لقاء مع الإذاعي جورج شلّمي
- فبراير 27, 2011
- 0
للصحفية ريما ديبو، الإذاعي جورج شلّمي: الأمانة هو العنوان الرئيسي، لأن الأمانة موضوع صعب جدا.. فالأمانة ليست هي أن يكون الإنسان حريصا على أموال الناس فقط،، بل يجب أن يكون حريصا على كل شيء. ففكرة الأمانة جميلة جدا وأحبها كثيرا وأتمنى أن أكون قدّها دائما.
نشكر الصحفية ريما ديبو على هذا اللقاء الجميل مع المذيع جورج شلّمي ونشكر جورج على وقته الذي منحه لنا. نوح
لأنه يعشق خلود الحياة فقد أحب مهنة المذيع وامتهنها.. ويفتخر بأنه تتلمذ على يديّ أستاذه ومثله الأعلى المذيع والإعلامي فاروق درزي الذي يملك 25 سنة خبرة وتقديم في المجال الإعلامي.. ويتوجه لكل من يقول أن الإذاعات الخاصة (سطحية) هدفها فقط الترفيه بأن يذهب إلى وزارة الإعلام ويقرأ القانون الملزمة به الإذاعات الخاصة بأنها إذاعة (تجارية فنية فقط)..ويؤكد أن اللغة العربية هي ليست بحاجة إلى إذاعة خاصة كي تعود للانتشار.. ولا ينفي بأن (عيد الفالنتاين) تفرغ من مضمونه وصار يقاس بمقياس المادة فقط.. ويؤكد بأن قصصه في برنامج (لأنه الحب) أنها لا تشبه أي قصص تقدم أو تطرح في برامج أخرى على باقي الإذاعات.. ويقول أن شعارات الأقوى، والأفضل ، والأعظم.. هذه كلها مفاهيم يحددها المستمع وحده..
إنه جورج شلّمي المذيع ومعد برامج على إذاعة فيرجن fm، يبث له حاليا ثلاثة برامج خلال الأسبوع:
1/برنامج (لأنه الحب) الذي يبث كل يوم أحد الساعة 12 منتصف الليل لغاية2 صباحا..
الذي يتكلم البرنامج عن حالات الحب بإطار اجتماعي راقي، يندرج البرنامج تحت شكل الحوار ضمن قالب تمثيلي درامي مع تواصل من المستمعين على الهواء والإدلاء بآرائهم .
2/ برنامج (وبلا طول سيرة) الذي يبث كل يوم اثنين وأربعاء وجمعة الساعة 12 ظهرا.
3/برنامج (من سبت لسبت) ) الذي يبث كل يوم سبت الساعة 5 لغاية 6 مساءً
وهو برنامج أسبوعي يبدأ بثه كل يوم سبت ويتم فيه جرد لكل الأحداث التي جرت من أول يوم بالأسبوع إلى اليوم المقابل له من الأسبوع الثاني , وفيه يكون الجرد لكل أخبار الفن أو الثقافة أو الاقتصاد .
بداية، حدثنا عن بدايتك وكيف دخلت المجال الإذاعي؟
كانت بدايتي في عام (2005) في إذاعة المدينة fm وكان عن طريق الصدفة، ولجملة من الظروف انتقلت إلى إذاعة سورية الغد وذلك في الشهر السادس من عام 2006 وبقيت فيها حتى عام (2008).. وقد قدمت في سورية الغد: فقرة رياضية مدتها ثلث ساعة، بالإضافة إلى برنامج اسمه (سكر زيادة) كان منوع لساعة من الزمن ويحوي عدة فقرات هي تحصيل أخبار عن الانترنت، بالإضافة إلى فقرة اسمها (على مسؤوليتي) وكانت من كتابتي وهي نقد ساخر تشبه فكرته فكرة البرنامج الذي أقوم بتقديمه حاليأ على إذاعة فيرجن وهو (بلا طول سيرة) .. مع ملاحظة أنني عندما كنت في إذاعة المدينة لم يشكل لي فارق عندما غادرتها لأني لم أكن مسموع فيها على الهواء، ولكن في سوريا الغد الموضوع مختلف لأنني فيها صرت مسموعاً ومتابعاً بحكم أني أكون على الهواء يومياً في الفقرة الرياضية، وكما هومعروف أن الرياضة عندنا متابعة من قبل شريحة كبيرة من المهتمين بها.. فنوعا ما شكلت لنفسي قاعدة عند هؤلاء الناس وصارت الرياضة مرتبطة في إذاعة سورية الغد بجورج شلمي حصراً .. وتركت العمل فيها لجملة من عوامل وظروف.. ثم أنا الآن أعمل في إذاعة فيرجن fm .
وأود القول، أن الشخص الوحيد الذي يعود الفضل الأول والأخير له بدخولي عالم الإذاعة هو فاروق درزي.
ماهي رسالتك وهدفك كمذيع؟
الذي يقرأ الآن كلامي قد يعتقد بأن ما أقوله هو ضربا من الغرور .. ولكن أنا شخص (أريد وأحب أن أظل شخصاً حياً لا يموت) لهذا عملت وأحببت مهنة المذيع، وأكبر مثال على خلود المذيع هو المذيع حكمت وهبي فهو بعد وفاته ما تزال الناس للآن تتحدث عنه وتذكره.
من هو مثلك الأعلى في المجال الإذاعي؟
مثلي الأعلى هو فاروق درزي الأستاذ والإعلامي الكبير الذي يملك 25 سنة خبرة في المجال الإعلامي، فاروق درزي بحاجة إلى شخص من مستواه أو أعلى حتى يتحدث عنه، فهو أستاذ بالمطلق من حيث الصوت والأداء والأفكار ولي كل الفخر بأنه أستاذي، وقد تعلمت منه الذي أنا ما أسعى إلى أن أقدمه وهو جملة من الأمور الايجابية التي أتمنى أن ترضي كل من يستمع للإذاعة أو لما أقدمه.
يلاحظ أن اللغة العربية مغيبة في الإذاعات الخاصة برأيك كيف لنا أن نحييها ونعيدها إلى الإذاعات الخاصة؟
اللغة العربية هي ليست بحاجة إلى إذاعة خاصة كي تعود للانتشار، لأنها أساسا هي ليست ميتة.. ونحن في سوريا تدّرس مناهجنا كلها باللغة العربية ، فلغتنا العربية موجودة وسليمة ومعافاة ..بالإضافة على أن إذاعة دمشق تحمل هذه المهمة على عاتقها فصار موضوعها الأساسي اللغة العربية ليس فقط في برامجها ونشراتها بل وحتى في جمل ربط مذيعيها بين الفقرات: (أسعدتم صباحا، أو أسعدتم مساءا، أترككم برعاية الله وحفظه وأمنه..إلخ) فهي أخذت مشكورة هذه المهمة هي والتلفزيون العربي السوري.
ما هي مقومات نجاح المذيع الإذاعي أمام كل تلك التغيرات السريعة من تلفزيون وأنترنت ومعلوماتية؟
أنا أعتبر أنه من أهم مقومات المذيع الناجح .. أن يمتلك:
التحصيل العلمي – الثقافة- اللغة- سرعة البديهة.. هذا بالإضافة أنه على المذيع أن يلتفت للمواضيع التي تسمى (الخطف) أي المواضيع السريعة جداً التي لا تقبل الانتظار، وأن يلحق بتلك المواضيع التي ممكن أن تثير اهتمام الناس ويحصل عليها ويحصّلها فوراً بأسرع وأقصر وقت ممكن.
ماهي مسؤولية الإعلامي والمذيع عندما يكون على الهواء مباشرة؟
مسؤولية الإعلامي والمذيع على الهواء مسؤولية كبيرة ولا يستهان بها، لأن الهواء هو كالقنبلة الموقوتة، والمذيع يجب أن يكون منتبها للمادة التي بين يديه بالإضافة لسرعة بديهته ويكون منتبها لما يقدمه، حتى لا يصبح به مثل خبير القنابل الذي بيديه قنبلة قد تنفجر بأي لحظة وبدلا من أن يقص الشريط الأزرق لا ينتبه ويقص الشريط الأحمر فتنفجر به القنبلة ..
كيف تأتيك فكرة برامجك التي تقدمها على الإذاعة؟
نحن بيومنا العادي نسمع كثيرا من الحكايا، وأنا أعتبر أن الشام أرشيف كبير للكتابة.. والاختلاط بالناس يعطي الخبرة ويعطي المعرفة ، فالكلمة ابنة الفكرة أي قد نسمع كلمة ما، وهذه الكلمة هي التي تولد بدورها الفكرة .
هل كل الأفكار التي تقدمها الآن على فيرجن fm هي من إعدادك ؟
أكيد.. فأنا لا أستطيع أن أقدم برنامجا قام غيري بكتابة فكرته، لأني لا أستطيع أن أنفذ عملا إلا إذا أحسست به وقمت بإعداده من جهدي، ولا أستطيع أن أقدم برنامجا من كتابة غيري لأني بذلك أكون قد صرت "مقدم برامج فقط"، ولست مذيعا ومعدا.
هل يهمك أن تسمع (جورج المذيع) بعد أن يذاع برنامجه على الإذاعة؟
أكيد.. أستمع لجورج المذيع ، فمثلا الشخص الذي يقوم بعمل مسرحية ما لن يستطيع أن ينفذها في يوم واحد بل في عدة أيام وأسابيع لأنه سوف يضيف شيئا جديدا كل يوم بشكل طبيعي، أي أنا أسمع نفسي بعد إذاعة برنامجي وأكثر من مرة وأنا لا أتحدث إليك بهذه السريالية والمثالية، بل أحدثك بشيء فعلاً أضعه نصب عيني وأسعى إليه، وأحاول أن لا أقع في الخطأ.. ولكن لابد في الأخير من وجود هفوات أحاول أن أتلافاها حتى لا تتكرر في المستقبل.
ماهي عوامل الجذب التي تعتمدها في كل برامجك التي تقدمها؟
دائماً الموضوع الغريب هو موضوع يجذب الجمهور، فمنطقياً عندما يقدم الإنسان على عمل شيء جديد فليجعله هو ذلك القطب الذي يشد انتباه الجمهور إليه، أي أن تكون الفكرة غريبة نوعا ما، وأن تكون فكرة شاملة للجميع، والإنسان الذي يتكلم بموضوع يفهم به ويتقنه بشكل طبيعي يجذب العالم للاستماع والانتباه إليه…. وأنت كصحفية تأخذي موضوع وتكوني مالكة لعناصره فأنت تعملي سبق صحفي مهم لم يسبق بأن قدمه أحد، مع أنه قد يكون موضوعه طبيعي ومتداول أيضا ولكن أنت قد أضأت عليه زاوية معينة ومن هذه الزاوية انتشرت بهذا الموضوع فاستطيع أن أقول أن موضوعك جذب الناس له.
برنامج ( بلا طول سيرة) مثلا ما هي عوامل الجذب فيه؟
أذكر أني عندما قدمت حلقة في برنامج (بلا طول سيرة الذي هدفه جذب العالم لسماعه وأن يقول الناس (شوف شو عم يحكي جورج؟!) من خلال ما أطرحه من مواضيع يتحدث بها باقي الناس في الحياة العادية ولكن لا يملكون وسيلة لإسماعها وإيصالها فأنا أقوم بطرح المشاكل والحديث عنها)، وفي إحدى الحلقات قدمت حلقة عن( زوج الست) فأتصل أحد المستمعين بإذاعتنا في برنامج يتكلم عن الأمنيات، وحين سألته المذيعة ما هي أمنيتك فأجابها أن يتوقف برنامج جورج شلمي (بلا طول سيرة)، فأنا سعدت كثيرا من رده لأن هذا يدل أنه سمع برنامجي وتأثر بالذي قدم فيه، وهذا بحد ذاته اعتبره من عوامل الجذب.
في عيد الحب (الفالنتاين) الذي مر منذ أيام وبما أنك تقدم برنامج يطرح قصص الحب.. هل تجد أن الحب في عيده قد تفرغ من معناه؟
نعم، فقد أصبحنا في عيد الحب نقيس الحب بمقياس المادة فقط، وتجرد من معناه الحقيقي. فليس من المنطقي أن أترك 360 يوم من السنة بدون حب ثم أفرغ كل شحنة عواطفي ومشاعري في هذا اليوم.. فهذا لم يعد يعتبر اسمه حب ولا عاطفة، بل تأطر بهذا الاحتفال الكاذب وزجّه الإنسان بقوالب تباع وتشرى حسب الطلب.
عندما خطرت لك فكرة برنامج (لأنه الحب) هل أردت أن تتحدى نفسك أو تتحدى أشخاصا معينة بإن الحب مايزال موجودا؟
الذي يقول بأنه لايوجد حب كأنه يقول أن (الله) غير موجود..وهذا ليس صحيحا، لإن الله محبة ولأن الله لم يأمرنا أن نقتل بعضنا وأن نحارب بعضنا بل أمرنا بأهم شئ وهو أن نحب بعضنا البعض، فكيف نأتي نحن ونلغي هذا الحب.. وأصعب شيء هو شرح المسلمات والبديهيات فأنا لا أستطيع أن أبرهن على وجود الحب أو أنه ليس موجود، كأنك تقولي لي اشرح لي جملة السهل الممتنع (إنه نهر رقراق) كيف أستطيع أن أشرح هذه الجملة؟ وكذلك الحب أنه من البديهيات والمسلمات ليس بحاجة لإثبات أو دليل على وجوده فهو موجود أصلاً .
بوجود أكثر من برنامج يحكي نفس فكرة برنامجك (لأته الحب) هل تجد أن في برنامجك شيء يميزه عن باقي تلك البرامج التي تشبهه؟
أنا شخص أسعى لكل ما هو جديد وتجدد في العمل والحياة، ولا أخفي أنه كان عندي خوف من إعداد وتقديم هذا البرنامج لسبب وهو أنني أعلم مسبقاً بوجود تلك البرامج التي تحمل نفس الفكرة، فأعرضت في البداية عن إعداده.. وأقول أني سمعت أشخاصا ما، ولم يستطيعوا إقناعي شخصياً بأن أتصل ببرنامجهم، فكانت أول حلقة لي لهذا البرنامج في عام (12/10/2010) وقد تقولي لي أن تلك البرامج تقوم أيضاً على عرض التمثيليات القصيرة (الاسكيتش) ثم بعد ذلك يأتي دور الاتصالات أنا معك في هذا، لكن أقول لك في الدراما السورية كم يقدم من أفلام ومسلسلات؟؟ .. فالأمر إذا هو انتقاء ..إما أن يوافق المستمع أو لا يوافق . وأنا أظن أني لا أقدم مادة طرية أو مادة عادية، بل أقدم مادة تلقى الاهتمام.. مع العلم أني أقدم بالبرنامج مواضيع مطروقة ولكن لم يطرحها أحد بعد بهذا الشكل، أو تكلم عنها أحدهم في برامج أخرى.
في برنامجك (لأنه الحب) على أي أساس تجد نفسك قادرا على تقديم النصائح للمتصلين؟ هل ترى أن خبرتك وثقافتك تؤهلانك لذلك؟
الثقافة مطلقا لا تستطيع أن تعطيك حكم، وكخبرة مازال ينقصني الكثير بل أكثر مما تتصوري، ولكن هناك جملة من الأمور التي مرت بأشخاص ما، و أكون أنا قد شاركتهم بها على طريقتي. أنا في برنامجي لا أعطي نصائحاً بل أقدم وجهة نظري وأقول وأؤكد للمتصل بأن ما أقوله له هو( وجهة نظري أنا).. ولا أستطيع أن أصادر له رأيه وأفرض عليه رأيي.. ولكن بما أنه قد أتصل فأقول له أن وجهة نظري أن تعمل كذا وكذا.. ولكن في النهاية يعود الأمر لك إذا أردت أن تعمل بها أم لا تريد العمل بها.. وأكون بذلك أنا الذي علي قدمته وقدمت له رأيي.
هل ترى أنه من الضروري وجود شخص مختص بعلم النفس أو الاجتماع في برنامجك ( لأنه الحب) لمناقشة مشاكل المتصلين وإعطاء الحلول والنصائح؟
وجود شخص مختص فكرة نوعا ما جيدة، لكني بذلك أكون قد قلبت فكرة البرنامج كله، وأصبحت في هذه الحالة مذيع برامج ربط فقط بين المتصل والمختص، لكن أنا أعتمد على المصداقية في كل الحلقات التي أنفذها كتمثيلية قصيرة جدا (الاسكيتش) في برنامج (لأنه الحب). مثلا موضوع أحد الحلقات الذي كان يحكي عن امرأة فقدت القدرة على المشي والمعالج الفيزيائي الذي أشرف على علاجها قد تعلق بها وأحبها وتزوجها، فأنا قبل أن أنفذ هذه الحلقة اتصلت بمحام وسألته عن قصتها وهل من الممكن أن (تتطلق) في حال كذا وكذا ، وأيضا اتصلت بدكتور طب رياضي لآخذ منه نتيجة أن تلك المرأة (أنشلت) مؤقتا لكن مع الوقت هي سوف تتعافى وتمشي ..فأنا إذا لا أكتب أو أقدم مادتي دون توثيق، لأني إذا قدمت موضوعا وانكشف أنه غير موثق فأكون بذلك قد فقدت مصداقيتي أمام الجمهور ..وفي البرنامج الحواري أنت بحاجة للمصداقية أهم من المادة نفسها لهذا أنا أوثق كل ما أقدمه.
يعني بهذه الحالة تكون قد وضعت نفسك مكانه وعلى هذا الأساس أبديت له رأيك بمشكلته؟
نوعا ما، لكن أنا لا أستطيع أن أضع نفسي مكان أحد آخر، لأن التفاصيل التي يكون قد عاشها المتصل في علاقة ما أنا لا أستطيع أن أعيشها، قد أكون قد عشت نفس العلاقة لكن لا أستطيع أن أجلب نفس التفاصيل التي عاشها ذلك الشخص في تلك العلاقة نفسها.
هل صحيح بأن البرامج التواصلية هي مثل برامج المسابقات أنها مدبّرة مسبقاً (مفتعلة من قبل البرنامج نفسه) ، فهل يكون برنامج (لأنه الحب) مفتعل مدبّر بكل قصصه واتصالاته؟
أول شيء.. أنا ما عندي غاية بهذا البرنامج غير أنه إذا كان هناك بعض الناس الذين يرتاحوا إذا تكلموا على صوت عالي أن يتصلوا ويحكوا في برنامجي، فأنا لا أكسبهم شيء، بل على العكس آخذ منهم وقتهم، فكل ما يحدث في برنامجي ليس مدبّرا ومجهزا إطلاقاً.. لأنك تسمعي في كل حلقة أنه يوجد هناك أناس يقدموا رأيهم (بالاسكيتش) وهم ليسوا أنفسهم الذين يتصلوا ويتحدثوا عن مشاكلهم، وأنا إذا أردت تجهيز أي شيء مسبقاً، أصبحت بذلك كلاسيكي وصرت مكرراً.. وأيضاً الذي يسمع برنامجي في هذه الحالة سوف يطلق حكما عليه ويقول: (أنه مُمل) لأنه بات يسمع نفس الأشخاص والمواضيع في كل حلقة من غير تجديد في الأفكار.. لكن الحمد لله وأنا أردد جملة ومقتنع بها وعلى قناعة مطلقة أن الله أعطاني ويعطيني أكثر مما أستحق بمراحل كثيرة.
في برامجك الحيوية هل استطعت أن تخلق حالة من الصداقة والثقة بينك وبين المتصلين والمستمعين؟
عندما يتصل شخص بك ويطلب رأيك بموضوع أو مشكلة ما، فهو يكون بذلك يطلب مساعدتك نوعا ما بناءاً على ثقته بك التي بناها من خلال معرفته بك.. فحالة الثقة والصداقة موجودة في برامجي التواصلية، من خلال الاتصالات التي تطرح مشاكلها ومواضيعها التي أتلقاها في برنامجي لتأخذ رأيي ووجهة نظري فيها.
هل تجد أنه من الضروري وجود كيمياء بين المخرج ومذيع الفقرة التي يقدمها على الهواء كي تنجح الحلقة ويستقبلها المستمع بسلاسة وهضامة؟
ليس ضروري … بل إجباري، وأنا أعتبر أنه أهم من المذيع هو المخرج وأشبهه كضابط الإيقاع لفرقة موسيقية كاملة ، لأن المخرج بيديه السيطرة .. ومن المفروض أن يكون هناك اتفاق بين المخرج والمذيع وهذه من المسلمات، لأن المخرج يستطيع بكل بساطة إفشال المذيع مهما كان المذيع متمكنا من أدواته وواثقا من نفسه. فالمخرج أهم من المذيع وأنا دائماً أركز على هذه النقطة.
هل تعرضت لمواقف معينة من متصلين، عند تقديمك برنامجا على الهواء وكيف استطعت أن تتلافها؟
عندما كنت في إذاعة سورية الغد، اتصل شخص ببرنامجي وترك كلمة منه في آخر المكالمة، ولكني أنا لم أهتم له ولا لكلمته وكأني لم أسمعها.. فهي ببساطة تدل على سويّته الاجتماعية والبيئية والثقافية التي فرضت عليه أن يتكلم معي بهذا الأسلوب.. فالموضوع عادي جدا ولم أرد حتى لا أعطي قيمة للشخص الذي تكلم بشكل سلبي.
و لو واجهك موقف معاكس أي أنت المتصل وكان المذيع الذي اتصلت به على سوية غير جيدة من الثقافة والحوار ما هي ردة فعلك تجاهه؟
برنامج المذيع هو الذي يفرض عليّ حديثي معه، بمعنى أن المذيع وبرنامجه الذي يقدم على إذاعة ما هو الذي يخلق حالة من الاحترام والحوار الذي يريدها المتصل نفسه..
وبما أنه يوجد (13) محطة إذاعة فبكل بساطة أنهي المكالمة وأكبس زر الراديو وأغيّر عن الإذاعة كلها في حال صدمت بمستوى ثقافة وسوية حواري مع المذيع.
إلى أي مدى يخدم الإذاعة في برامجها التواصلية بأن يكون المستمع شريكا في العملية الإذاعية؟
هذا هو هدف الإذاعة، فالإذاعة في الأصل هي فكرة تواصلية مع الجمهور.. يعني أكيد عندما نعمل برنامجا إذاعيا حواريا تواصلياً يكون هدفنا التوجه إلى المستمع الذي يفتح الإذاعة ليسمعنا والذي يتمنى أن يشارك معنا في فكرة أو موضوع ما ثم يتصل بنا.. فالبرامج التواصلية هي لفتح أبواب الحوار أمام الجمهور..
هل صحيح أن طريقة توظيف مذيعين الإذاعات الخاصة تعتمد على العلاقات الخاصة وليست على الخبرة؟
ليس فقط ممكن أن تلعب (الواسطة) أو العلاقات دورا في التوظيف بالإذاعات وإنما في اغلب المهن. أحيانا يتم غض النظر عن الأمور النوعية الموجودة لدى الشخص المقدم لأي نوع من أنواع العمل والبحث عن ثانويات أو أمور ثانوية
فالموضوع ببساطة لا دخل له بالعمل في المجال الإذاعي فقط.. وبكل الأحوال الجمهور هو الحكم..
يقال أن المذيعين في الإذاعات الخاصة مهما بلغت خبرتهم فإنها تبقى "ناقصة " لأنهم يعملون في جانب واحد فقط من العمل الإذاعي وهو) المنوعات)؟
بالبداية إذا كان مجال الإذاعات الخاصة هو متجه نحو الترفيه وإن صح التعبير كما قلتِ ( المنوعات) ومن الممكن أن تدخل جملة من البرامج الاجتماعية أو الحوارية أو ما شابه، ففكرة الخبرة مهما بلغت تبقى منقوصة لا أراها من وجهة نظري صحيحة، لأننا بحاجة إلى إذاعات خاصة ومتنوعة البرامج مع خط عريض لا يستهان به من الكلام بصراحة ومن دون قيود، ومن وجهة نظري أنه يجب على المذيع القيام بكل ما يمكن من تمكينٍ لثقافته ودرايته بكافة المواضيع التي تتعلق بالعمل الإذاعي.
الملاحظ أن كل الإذاعات الخاصة تطلق على نفسها شعارات مثل : (الأقوى، الأجمل، الأكثر انتشارا ..إلى غير ذلك من شعارات مجانية؟
الأقوى، والأفضل، والأكثر انتشارا، والأعظم.. هذه كلها مفاهيم يحددها المستمع وحده .. ولنقل بأنه عندنا مليون إنسان، (100) ألف يسمعوا لتلك الإذاعة و(900) ألف يسمعوا باقي الإذاعات ، فأكيد بالنسبة لل (100) ألف شخص هي الأقوى وهي الأجمل وهي الأكثر انتشارا فهذا موضوع نسبي، يعني "الحكي ببلاش"، لكن بالنتيجة ماذا؟ وإلى أين وصلنا؟ وماذا قدمنا ونقدم..
الإذاعة الخاصة متهمة بأنها تجارية تسعى فقط للربح والمال؟
بالنسبة للشق التجاري أنها تسعى وراء الربح والمال، يعني أكيد أن الذي يفتح محلاً لن يجعله "تكية" ويبيع للناس (ببلاش) حتى فقط يقال عنه (السلطان عبد الحميد والتكية السليمانية).. وأقول لمن يقول أن الإذاعات الخاصة (تجارية) فليذهب إلى وزارة الإعلام ويطّلع على القانون .. المُلزمة به.. الإذاعات الخاصة فيجد بأنها فقط إذاعات (فنية تجارية ).. ولا أدري لماذا نحن شاطرين بإعلاء مناصب الغير وتكسير معنويات بعضنا البعض… يعني هؤلاء الأشخاص أنفسهم الذين يطلقون هذه الأقاويل … ألم يكونوا على الأقل من المتابعين هذا إذا لم يكونوا من المشاركين ببرامج الإذاعات الخاصة اللبنانية التي كانت تبث سابقا (حتى عام 2002) قبل الترخيص الآن للإذاعات السورية الخاصة.
الإذاعة الخاصة متهمة أيضا بأنها سطحية بمضمون برامجها الذي تبثه والذي كله برامج ترفيهية وأغاني فقط؟
بكل بساطة لا يوجد هناك بيت أو مكان عمل إلا مجهز (بآلة اسمها راديو وفيها مسجلة فبكل بساطة يذهب ويشتري الأغنية التي يحبها على CD سعره خمسون ليرة يسمعها حتى يمل ولا يفتح الراديو ويقول بأنه سطحي.
كأنك لا تتقبل النقد في مجال عملك؟
بالتأكيد أنا أتقبل النقد، فأنا ببساطة عندما أعمل للناس منطقيا يجب علي أن أتقبل الناس وما تود قوله وإبداء رأيها بأعمالي التي أقدمها، أي أني أتقبل النقد عندما يكون الشخص الناقد صاحب موقف نقدي وعن دراية ودراسة فأهلا وسهلا به، ولكن أن يكون من أولئك الأشخاص الذين يخرجوا من الفراغ ليتكلموا لمجرد الكلام فهؤلاء الأشخاص أنا لا أهتم لرأيهم.
بما أنك تقول أن الإذاعات هي فقط فنية، فلماذا إذاً لا نقوم بعمل مسلسلات (فنية) إذاعية تتوجه إلى شريحة الشباب وطرح مشاكلهم؟
نحن بحاجة لتلك المسلسلات الإذاعية، وسنتقدم في الإذاعة لأكثر من برنامج وموضوع، وبعد تقديمنا لهذه المواضيع والبرامج ماذا سيحدث؟ أنا على تحدي الأشخاص نفسهم أنهم سيقولوا لو أنه قدم هذا الموضوع لكان أفضل من ذاك الموضوع، فنعود لفكرة إرضاء الناس غاية لا تدرك.
هل من برامج جديدة تود تقديمها قريبا؟
هناك أفكار جديدة لبرامج قادمة آمل أن تعطي الصدى الذي أنا أفكر فيه، وبالنسبة لموضوعها فهي تحمل موضوعاً اجتماعياً ولكن بصيغة جديدة تماما، ويتوجه لكل شرائح المجتمع حتى لا نظلم أحدا و حتى لا يخرج أحدهم ويقول بأن الإذاعات الخاصة إذاعات (سطحية)!!
لو أنت كِتابا، ما هو العنوان الرئيسي الذي تختاره لهذا الكتاب؟
الأمانة هو العنوان الرئيسي، لأن الأمانة موضوع صعب جدا..فالأمانة ليست هي أن يكون الإنسان حريصا على أموال الناس فقط،، بل يجب أن يكون حريصا على كل شيء. ففكرة الأمانة جميلة جدا وأحبها كثيرا وأتمنى أن أكون قدّها دائما.
لخص لي جورج الإنسان بكلمات؟
شخص أقل من عادي .. محاولاتي هي أن أثبت وجود لنفسي في المكان الذي أنا فيه، دخلت في مجال لم أكن في البداية أفكر فيه نهائيا وهو الإذاعة ..لا أحب الروتين ولا أرضى به ولا أن أبقى على شيء واحد ، بل أحب أن أعمل على تجديد حياتي دائما.
ما هي نصيحتك للمذيع جورج؟
أهم كلمة أحب أن أخبرها للمذيع جورج أنه مهما صار خليك على الأرض، وليس هناك من داع أن يركّب جناحان ويطير بها عاليا، لأن الشخص الذي يركّب جناحان ويطير فهو حتما أنه سيهبط و يقع فورا وهو نفسه سوف يحرق حاله.. وكم من أناس كانوا آخر الناس صاروا الأوائل و كم من أناس كانوا في الأوائل صاروا بسبب غرورهم في الآخر .
هل الآن يأتي النجاح على طبق من ذهب؟
بالطبع النجاح لايأتي على طبق من ذهب، ولكن الشاطر الذي يستغل الفرصة والحظ، وأنا أشبه الحظ بالغيمة الماطرة التي تمطر بمكان معين ثم تمشي وتذهب لتمطر بمكان آخر ..وهنا يأتي دور الإنسان الذكي الذي يقف تحت الغيمة ويأخذ مطرها.
إذا أنت تؤمن بالحظ والصدفة في مجال العمل؟
أنا أؤمن بالعمل الذي يخلق مجالاً كي يبدع من خلاله الإنسان، يوجد ناس مكان عملهم يرفعهم لفوق، وفيه ناس إدارتهم ترفعهم، ويوجد ناس هم أنفسهم يرفعوا أنفسهم بمثابرتهم وتصميمهم، ونفس هذه العوامل الثلاثة تكون مقلوبة فالشخص نفسه هو الذي ينزل نفسه وإدارته تنزله، ومكان عمله ينزله.. فهذا الموضوع سهل جدا وصحيح جدا.
هل واجهت أشخاصا أرادوا أن يضعوا لك العصي في العجلات أمام نجاحك؟
مثل ذلك النموذج موجود في كل مكان، ويقال ( إذا جاءتك طعنة من الخلف فكن على يقين أنك في المقدمة) فأنا أحب هؤلاء الأشخاص لأنني أعتبرهم درجات يصعد عليها المرء نحو القمة.
ماهي هواياتك؟
رياضة أحبها كثيراً .. صارت مهنة أكثر من هواية بالنسبة لي، أمارسها كل يوم منذ سنة ال2000 اسمها ملاكمة تايلاندية، وهي تعتبر نوعاً من الأنواع القتالية وتعتبر من أقدم الألعاب في العالم عمرها أكثر من 5000 سنة.. قد يكون أحببت هذه اللعبة لإثبات الذات وانتصار بمكان صعب وله نكهة خاصة. وقد يقول قائل ولكنك تستطيع أن تنتصر في مكان آخر، فأردّ على هؤلاء: ( بأنني أحب أن أعذب نفسي قليلا)، لأنني أحب أن يكون المكان الذي أدخل فيه يحمل نوعاً من الصعوبة حتى في حال قطعت شوطا فيه ويقال بأن جورج شلمي حقق شيءً لا يستهان به في مجال صعب لا يستهان به.
أعزاءنا، شكرا على مروركم وارسالكم هذه الرسائل القلبية للعزيزة الصحفية ريما ديو الفنان المذيع جورج شلّمي، ولعالم نوح. وإلى اللقاء ـ نوح حمامي
وأيضاً نعيد نشر هنا؛ بعد أن نشرت في إضافة تعليف، هذه الرسالة من الدكتور حسن من نيوزيلندا، التي هي رسالةٌ في شوق وحب الوطن. ثم وهو يخص "ريما" بإطرائه فإنه يطري على كل الذين يحبون وطنهم وعملهم أهلهم وأصدقاءهم .. وكل الناس ويخلصون لهم. شكراً دكتور حسن. نوح
الدكتور حسن من نيوزيلاندا ـ نحن نحبكم كثيرا في نيوزيلاندا نحب سوريا بلدنا كثيرا ونشتاق لكم ، لأننا نشعر أن الصدق والالتزام والكرامة لاتنبع إلا من بلدنا سوريا ومن خفقات قلوب السوريين الأصيلين.. أمثالكم يا سيدي صاحب هذا الموقع الذي أفخر أني أعرفه وأقرأ له كل ما ينشر فيه …