وهي ابنة أحد المخرجين الكبار في سورية المخرج محمد ملص ولكن ذلك لم يعطها الحصانة بل كانت تبحث دائماً عما تزيد به ثقافتها التمثيلية وأدواتها الإبداعية حتى حققت لنفسها حضوراً لافتاً تلفزيونياً وسينمائياً،

أمية ملص


تميزت الفنانة المتألقة أمية ملص في أدوار عديدة وكانت رسالة إلى كل النساء في أكثر من عمل حول التفاني والعمل الجاد…

وهي ابنة أحد المخرجين الكبار في سورية المخرج محمد ملص ولكن ذلك لم يعطها الحصانة بل كانت تبحث دائماً عما تزيد به ثقافتها التمثيلية وأدواتها الإبداعية حتى حققت لنفسها حضوراً لافتاً تلفزيونياً وسينمائياً، وقد التقاها عالم نوح وشادي نصير وكان معها الحوار التالي:

*كيف ترى الفنانة أمية ملص الإنسانة والفنانة .. الفن كمهنة؟

**يعتبر الفن من أرقى المهن ولا بد لمن يريد أن يتعامل معه، أن يكون صاحب مبدأ، وهو مهنة ذات رسالة، لا بد للفنان من أن يكون قدوة لأنه يؤثر في فئات المجتمع، فلا بد أن تكون عين المراقبة الشخصية للفنان عالية الدقة، مع أن هذا يفقد الفنان متعة الحياة الشخصية في بعض اللحظات، ولكن هذا الخيار هو خياره من الأساس، وأنا من الأشخاص اللذين يؤمنون بأن لكل شيء في هذه الحياة ضريبة، وأتعامل مع هذه المهنة بطريقتي الخاصة.

*كيف تختارين الأدوار التي تسند إليك وهل لديك الحرية غالباً؟

**أحب المغامرة، وتقدم كل الأدوار على اختلاف وجهات نظرها لأنني حرة في اختيار أدواري والتي تعبر عما أطمح أن أجسده في الشاشة، وبالطريقة التي أراها مناسبة، فأقدم الشخصية برؤيتي ولو كان هناك وجهة نظر أخرى من الطرف المقابل أبقى أمينة لم قدمته في الشخصية وأدافع عن رؤيتي ووجهت نظري حتى ولو كانت الشخصية التي أؤديها لا تناسبني، وعلى الفنان أن يقدم كل شيء.

*سنبقى ضمن العائلة الفنية، ما هي الأدوات التي استقيتها أو عّلمك إياها والدك المخرج الكبير محمد ملص؟

الإخلاص والمصداقية في الحياة وفي العمل، فلا بد من أن أدرس الموضوع المقدم بجدية وبعمق لأن هموم المواطن والوطن عميقة، وهذا ما يجعلني متعبة في كثير من الأحيان، حيث أقوم بتغطية هذا التعب بنوع من الابتسامة للتخفيف من المبدئية التي انتهجها.

*من أين تقتبسين الأدوات والرؤية العامة للشخصيات التي تلعبينها؟

**أغلب اقتباساتي من المجتمع وشخصياته، وأرى أن المعهد كان مرحلة مهمة في بلورة رؤية كل فنان، فقد تعلمنا من أين يأتي الطالب بأدواته وتشربنا كيفية اختيارنا لتفاصيل خاصة موجودة في الشخصيات التي نقابلها في الحياة، وتفصيل الكاراكتر إضافة إلى عدة مصادر منها الحياة والكتاب، وقد تحولت هذه المراقبات للشخصيات إلى عادة تلازمني فمن خلالها أرسم أحياناً أثناء تواجدي في مكان عام خط سير الشخصية المتواجدة في المكان العام، فتمارين المعهد علمتنا أن العين مراقبة لملأ المخزون ولرسم الكاراكتر الذي يأتينا وهكذا أكون العالم الداخلي للشخصيات التي أؤديها.

*في مسلسل يوميات مدير عام بجزء الثاني هناك نضج للشخصية من خلال المرحلة العمرية؟ هل ترين أن العمل وقع في مطبات كنتم تخافون وقوعه فيها؟

**الحقيقة أن مسلسل يوميات مدير عام هو مسلسل مهم ولكنه للأسف وقع في مطبات عديدة وفقد بريق الجزء الأول، الذي كان أهم وأنضج.

لكن هذا لا يعني أن الشخصيات لم تتطور، فقد تطورت الشخصية مها التي ألعبها من طالبة إلى قاضية، وكونت عائلة ولكنها مع ذلك لم تتخلى عن مبادئها، على عكس شخصية شقيقها فالكركتر نفسه استمر، والفترة الزمنية التي مرت على المسلسل بين جزءه الأول والثاني ساهم في تطور وأحداث إضافات جديدة على الشخصيات.

*هل أنت مع مسلسلات الأجزاء؟

**عندما يكتب العمل من الأساس ويكون له أجزاء فهو يكون محققاً للشروط الفنية والإبداعية ولكنني لست مع الأجواء التي تكتب اعتماداً على نجاح أجزائها الأولى، والارتجالات تصبح لإرضاء ذوق الجمهور وتصبح العملة تجارية بحتة.

*هل ترين أن أعمال البيئة الشامية تحمل خصوصية أهل الشام؟

**مع الأسف هذه المسلسلات لا تمت لبيئة أهل الشام بأي شكل من الأشكال، فهي عبارة عن حتوتة كالقصص التي تقال من قبل الحكواتي للتسلية ويكون فيها شيء من الخيال، والتركيبة الاجتماعية للعمل غير دقيقة وأرى أن المصداقية تضاف بالتفاصيل فقط من خلال شكل المنزل الدمشقي واللكنة فالبنية الدرامية للمجتمع غير ذلك. فدمشق على مدار تاريخها كانت تهتم بتعليم المرأة ومثال على ذلك والدتي خريجة جامعة دمشق، إضافة إلى وجود دور للمعلمات ومعاهد لتدريس الموسيقى والمنتديات الاجتماعية إضافة إلى أن المرأة الدمشقية والسورية كانت تشارك في الحياة السياسية وفي الأحزاب باختلاف تياراتهم، حتى أن جدتي صديقيها الشاعر عمر أبو ريشة.

*كيف ترى الكوميديا السورية وهل حققت النتيجة المرجوة منها؟

الحالة التهريجية التي مرت على الدراما الكوميديا كان فيها نوع من الرتابة وانا اليوم أتابع مشاهدتها من خلال بناتي ففي تلك الفترة انتقدناها وأرى أن ذائقة الجيل اليوم تختلف عن ذائقتنا.

أنا لست مع هذه الكوميديا فلدينا تجارب مهمة جداً ولكننا للأسف لم نكرس خط محدد للكوميديا ولدينا كوميديا النص والموقف والسوداء والتي هي كوميديا والتي أراها تتطور بثقة ومتانة.

*هناك انتقال لنجوم الدراما السرية إلى الدراما العربية، كيف ترين هذا الانتقال أو استقدام الممثلين العرب إلى الدراما السورية؟

**للحقيقة لم أجرب عمل فيه ممثل من بلد آخر، ليس من الخطأ الاستفادة من تجارب الفنانين العرب "كورشات عمل" وان دل هذا على شيء فهو دليل على أن نجاح الدراما السورية وعندما يستعان بأي ممثل عربي أيضاً هو دليل نجاح، وكل بلد من هذه البلدان لن يفقد هويته من خلال هذا التبادل.

*كيف ترين وجود الدراما التركية وهل قدمنا خدمتنا لها من خلال الدبلجة، وهل أساءت لنا كدراما سورية؟

**هي لم تسء للدراما السورية، فالدوبلاج نوع من أنواع الفنون فهي قدمت الدراما التركية للمواطن العربي ونشرتها، ومع ذلك أرى أنها دراما تافهة تعتمد مبدأ الاجترار والتكرار ولكن الناس أحبت ديكور المنازل والبيئة والملابس.

*هل الدراما السورية هي دراما جماعية؟

**أنا مع هذه الحالة التشاركية في الدراما السورية، وأرى أن كل من الممثلين نجوم بأدوارهم فلدينا طاقات متميزة، وأشبه الدراما السورية بلوحة من الفسيفساء والممثلين يشكلونها، ولكل منهم مكانه المميز.

*ما جديد النجمة أمية ملص؟

** مسلسل "ابن الداية" للكاتب مروان قاووق وإخراج ناجي طعمة، وفيلم مريم للمخرج باسل الخطيب وهو من كتابة باسل وتليد الخطيب وهذا هو فيلمي الأول الذي أقدمه خارج عباءة المخرج محمد ملص.

وفي ختام حديثنا، لا بد لنا أن نشكر الفنانة أمية ملص على هذا اللقاء و على فنّها الجميل.

دمشق ـ شادي نصير
5-2012 ـ دمشق