخبط الحركي وبالتالي عدم القدرة على التماشي مع الديكور الذي كان في كثير من الأحيان غير مبرر الوجود وأحياناً كثيرة كان مكانه غير مناسب
فأحياناً تم وضع الكرسي في مقدمة المسرح وفي الوقت ذاته كانت هنالك أحداث تسير خلف هذا الكرسي مباشرة مما شكّل حاجزاً بين الجمهور والفعل المسرحي، وفي أحيان كثيرة كنا نجد الممثل وقد تخبّط في حواره مع الشخصيات الأخرى وكأنه يتقيّد بحرفية النص ومع حرفية الحركة مما أخرجه عن حالة الشخصية التي يؤديها فأصبحت بعيدة عن المصداقية والحالة الشعورية، فكان هذا التقييد الحرفي بكل الحراك المسرحي إحدى المشوهات لنص وليد إخلاصي، وإذا أردنا الحديث عن الإضاءة وطريقة استخدامها فقد كانت هنالك حالات كثيرة لا تستدعي الإضاءة بالطريقة التي قدموها فيها حتى أن توضّع الإضاءة في الكواليس كانت مشكلة بحد ذاتها فأمكن ذلك الجمهور من رؤية الكواليس والممثلين أثناء تبادلهم على المسرح مما يفقد المتلقي الإحساس بصدق الممثل في أداء الشخصية، حتى أن ذلك كان يوقع الممثلين في أزمة أثناء تبديل الديكور بين المشاهد إذ يكون فيها المسرح شبه مكشوف بالنسبة للحضور مما يبيّن تماماً الشخصيات وهي تقوم بتبديل الديكور وحتّى تنسيق ملابسهم
هذا بالإضافة إلى الأخطاء النحوية الكثيرة لدى الممثلين والتي أوقعت آذان المستمع في كثير من المطبات اللفظية القاسية على السمع على الرغم من أن المسرحية قد أخذت أكثر من شهرين في البروفات والتحضير لها، أفليست هذه المدّة كافية ليظهر الممثلون بلهجة شبه سليمة..!؟ حتى وإن كان ظهورهم هو للمرة الأولى على الخشبة فإنّ ذلك لا يسيغ لهم الوقوع في هذه الأخطاء وخاصة أن النص لكاتب وأديب معروف كالأديب وليد إخلاصي.
أيضاً فإنّ الرقصات التي أعتبرها المخرج "رقصات تعبيرية" لا يمكن في البداية أن تسمى رقصات ولا حتى أن تسمّى تعبيراً لأن الممثلون كانت حركاتهم عشوائية وغير منظّمة بتاتاً باستثناء بعض الحركات البسيطة جداً والمتوقعة من قبل الحضور، وهي من المفترض أن تعبّر خلال فترة لا تتجاوز الثلاث دقائق عن عشر صفحات من النص الأساسي على حد قول المخرج وهذا ما لم نجده بتاتاً بسبب عشوائية الحركة وعدم التنسيق.
بقي أن نقول، على الرغم من أنها التجربة الأولى للمخرج الشاب محمد ملقي إلاّ أنها تجربة تضاف إلى رصيده ويستحق عليها الشكر كونه استطاع اختزال عمل ضخم مثل "كيف تصعد دون أن تقع" في مدّة قصيرة لا تتجاوز الساعة والنصف ساعة، وأيضاً فإن وقوفه إلى جانب الممثلين الذي يظهرون على خشبة المسرح لأول مرّة تعتبر مجازفة بحقّه ولكنه استطاع أن يوّظف كل ممثل في مكانه المناسب ويعطيه المفاتيح الأساسية للشخصية ولكن يبدو أن الأمر انعكس ليبدو تلقيناً ومخاطبة أكثر من أن يكون تعبيراً عن حالة ما.
أغيد شيخو_ عالم نوح