لقاء مع الفنان كارلوس بورجيان
- مارس 19, 2010
- 0
عرفته منذ أكثر من عشر سنوات، وتحديدا منذ عام 1997 من خلال الملتقى الدولي التصوير بحلب والعديد من المشركات في المعارض التي تقام من خلال صالة الجسر
كارلوس بورجيان
عرفته منذ أكثر من عشر سنوات، وتحديدا منذ عام 1997 من خلال الملتقى الدولي التصوير بحلب والعديد من المشركات في المعارض التي تقام من خلال صالة الجسر حتى عام 2007 حيث معرضه الفردي الأول، وكان دائما لا يسترعى انتباهي أسلوبه المميز بالتقاط الصورة فقط ولكن استعماله لتقطيعها بشكل خاص. ومن لقاء للقاء لمعارض مشتركة كانت شخصيته تتوضح من دون أن يخوض في تجارب عبثية تشتت من ما هو مصمم عليه ألا وهو إبراز ما هو جميل بطريقة جميلة يراها المشاهد بعينه وقلبه، وهذا ما أكد عليه من خلال لقائنا معه على هامش معرض في الآرت ريفر الذي أقامه هذا الشهر (مارس آذار 2010).
كارلوس بورجيان:
ـ معرضي هو رسالة حب إلى الأشخاص الذين أحبهم، إلى الذين التقي بهم في أي مكان وزمان، هو رسالة محبة إلى الأمكنة التي عشت وأعيش فيها، بل وحتى التي أزورها. قدمته في سنة 2007 في مدينة يريفان عاصمة أرمينيا، وقد لاقى هناك؛ كما هنا، استحساناً كبيراً، حيث قدمت فيه مآثراً ومناظراً من حلب ومن سوريا بالإضافة إلى الصور التي التقطتها بأرمينيا، وبعض الصور الأخرى التقطها أثناء زياراتي لمدن عديدة من العالم. والهدف من المعرض هو تقديم هذه المشاهد للناس ليستمتعوا بها بأعينهم ويكون قلبهم دليلهم، فإن أرادوا أن يقرؤوا الشروحات المقدمة فهذا يصب في ثقافتهم ومعرفتهم، وإن اكتفوا بالتفرج فقط فهذا كاف.
ـ قدمت المدن والمآثر التاريخية، والعمارة القديمة تقديمها أصعب من الحديثة، لأننا لا يمكن التلاعب بالأصل، بحيث يجب إبراز النحت والنقوش الدينية بل وتقديمه بكثير من الاحترام لما ترمز إليه هذه النقوش. أنا قدمت القديم بصورة وبوجهة نظر حديثة، ومارست التقطيع على بعض هذه الصور … وهذا ما سبب لي الكثير من النقد.
أنا قدمت القص .. أو تقطيع الصور حتى قبل أن نكتشف ميزات برامج الديجيتال الحديثة، فكنت أقوم بقص الصور بيدي حسب رؤيتي الفنية لكل صورة على حدة. وكانت البداية حوالي 1999 في غاليري ميوزيوم في لوس انجلس، حيث وأنا فيه كنت أتأمل الطبيعة من خلال مربعات زجاجية، أضافت على المشهد الخارجي بعداً آخر غير الذي كان من الممكن أن يكون لو أن الزجاج كان لوحاً واحداً على الواجهة.
ـ ومن هنا التقطت الفكرة وأخذت أنفذها بكثير من الحذر في البدء، حيث أن كل ملمتر ممكن أن يؤدي إلى نجاح الفكرة أو تخريبها. وعندما قدمتها لاقت الكثير من الاستحسان، فاستمررت بها ودرستها بعمق أكثر، وأصبحت الفكرة بعد أن كانت مجرد "صرعة" أو فكرة ديكوراتيف، أصبحت فلسفة لدي، بحيث أقطّع حسب رؤيتي ودراستي للصورة وتركيبها وتكوينها ثم أصبح هذا التقطيع شيئا ملازما لي، أصبح أسلوبي الشخصي الذي بدت أُعرف به.
ـ أنا ومنذ أكثر من عشر سنوات لي أسلوبي واتجاهي في التقاط صوري ومن ثم عرضها بكل انتقاء ودراسة، ولكن تفاجأت ببعض الشباب ينفون الفن عن هذا الفن وقولهم أن التقاط الصور هو مجرد كبسة زر!.؟ هذه مقولة ساذجة وجاهلة… فالتصوير هو تقنية ودراسة وتطوير وبحث…. وتعب وصبر … لحتى تصل إلى هذه الــــ كبسة الزر… وهذا ينطبق على جميع الفنون …. ولو كان هذا الكلام صحيحاً لما فُتحت مدارس وأكاديميات لتعليم "فن التصوير الضوئي" وتقديمه أكاديميا وحرفيا واحترافياً.
ـ أنا لا أحب الشباب الذين يقدمون التجريد من أول معرض لهم. لأنه كما هناك تطور في الحياة هناك تطور في مسيرة الفنان يجب أن يسير عليها ولا يتخطى أو يحرق المراحل.
ـ ما بين عرض لوحاتي في يرفان وعرضها هنا في حلب ثلاث سنوات، ولكن هذه المرة سوف لن أتأخر في عرض ما هو جديد لدي وأصبح لدي من الحماس والرؤية ما يدفعي إلى تقديم معرضي أوائل عام 2011 وبحسب رؤية جديدة في طريقي لبلورتها الآن.
نتمنى للفنان كارلوس المزيد من التألق والنجاح.
لقاء وتحرير: نوح