أعزاءنا، ومرة أخرى معنا الشاعر المغربي عيسى حموتي أوري، يقدم لنا قصيدة لحن الرموش..: أو تدري يا فؤادي
أن للرمش ارتدادا ساحرا
زلزل الأضلاع في صمت

 

لحن الرموش

عيسى حموتي أوري*

كيف يقضي قلبُ هاو ليله
بعد رمي ، قد أصاب نبضَه.
رمش طرف ساهم ،
شطرين شق روحه
راح شطرٌ ضاربا في الأرض يسعى
هائما فوق جراح وشمت خده
ونزيف يغرق الثاني فراح
سابحا في حشرجات، من قضى نحبَه
بيد من رحمة يحلم
من عباب الموج يرجو عتقَه .

رمش عين ساحرٌ ،
طعن القلب فما أردى ولكن
أوقع الروح بلمح فمضى
يستهدف من قلبه الشغاف
وغزا حان الفؤاد
في الهوى، نادم جفنُ العين العفافَ

أطرق الطرف يداري الخجل
مااستشار
حمرة الورد على سرعة بوح الخد
فروى ورد الخدود
في براءة الوليد ،
وشوشات من النيران عن نبض للقلب
حوله التفت حبال الشرك .

وترى الورد انحنى ، في غير وعي
صُعق..لكن بنور القمر
وعلى عطف الفقار يتدلى
وكأن الرمش في ردة طرف
شفط الخضرة من شريانها وارتد
لا ذبولا ، بل أكيد
اقتران الانشراح والفرح
أدغما في الخجل

رمش عين
أم سهام
أم رماح
أم سيوف في عناق .
من شرارات القراع
لون أقواس السماء ،
تستمد
طيف شُعِّ البهاء

رمش عين
أم مروق
نبل قوس طائشٌ،انطلق
من عقال اللحظ مجنونا من المشفى مرق
ناره شبت بقلب
ذي شغاف احترق

رمش عين
أم مضاء ُسوط ِ برقٍ
أعمل المشرط في، تمزيق جوف السماء.
غضبا، زمجر رعد فدوى
وأديم في عبوس اكفهر
رق من حال الفؤاد، فغدا يذرف دمعا
يرسل الزخ عسى تنبت حبا
ويشق الحرف من النور بألوان زهت
فبدت قوس فرح شع في عمق الهوى.

أو تدري يا فؤادي
أن للرمش حديثا ،بينا
ليس إبداعا ولكن
نقل وشواش معاناة الفؤاد؟

أو تدري يا فؤادي
أن للرمش لسانا ذربا
ليس نطقا بل حراكا
رقصَ إطباق لجفن واحد
لغة، أبلغ من كل بيان ؟

أو تدري يا فؤادي
أن للرمش ارتدادا ساحرا
زلزل الأضلاع في صمت
رجها نبض جموح فإذا
بحنايا الصدر باتت حطاما
فعلُ رمش في أناة برفيف
بعثر الأوراق هز الكيان؟

أو تدري يا حبيبي
أن ضغط الدم بين عروقي قد هذى
عندما دغدغ رفُّ الجفونٍ نبض قلبي
أو تدري ياحبيبي
أن دمع العين همى
زئبق الرجع علا
والصدى بين زوايا القلب دوى
معلنا طارئ حال،
غمر الصدر لهيب ،
ناره حر الهوى

الشاعر عيسى حموتي أوري

عيسى حموتي أوري ـ1955 ـ وجدةـ المغرب ـ إجازة في الأدب العربي 1984 اشتغل بالتدريس
الإصدارات:
الشعر: تضاريس القلق ـمطبعة جسورـ وجدة
أوريات أو مجنون بنت "الريف" شمس ـ القاهرة
الرواية: الهجرة المعكوسة أو عودة الروح ـ شمسـ القاهرة
م.قصصية: أولاد القايد ـ شمس ـ القاهرة