
لقاء مع الأستاذ عبد الهادي حمامي مدير ثانوية المأمون 1959
- مايو 2, 2010
- 0
الأستاذ عبد الهادي حمامي في بعض ذكريات رحلته مع التعليم وإدارة ثانوية المأمون، ويذكر الشهيد أحمد قدسي، و من طلابه محمد ناجي عطري وعصام الزعيم رحمه الله و …(مع حفظ الألقاب)
الأستاذ عبد الهادي حمامي
في مكتبة منزله المليئة بالكتب والذكريات الجميلة، استقبلنا الأستاذ عبد الهادي حمامي بكل مودة و ترحيب في هذا اليوم الربيعي من أيام حلب الجميلة.
نوح حمامي ـ عالم نوح
5-2011
ولا بد في البداية أن نبدأ من البداية حيث تنساب الذكريات :
أنا قضيت المرحلة الابتدائية في مدرسة الاستقلال الابتدائية وكان من مدرائي المرحوم تقي مدرس ثم كان المدير الآخر والذي ترك أثر في نفسي المرحوم عبد الرزاق ميري وكان من أجود المدراء تربويا وخلقيا.
انتقلت من الابتدائي إلى المرحلة الإعدادية في تجهيز الأولى الآن اسمها المأمون وقضيت فيها الاعدادي وتابعت إلى مرحلة ثانوية، المرحلة الثانوية اجتزتها بثلاث سنوات، 10-11-12 يعني أخذنا البكلوريا الأولى في الحادي عشر وبكلوريا 2 في الثاني عشر.
خلال المراحل الثلاثة كنا نتعلم اللغة الفرنسية لكن بدءاً من 42-43 أضيفت اللغة الانكليزية، صار الاقبال على اللغة الانكليزية كبير مع اهمال واضح للغة الفرنسية لدى الحركة الوطنية الاستقلالية لسوريا، يعني بدءاً من الـ 44، أنا كنت من الطلاب الأقواء بالفرنسي ولكن رغم الاستعمار الفرنسي درسنا وقدمنا البكلوريا بالإنكليزي، لم نلحق الأساتذة الفرنسيين وكان كل الأساتذة سوريين، كان فيه فقط استاذ واحد هو (كولمييه) كان يدرسس فرنسي لقسم الأدبي فقط، نحن قسم العلمي كان عندنا استاذ لغة فرنسي قدير، في سنة45 أخذت البكلوريا الثانية وعملت بالمرحلة الابتدائية لمدة سنة كمعلم ابتدائي، حاولت أن أدرس بفرنسا كمهندس لكن تعلقي بوالدتي منعني لذلك فضلت أدرس في سوريا فانتسبت للمعهد العالي لمعلمين، كلية العلوم وتخرجت سنة 1950-1951. عينت في حماه لمدة سنتين، ثم انتقلت إلى دمشق، درَست في دمشق لمدة بسيطة وتزوجت فيها من زميلة لي مدرسة رياضيات علماً أنني مختص بالفيزيا والكيميا، وكلانا خريجين من المعهد العالي، في دمشق حصلت على شهادة العلوم من كلية العلوم وشهادة علم نفس وتربية من المعهد العالي، ثم عدت إلى حلب وقضيت كل فترتي فيها.. قضيتها في التعليم والإدارة والتفتيش، فكنت مديراً لثانوية المأمون سنة 1959 قضيت فيها سنتين وعدة أشهر .. وكانت فترة مهمة لأنني كنت أحب الوحدة وعبد الناصر، وكانت هذه الفترة إبّان الوحدة.. وبعد حدوث الانفصال بين سوريا ومصر .. انتقلت لإنشاء مدرسة فلسطين وإدارتها وكان ذلك في بداية ظهور حزب البعث وتوليه القيادة.. كما أنشأت تحت تكليف الجهات المعنية مدرسة عبد المنعم رياض … ثم مدير مدارس الكلية الأميركية سنة 1967 وقضيت فيها ما يقارب السنتين، ثم عملت مديراً في مدرسة خاصة وهي كيليكيا، من بعدها انتقلت إلى التفتيش وهو اختصاصي… قضيت فيه حوالي 10 سنوات… ثم أُحلت إلى التقاعد… وعملي ودراستي شخصياً في المنزل وهكذا انتهت حياتي التعليمية ….
أما بخصوص ثانوية المأمون، فقد كنت مدرساً فيها، ثم كلفت بإدارتها، وقبلها كنت تلميذا فيها… رجعت إليها كمدرس وكلي حنان وذكريات… وكان الطبل هو آلة التنبيه التي بحوزة الآذن ليعلن بداية وانتهاء الدرس… وأذكر أن التلاميذ والأساتذة كانوا على درجة عالية من الالتزام وكانت الحياة تتميز بالجدية والإنتاج من قبل كل المدرسين. عندما أصبحت فيها مدرساً ..أذكر هذا المكان الذي درست فيه، هذا المكان ….. عندما استلمت الإدارة تعاون معي المدرسين وكان منهم أساتذتي … وكنا نشعر جميعاً بالمسؤولية وواجب الإنتاج … خدمت المدرسة بشكل جديد عن ما سبق … عندي اندفاع نحو البناء والعمل والإنتاج … وأشعر بنفس السعادة والواجبات بالتربية.. سواء أكنت معلماً ابتدائياً أو إعدادي أو ثانوي أو مديراً ومفتشاً لذلك عندما كنت بالإدارة أشعر وكأني كنت تلميذاً بالمدرسة من حيث الالتزام بالواجبات، حريصا…
عندما كنت أدرس في المأمون، كنا نقوم بمظاهرات ضد الفرنسيين والانتداب الفرنسي، وكان مقر (ليتا ماجور) المقر العام الفرنسي أمام الثانوية.. وكنا نهتف (فيف لا سيري أبا لا فرانس) "تحيا سوريا تسقط فرنسا" وكانوا لا يتجرؤوا على الرد… وعندما أكره الفرنسيين على الخروج قامت مظاهرة قوية دعماً للجلاء فرد الفرنسيون بالنار… وسقط شهيدين من طلاب المأمون … هما أحمد قدسي و عبد الرحمن زيدو.
أما أحمد قدسي فهو كان (ابن حارتي) …
وفي سرد القصة يقول الأستاذ عبد الهادي (أحمد قدسي يناديني لكي نلحق المظاهرة… فقلت له اسبقني …روح … وسألحق بك… وعند وصولي رأيته مضرجا بدمه … مكللا بشهادته...يتبع..
وكنا في مختلف المناسبات القومية والوطنية نقوم بمظاهرات اعتراض أو مسيرات مؤيدة بحسب المناسبة..
في البدء كانت تخرج المظاهرة اعتباطية وفوضوية وأثناء الدوام المدرسي … وعندما استلمت إدارة المأمون حولت توقيت المظاهرات إلى ما بعد الدوم، بحيث لا يحدث أي تعطيل على الدروس… ننظم أنفسنا وننطلق بشعارات محددة نحو فندق بارون… وهناك نلقي الكلمات، كانت المسيرة تمشي بصف ثمانية .. ثمانية منتظمة، وعندما كنا نخرج كنا نوقف حركة الشوارع …
أذكر أنه عندما كنت طالباً وابتدأ خروج الفرنسيين أصبحت ساحة المأمون ساحة للتجمع والتسقيط، رد الفرنسيون بالدخول إلى المدرسة واحتلالها.. وكان مديرها المرحوم هاشم الفصيح.. رجل.. حاول منع الفرنسيين من الدخول بشتى الطرق .. ولكن الضابط لم يحتمل شجاعة المدير هاشم الفصيح فاهتاج وقام بصفعه … فثار الطلاب وقام الجنود بالهجوم عليهم.. بشكل فظيع .. فاحتمى الطلاب بالصفوف.. وداهم الجنود الصفوف وأخذوا يضربون ويعتقلون كل من شكوا بالمشاركة بضربهم بالحجارة … ولولا لطف الله بي.. لكنت معهم… ولكن مكاني في المقعد الأخير وعدم رأيتهم الواضحة لي لما نجوت من الموقف والذي كانت حالتي تدل بوضوح على مشاركتي برشق الحجارة … أما من اعتقلوهم فقد زجوا بهم في "خان اسطنبول". هذا المقر كان سجناً داخلياً للفرنسيين… بالسويقة.
بالعهد الوطني كنا نقوم بمظاهرات تأييدية للقضايا القومية والمناسبات الوطنية، خاصة بالنسبة لتحرير الجزائر و نحيي الوحدة مع مصر، أنا كنت أحب جمال عبد الناصر وأحب فكره النظيف كونه أحب وآمن بالعرب والعروبة والمسلمين.
وما أود ذكره أن الإنفصاليين حاولوا ضمي إلى صفوفهم ومنحي ما يرتؤونه من منصب إلا أنني رفضت رفضاً قاطعا، فأنا ما زلت حتى الآن مع الوحدة، وأحب جمال عبد الناصر ولكنني لست ملتزماً.
أذكر من الأساتذة الدكتور إبراهيم سلقيني، كان زميلي، وهو أستاذ ديانة ثم استلم كلية التربية الدينية بدمشق ثم إلى حلب ثم إلى الإفتاء.
من طلابي المحبين لي:
ناجي عطري، ومن مدة ذكرني في إحدى المقابلات التلفزيونية. كان من الطلاب الجديين والجيدين والمهذبين، وعندما كان رئيساً لمجلس مدينة حلب، كان يظهر لي الود والاحترام. ولم التق به بعد أن أصبح في مجلس الشعب ومن ثم رئيس مجلس الوزراء. (ألتقطت هذه الصورة للمهندس محمد ناجي عطري – رئيس وزراء سوريا في 17 نيسان 2010 أثناء الاحتفال بعيد الجلاء)
من طلابي هاشم بطش (القاضي)، والذي يكن لي الكثير من الود، وأشهد أنه من أنزه الناس. القاضي هاشم بطش
عصام الزعيم، من الطلاب الأذكياء، درسته في المأمون الـ 11 والبكلوريا… كان رحمه الله بسعر أبني طارق.. (يتبع)
مروان يكن، من المهندسين المرموقين.
ممتاز سلطان، قاضي جنايات.
الدكتور عبد الوهاب خياطة، دكتور في الاقتصاد ونائب حاكم مصرف سوريا المركزي سابقاً ثم موظفاً مرموقاً في وزارة التخطيط.
المرحوم المهندس عدنان إخلاصي كان من أبرز المهندسين …. زوجته ميسون مسلاتي … هم الاثنين من أوفى الناس.. هي إنسانة رائعة.
أنا أفتخر بأولادي لأنهم أذكياء وناجحين في دراستهم ويحذون خطاي… طارق دكتور جراحة عامة في أبو ظبي، فراس طبيب أسنان في مدريد، سامية رنا طبيبة نسائية، شادن عروبة دكتورة أطفال، رهف طبيبة نسائية ـ بورد في التشريح المرضي، تمّام دكتور مهندس يعمل في فرنسا.