لأول مرة الشاعر وضاح قره بللي
- سبتمبر 29, 2010
- 0
لأول مرة معناالشاعر وضاح قره بللي وقصيدتين: “جورج حنين” و “عامل الدهان”. في أعماق الغرف القاتمة
أوراق مبعثرة … قلم ٌ مصاب بنزف الدم
ضيقُ في الخطوات … ممرات للأصابع لا للأقدام
اكتئاب لا يزول (بالأسيتون)
وحشةُ لا تزول بالحرق
يكتب عن شيءٍ ما … عن فزع ما
الشاعر وضاح قره بللي
مهداة إلى الشاعر الكبير (جورج حنين)
1914 -1973
ألقيت هذه القصيدة
بالقصر الثقافي في حلب
إنه لا يمضي أبداً
وجهه كرائحة الرغيف
يشرب مثلنا من الصنبور مباشرة
يأكل مثلنا من الجوع مباشرة
يكتب مثلنا يمشي مثلنا …. لكنه لا يمضي أبداً
في أعماق الغرف القاتمة
أوراق مبعثرة … قلم ٌ مصاب بنزف الدم
ضيقُ في الخطوات … ممرات للأصابع لا للأقدام
اكتئاب لا يزول (بالأسيتون)
وحشةُ لا تزول بالحرق
يكتب عن شيءٍ ما … عن فزع ما
في غرف العزف المنفرد على الجليد
سمكُ عالق بزنزانة الصفر المئوي
عيونٌ بارزة ٌ كأحجار الخواتمِ
غلاصم تفتح مصراعيًها تستجدي الهواء
إنسانُ بلا مؤازرة يرفع السماء
الغرفة بجدار واحد ودفتر واحد
يفتش في مقياس الكلمات عن سنتيمتر واحد
يبرر ذاته؟!
يبرر تمسكه بنهار يمضي بالخارج يزاوله الناس
ولا يأتي إليه؟!
في السفن المغرقة في القدم
أخشابُ متورقة تدهن بالملح تمضي باتجاه أزرقها
عصية عن الغرق … تنام في رحالها
تحمل أيام الموج دون تذمر
كان يطفو هناك …وهنا يكتب
يصدف أن يمزج سنتين بجلسة واحدة
وأحقاباً في كهف دفتر
يصدف أن يشرب نهراً ولا يرتوي
ويبتلع الشمس ولا يحترق
يصدف أن لا يصادق أحداً … ولا يمل
ويجلس بمقهى ألف عام … ولا يغلق
إنه لا يمضي أبداً … وجهه كرائحة الرغيف
يكتب مثلنا … ينام مثلنا …لكنه..لا يمضي أبداً
وضاح قره بللي
عامل الدهان
المساء من جديد
رجالُ تلاشوا من أعينهم
بائع المذياع أوقف المحدثين
يعلن خبر الموتى بمواقف الأجرة
عاملُ الدهان على درجات السلالم
يفتح المسرح بفرشاة قرمزية
بخمس أصابعه يوقف الهواء
متوازياً مع سقوط سمكة منفرجة
عن ضفة الشارع
أربع ممرات للمشاة عند الطرف المحازي لابتسامته
وخرقة ألوانه المؤسفة
تقاطع شبه انتحاري بين لونين متعامدين
رمادي لامرأة جافة وأعمى يقطع النقرة
الصيدلية توزع بطاقات الربو
على البشر ذوي الحناجر الديمقراطية
يتكاثرون بالعرقلة؟!
لعله المدخن البعيد يحتفظ بشاطئين للكربون
معتزاً بكحته الكلاسيكية
وامرأة مذعورة على زهر القرنفل
تبدو كحمير الوحش بين خطوط معابر المشاة
تختفي خلف عدسات مبتكرة
أمرتُ لشريط ذهبي يفتح عن تمثال سوريا لي
يعكس شبح المدخن البعيد
يتذكر أنه مهمل من رُصف الرصيف
من وعي تلك الحمامة الرمادية بياقة بيضاء
تلم حبات السمسم من الكعك المملح
وتلتقط الخوف من أصابع القطط (الفوتوغرافيه)
يحي المارة المنزوعين من الطبيعة
يتذكر أنه مهمل على باب سينما أوبرا
تفتح بابيَها الخضراوين على فيلم الحريق
يمةت فيه البطل من الغرق
إنه موت مسرف بفرشاتين
على السادسة مساءً يغلق السلم
في السادسة صباحاً يفتح السلم
ثلاثون عاماً يفتح نفسه صاعداً في خطوتين
يغلق نفسه هابطاً في خطوتين
وضاح قره بللي