يوم آخر نتجول فيه بصحبة أديب شاب من ربوع بلدنا الحبيب، أطلق على ديوانه الأول عنوان “أحاسيس رجل”، فعبّر من خلاله عن فيض المشاعر، إنه الشاعر الشاب أحمد باسل حوري

 

 

 

يوم آخر نتجول فيه بصحبة أديب شاب من ربوع بلدنا الحبيب، أطلق على ديوانه الأول عنوان "أحاسيس رجل"، فعبّر من خلاله عن فيض المشاعر، إنه الشاعر الشاب أحمد باسل حوري

من مواليد حلب 1985، عالم نوح التقاه وجرى الحوار التالي:

متى بدأت كتابة الشعر؟

قبل مرحلة الذهاب إلى خدمة العلم بدأت محاولاتي التعبير فنياً عما بداخلي بعدة مجالات كان أولها الرسم ومن ثم انتقلت إلى فن كتابة الشعر واستمريت في ذلك حتى الآن.

برأيك هل الثقافة اللغوية واجبة على الشاعر امتلاكها ؟

بالطبع هذا أمر بديهي لكل من اعتبر نفسه شاعراً وبدأ في كتابة هذا الفن، فعليه صقل اللغة لتحمي هذا المخزون الداخلي من العواطف التي يلم بها الشاعر.

تحدثنا عن ديوانك الأول الذي حمل عنوان "أحاسيس رجل"؟

الديوان عبارة عن خلاصة تجارب مررت بها، عمره حتى الآن خمس سنوات، وأردت من خلاله إيصال أحاسيس الرجل ودحض المقولة التي تقول بأن الرجل الشرقي أقل إحساساً من المرأة.

في الحقيقة عندما بدأت لم أكن أنوي أن أطبع ديواناً لي، بل كانت أشعاري عبارة عن كتابات على ورق، ولكن عندما وقعت بعض أشعاري تحت أيادي الأصدقاء نصحوني بأن أصدر ديواناً، وهكذا بدأ المشروع، فدقق الديوان لغوياً الأستاذ المهندس محمد علي شنن ومن ثم أخذت موافقة من الإعلام لنشره، وبالفعل تم النشر، والديوان حالياً موجود في المكتبات.

أنت جديد على الاختلاط بالجو الأدبي الموجود في حلب، ماذا يعني لك ذلك؟

إن الاختلاط سيزيد من خبرتي في تناول الشعر وتمحيصه، كما أنني أعتقد أنني سأتألق أكثر و أتخضرم وخصوصاً بعد انتسابي لأسرة تراكم لفنون الأداء والأدب ومتابعتي لفعاليات قسم الأدب فيها ولاجتماعاتنا الدورية التي تمكنني من إطلاع أعضاء الأسرة على كتاباتي وتبادل النصائح فيما بيننا.

 

ماذا عن طموح باسل حوري؟

طموحي أن يصل إحساسي كرجل إلى قرّاء ديواني الأوّل.

ماذا عن المشاريع القادمة؟

لقد انتهيت مؤخراً من ترتيب الديوان الثاني لي، ولكنني لم أختر له اسماً بعد.

ماذا تقول للشباب الجديد الموهوب؟

أود أن أنصحهم بأن عليهم أن يكونوا مصرّين على نشر موهبتهم وعدم التردد وعدم اليأس.

كلمة أخيرة …

أود توجيه الشكر الجزيل لكل من ساعدني في إصدار ديواني الأول وبالأخص الأستاذ المهند محمد علي شنن والفنان الشاب آدم كردي الذي زين الغلاف بإحدى لوحاته.

 

 قصيدة نداء محرّم من ديوان أحاسيس رجل

نهدان
على خَلوتي يتعدَيان
وبكُلِ وضوحٍ ودُونَ خوفٍ
هُما إليَّ يغمِزان
واحداً تِلوَ الآخر
وكأنهُما يتسابقان
ولِلعابرينَ والجالِسينَ إن رأوهُما
لا يأبهان
نهدان
على عقلي يُشوشان
وحواسيَ الخمسة إليهما يجذبان
فهل تُتاحُ لي فرصةٌ
وأُنزلُ مِن يدي ذلِكَ الفنجان
فتِلكَ الحالةُ مُثيرةٌ مُغريةٌ
تشلُ العقلَ والأبدان
تُصِيبُ النطقَ بالكِتمان
توقِفُ الأرضَ عنِ الدوران
فهما لا يرتدِيانِ كغيرهِما إطلاقاً
بل هما كاسيان عاريان
فالعورةُ لديهما كما يظنان
مُجردُ تِلكَ الحُلمتان
وحتى هُما أيضاً
على الرداءِ يُرسَمان
حبتانِ مِنَ العِنبِ
على العريش مُستويان
قد طالَ مُكوثهُما
ورجاؤهُما الوحيدُ هو
لو يؤكلان
نهدان
على الرحِيلِ يعتزمان
وكأنهما مِنَ العُزلةِ هاربان
مِنَ الوحدَةِ ضجران
ولِلهواءِ والعُيونِ والشِفاهِ
تراهُما بشدةٍ يرغبان
ومِن ذاكَ المكانِ المُظلِم المُؤلِم
لعلهُما يخرُجان
لعلهُما مِن ذاكَ السجنِ يتحرران
فهُما في مرحلِةِ النضُوج
وبرأيي إنهما بالِغان
ولِحالِهما هذا
كم تُراهما سيصمُدان
والنارُ تكادُ تخرجُ مِنهُما
والاحمِرارُ عليهما قد فاقَ حباتِ الرُمان
فكيفَ عساهُما سيخمُدان
وهما في ذاكَ المكانِ مُحتجزان
كيفَ يتصبران
وكُلُ تِلكَ السِنينَ مرت وهُما
جنباً إلى جنبٍ مُقيدان
نهدان
للإغراءِ يعمدان
وعليهما قطراتُ الندى تسيلُ فتجعلهُما
كالذهبِ يلمعان
ومِن شدةِ لوعتهما
عن ِالتحرُكِ لا يهدأان
فتارةً تراهُما يرقُصان
وتارةً يتقاتلان ويتصارعان
ورائِحةُ الالتِحامِ بينهُما
تعُجُ في المكان
وشظايا تِلكَ المعارك
تُلطِخُ الجُدران
أأذهبُ لأُوقِفَ شجارَهُما
لأُلبيَ نداءَهُما
لأُنهي لهُما ذلِكَ الحِرمان
وأضعَهُما في كِلتا يديَّ
واُقبلَهُما برقةٍ وحنان
أم أترُكَهُما هكذا وأمضي
دونَ إذنٍ ، دونَ عذرٍ , أو حُسبان
ولتبقى مُعلَّقتين عليهِما
هاتانِ الدمعتان..

 

 


جلال مولوي – عالم نوح

تصوير نوح حمامي