لقاء مع السيد عن تاريخ حلب المصور
- ديسمبر 26, 2011
- 0
لقاء مع الكاتب والمحامي علاء السيد عن كتابه تاريخ حلب المصور أواخر العهد العثماني والذي حاز على جائزة الباسل لعام 2011
عالم نوح
تاريخ حلب المصور ..
صدر حديثا كتاب " تاريخ حلب المصور أواخر العهد العثماني " لمؤلفه المحامي علاء السيد عن دار شعاع للنشر , و هو مؤلف من 560 صفحة , و فيه 340 صورة نادرة لأماكن و شخصيات حلبية ينشر معظمها لأول مرة مع شرح موثق لشخصيات و عائلات المدينة و شوارعها و أبنيتها و حكامها و أعيانها و أصول العشرات من العائلات الحلبية . وقد حاز الكتاب على جائزة الباسل للإبداع لسنة 2011
كما يحتوي الكتاب على قصص طريفة تعبر عن الواقع السياسي و الاجتماعي للمدينة في الفترة من عام 1880 حتى 1918 م
يقول المحامي علاء السيد في مقدمة كتابه :
السيد : من فكرة عابرة إلى تاريخ للمدينة
طالما فتنتني حلب ، هذه المدينة العريقة التي ساعدتني الجولات فيها على التعرف على حاراتها العتيقة و جوامعها و كنائسها التاريخية و مبانيها الأثرية الخاصة و العامة .
بدأت الحكاية عندما حصلت على مجموعة صور نادرة لحلب في مطلع القرن العشرين طبعتها يومها شركة " وتار إخوان " كانت مخبأة في قبو عتيق لم يفتح منذ عشرات السنين ، فكرت في اعادة نشرها لجمال المدينة الظاهر في تلك الصور ثم قررت أن أتعرف على تاريخ الابنية و الشوارع الظاهرة فيها للتعليق على الصور عند نشرها .
عزمت في البداية أن يكون الكتاب عبارة عن " صورة و حكاية " في حوالي مائتي صفحة، و لكن كلما بحثت في التاريخ المتعلق بالصور كلما ازددت غوصا في تاريخ كل حي و بناء في المدينة و كبرت الحكاية و تحول المشروع المتواضع من " صورة و حكاية " الى تاريخ مصور للمدينة.
السيد : الكلمة توثقها الصورة
وعن تضمين الرأي , داخل الكتاب , وقدرة " السيد " على تحييد ذاتيته كباحث , أشار إلى أن الصور المضمنة في الكتاب تعتبر وثائق مرئية تؤكد المعلومات المدونة فيه بما لا يتطرق إليه الشك و هي ليست مجرد صور للتسلية أثناء تقليب صفحاته .
وعما يمكن أن يوجه إلى الكتاب من نقد تجاه غزارة الصور , وتحوله إلى ما يشبه " ألبوم" الصور بدلا من كونه كتابا أكاديميا موثقا " , اشار السيد إلى أنه لا يطمح من خلال كتابه الى نيل شهادة الدكتوراه وإنما يرغب أن يطلع عليه و يتعرف بواسطته أكبر عدد ممكن من محبي المدينة على تاريخ مدينتهم .
السيد : تقصدت أن أضفي على الكتاب طرافة ومتعة
يقول السيد : تقصدت من خلال سردي لسير حياة الشخصيات الحلبية أن أورد قصصاً جرت في حياتهم اليومية لأضفي على الكتاب طرافة ومتعة فلا يكون كتاباً تاريخياً جافاً
وبرر السيد احتواء الكتاب على كثير من السير الذاتية لأعيان حلب , بكونهم في زمانهم مثلوا المجتمع الحلبي بكافة أطيافه , بهدف إلقاء الضوء على حياة الناس الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية .
وأضاف أنه تطرق إلى سيرة حياة وتاريخ أسر من توفرت لديه المعلومات عن أفرادها واضطر في بعض الأحيان إلى الاستفاضة في البحث في أصول أسرهم وتاريخ وصولهم لحلب وامتداد هذه الأسرة من أولادهم وأحفادهم وصولاً إلى ما بعد فترة عام 1918 التي حدد موضوع كتابه حولها.
وقال أن الهدف من هذه الاستفاضة توضيح الحياة الاجتماعية , وعلاقة الأسر الحلبية ببعضها البعض وخاصة علاقات الزواج والمصاهرة.
وأكد على أنه جهد أن يضع ما توفر لديه من صور هذه الشخصيات بهدف جعلها شخصيات حية قريبة من تصور القارئ .
وعن أكاديمية العمل , وخاصة الوثائقي منه , قال أنه حرص على ذكر مصدر كل صورة أو وثيقة أو معلومة شخصية .
أراء في الكتاب ..
المهندس عبد الله الحجار مستشار الأثار في جمعية العاديات:
كتاب ضخم شمل فترتي حكم السلطان عبد الحميد و جمعية الاتحاد و الترقي حتى نهاية الحرب العالمية الاولى استعرض فيه المؤلف حياة ولاة حلب و أعضاء مجلس ادارة الولاية
مع الغوص في جذور أهم العائلات الحلبية التي كان لها دور فاعل في حياة المدينة العريقة ضمن سرد لا يخلو من طرائف تشد .
و قد أخذ مصادر المعلومات في الغالب من أقرب المقربين للشخصيات المتحدث عنها .
و قد أغنى البحث بصور الشخصيات و المباني و بعضها فريد و نادر .
جهد كبير مبذول لا يقدره إلا من يعانيه .
الباحث السوري جمال باروت
علاء السيد يقدم مساهمةً رائعةً في تقديم مفاصل وتفاصيل المواد الخام للتاريخ" المجهري" البلداني، مستأنفاً في ذلك نوعاً من تقليد التاريخ البلداني في الكتابة التاريخية العربية.
إن مافعله السيد في هذا الكتاب عمل ثمين للغاية سيدركه كثيرون، ولكن المؤرخ سيدركه أكثر من الجميع بحكم حرفيته المفترضة.
وهذا الكتاب ليس ضرورياً للقارىء العام والمختص فحسب بل وضروري للمؤرخ المحترف.
قدم " السيد " لنا التاريخ المجهري بشكلٍ شيق وصبور وفق منهج مضبوط، و كلفه كما أعرف حق المعرفة سنوات من البحث والتنقيب والوقت العلمي والتحليل.
الدكتور بشير الكاتب :
إن الأستاذ علاء السيد في كتابه قد أوضح لنا العديد من النقاط الغامضة المبهمة التي بقيت في أذهان الكثير من أبناء الجيل العربي السوري الذي ولد وتربى في عهد الانتداب الفرنسي على سورية وما صورته له بعض كتب التاريخ من تشويه أو تحوير للعديد من الحقائق التاريخية.
فالدولة العثمانية كما يبدو من الكتاب، كانت تمثل إمبراطورية كبيرة لها أنظمتها ودواوينها ومجالسها ومحاكمها ومشاريعها وانجازاتها.. وولاية حلب كانت يُختار لها دوماً ولاة ذوو مركز عال في الدولة.. ومجالس الولاية والمجالس البلدية تتألف من أشخاص معروفين في مجال الشريعة أو الإدارة أو الزراعة أو التجارة أو الاقتصاد.
ومما لا شك فيه أن الأستاذ السيد قد اعتمد اعتماداً كبيراً على مراجع قيمة وموثوقة وكتب مهمة ولكنه لم يكتف بسرد ما ذكرته هذه الكتب وغيرها، بل علق على الشخصيات والحوادث، وتطرق إلى تاريخ العائلات التي تنتمي إليها الشخصيات التي ورد ذكرها، كما أنه أورد رأيه الشخصي وتحقيقه عن بعض الحوادث.. ولم يأل جهداً من الاستفادة من المقابلات الشخصية مع القلائل الذين بقوا من السلف الصالح.
ولا يمكننا إلا أن نقدر بإعجاب صور الشخصيات والأماكن التي جمعها المؤلف من مصادر مختلفة وتلك التي قام بإنجازها بنفسه.
وسيكون لهذا الكتاب مكان متميز في المكتبة الحلبية.