لقاء مع الكاتبة والفنانة الاسبانية لوسيا سانتا ماريا نجره
- ديسمبر 17, 2014
- 0
الفنان والناقد التشكيلي عبد القادر الخليل ولقاء لعالم نوح مع الكاتبة والفنانة الاسبانية لوسيا سانتا ماريا نجره Lucia Santamaría Najaraمن مدينة Soria
لقاء مع الكاتبة والفنانة الاسبانية لوسيا سانتا ماريا نجره Lucia Santamaría Najaraمن مدينة Soria
عالم نوح ـ عبد القادر الخيليل
بلباو- اسبانيا
Lucia Santamaría Najara
يسرني في البداية ان تحدثينا آنسة عن المدينة التي انت فيها. ؟ كيف هي؟ عن Soria
مدينتي مدينة صغيرةSoria لا يتجاوز عدد سكانها 40000 نسمة وفيها من كل شيء, مدينة هادئة, تسمح للنشاطات الثقافية الوصول لكل بيت وأحيانآ كثرة الأنشاطة تكون زائدة. , أعتقد أن أبناء هذه المدينة لا نقدر ثمن هذه الأشياء كما يجب وبما تُقدٌم لنا من خدمات ثقافية. على مستوى السينما, المسارح, الموسيقى, الرياضة. ألخ. ولا نُقدر ايضا جمال المناظر الطبيعية التي تحيط في هذه البلدة, غابات, أنهر, سهول,و جبال عالية, يقول البعض مننا . هنا الطقس بارد. لكن هذا ليس الصح. لأن الحراة الإنسانية في هذه المدينة تعطي الدفئ الوافي لكل انسان.
أنت امرأة ذات اختصاصات عديدة, ولي الفخر بأنني أعرفك منذ زمن بعيد. فنانة, كاتبة وإخصائية في الطباعة, وربة عائلة. مع اختصاص في الفلسفة. أيضأ موظفة, و تُلقي محاضرات. كيف تحققي كل هذا؟
شكرا كثيرا على هذا السؤال. هو تعريف جيد عن حياتي.
في عام 2006 ., حالفني الحظ أن أتصادف معك أستاذ عبد القادرالخليل لأول مرة في أحد المشاريع الثقافية. بعد ذلك اليوم حققنا أشياء كثيرة, في المجال التشكيلي وفي الأدب. وأنت تعرف أنني وضعت على غلاف أحد كتبي الهامة فراشة من جلد Mariposa De Piel صورة من أحد منجزاتك الفنية, ودائما لي الفخر بهذا, لأنها لوحة لفنان عربي معروف في الغرب. وأعتقد بأنها أفضل غلاف ومقدمة عرفتها في حياتي.
شاركت في معارض عديدة في أسبانيا. منها في صالة مركز الثقافة السوري في مدريد. وتم ترجمة بعض قصصي إلى اللغة العربية, قصص لها أهمية كبرى في مسيرتي الأدبية وهي جزء من مجموعة مُسلسل بإسم قصص لامي وخالتي. انت ترجمت لي البعض من اللغة الإسبانية إلى العربية. وهذه خطوة هامة في حياتي ايضأ.
أما عن سؤالك . كيف أستطيع تصميم أشياء كثيرة في نفس الزمن؟ فأقول كل شيء على حدة له من الزمن خصوصية. كوني أمّا تهتم بكل أشياء الحياة مع أنها تهتم بأشياء ثانية, وبالإضافة لتضحيتها بوقتها هي تعطي اهتماما زائدا لكل ما تقوم به. وتهجر الأشياء الخاصة بها كي تحقق هذه المهمات, علمأ ان العائلة هي أهم شيء ولا يمكن أن أنسى هذه الأهمية. لأجل هذا أضحي بكل زمني وهو وسيلة نجاحي.
يقال أن الإنسان تكفيه 21 دقيقة في اليوم للعناية بأي مهمة وهي كافية كي تعطينا ثمرة ما.. وأعتقد بهذا حقآ, وأعطي هذه المدة لكل مشروع في كل يوم على الأقل.. هذا يسمح لي أن أكون متابعة لنشطات مختلفة. وفي طيلة الزمن توفير الدقائق وإستخدامها في المهمات, تسمح للإنسان بأن يصمم أشياء كثيرة, وهذه تثبت بأننا تمتعنا بعمر طويل.
كل ما أحقق هو جزء من مجموعة أحلامي, وهو الذي يعطيني مفهوم من أنا. متابعة التصميم في كل يوم جعلني أشعر بأن يوم الفراغ يوم غيرموجود. وإن وجدته فأكون ليس أنا.
عندما تكتبي تشعرين بأنك ضمن القصة والمسرحية التي تؤلفيها أم أنت في طرف خارجي؟
طبعا. أنا في الداخل. علي أن أكون ضمن المشهد. ودائما على أن أكون جزء داخلي من أفراد القصة. ولا أترك العفوية أن تأخذ مكاني. إنني أعيش حياة كل فرد أضعه في المسرحية التي أخطها. وحتى أشعر بأن نفسي أنا التي تحدث لها حوادث ومصائب مختلفة. وعندما تتكون المسرحية واكتملت عناصر القوة فيها, حين ذلك تسطيع القصة أن تكون قابلة لمواجهة القارئين.
تعتمدي على الذاكرة أم على الخيال؟
على الذاكرة ؟ قليل… لدي خيال واسع وقليل من الذاكرة. حتى في الحقيقة أكتب كل مأريد تنفيذه وإلا أضيع و أنساق في أشياء أخرى. قلة الذاكرة تعود لمبادء فكرتي في العمل, من البداية أبني المسرحية أو القصة بناءا كاملا وأضع الأفكار واضحة ومسجلة, فقط أضيف عليها أشياء زينية وتعبئة. بعض الغصون تظهر لكن قليلة وهذا من فضل البناء الهيكلي قبل اللتصميم. وبناء الهيكل هو دراسة نفسية إنسانية.
هل تبني قصة المسرحية في مخطط سابق أم تتركي الأفكار تأتي شيء بعد شيء؟
أنا أضع الفكرة في رأسي وأتركها تتبستر وتتخمر. وعندما تصل اللحظة المناسبة, أو ساعة ارتفاع الضغط الشوقي للبداية .. هناك أبدأ. أي أن الأفكار أخذت زمنها في الطبخ والغلي, وتبخّر منها كل شائب. هكذا أستطيع تصنيفها وأتمتع في السرد والتعبير.
وحين تنضج هذه الثمار تبقى أشياء صغيرة تُرتبهم الذاكرة حيث اللازم وأسماء المشاركين في القصة هم يتحكموا في إخراج كل مايخص بهم وينسجوا من الأحرف المظاهر والحوادث التاريخية.
هل تجيدي إرضاء الجمهور سهلآ؟
لا أريد أن أخدع وأكذب. وكي لا أكون مُتعظمة, أبدأ أفكر في القارئ. ومن ناحية أخرى القارئين مختلفي الأذواق, ولا يمكن أن أعجب الجميع, لهذا ومن الأفضل أن يكتب الكاتب وكأنه يكتب لنفسه ويتمتع بما يكتب. أعتقد أن هذا هو أفضل أسلوب. ربما أنا أستطيع سرد القصة كما يرغب جمهوري أنا. لكن كي تكون القصة, المسرحية من رغبة القارئ, يجب أن تكون أشياء عشتها وشعرت بها وكانت شيء من حياتهي أو أشياء مشابهة حدثت بصورة متوالية. هذا يجعل القصة في مكاني وهذا يحدث حين يتم البناء الداخلي وفيما بعد يظهر البناء يصورة كتاب. وحين تتم طباعة الكتاب هذا الكتاب ينساق في حياته الخاصة ويعيش دون الكاتب.
ماذا تقولي عن الكتاب الالكتروني. كتاب الديجيتال؟
أعتقد أنه اكتشاف هام, خفيف الحمل, رخيص الثمن, وخاصة لأفراد من المجتمع فاقدي جزء من النظر. هنا يستطيعوا تكبير الأحرف, ويستطيعوا أن يسمعوا قراءة الكتاب مباشرة و بلغات عديدة. انه شيء اجتماعي عالمي الانتشار حيث أنه يصل لأي مكان في الدنيا بآن واحد. ومن داخل الغرف المنزلية يستطيع كل إنسان أن يقرأ لمن يرغب. أنا شخصيا لم أقرأ كثيرأ بهذا الأسلوب وحتى الأن مازلت أفضل التمتع بلمس الورق الحقيقي ولكن سيأتي اليوم وليس بعيد بأن أستعمله أنا أيضآ, هذا هو المستقبل, والحداثة تذكرنا بمرور السنين ويجب أن لا نبقى في الماضي.
7- من هم آباء التأثير الأدبي ومن هم المؤثرون في ان تكوني كاتبة؟
الأشخاص الذين لهم تأثير في حياتي مازال تأثيرهم يتابعني. والأستاذ الذي تأثرت به هو الذي ايضاً له الفضل بأن أكتب وأطبع, هو أستاذي العظيم والكاتب كارميلو روميرو سالفادور Carmelo Romero Salvador . منه تعلمت وحتى الآن مازلت أتعلم, طريقته الخاصة, أسلوبه في الشرح والتشريح اللغوي, يجعل الإدانة شيء دائم. هو الذي أعطاني النصائح وشجعني على الكتابة منذ بداية طريقي. أعطاني القوة كي أتابع وأبدع. ثقتي به أعطتني الثقة بنفسي. كم من مؤلفين وفنانين لايجدوا من يعتبر بهم؟ وربما يكونوا عظماء في المستقبل, لكن كي يظهروا على الشاشة هم بحاجة أن يجدوا الإعتبار والتقدير، لكن وللأسف لايجدوه. لهذا أذكر أستاذي بفخر لو أصبحت فوق الغيم.
في الكتب التي نشرتيها آنسة لوسيا نرى أساليب فنية مختلفة, هل يستطيع الفنان التشكيلي أن يتعلم منها ويأخذ فكرة ؟
لقد كتبت مسرحيات تاريخية. في الدراما, وفي الرومنسية, والحكاية. إن شاء الله في يوم ما يتعلم مني الأخرون أيضآ. أحيانآ نشاهد أفرادا مبدعين يسيروا في أساليب تعبيرية مختلفة من فنانين ونحاتين, ومحتمل أن يحدث هذا ولو قليلا في زراعة التآليف الأدبي.
على كل الأحوال هي طُرق مختلفة للوصول إلى التعبير. وتنبيه العالم بما يحدث, وليس فقط عن ما يحدث بل أيضأ إلى المبادئ التي تعيش في الداخل الفردي وتكون واجبة البث للآخرين لأنها أشياء هامة. معلوماتي أنا أتمنى أن أتركها لغيري وهو واجبي الإنساني وصلتي بين الأفراد. هذا تفكيري في متطلبات الحياة.
ماهي نظرتك نحو الثقافة العربية.؟
لا أريد أن أكون مبالغة في الحديث لأن المقابلة مع موقع عربي. لكن نحن في إسبانيا لنا تأثر بالثقافة العربية, ونحن الشعب المباشر مع الشعب العربي من يعرف فضل التبادل الثقافي الذي حدث في ماضينا العريق. ببضع كلمات أقول, الجمال, والتقارب والدقة والديكور والشعر لهم صلة دائمة مع الثقافة العربية.
في أي مشروع تأليفي وفني تعملين الآن؟
كما يحدث لدى الفنان التشكيلي المبدع, هذا هو حال المؤلف, المواضيع تكون متعددة, الكتابة والتألف يحتاجوا ان يُتركوا في استراحة كي تصل عملية الهضم الفكرية و تذويب الشوائب. وبهذا تبدأ أفكار وأحلام اخرى, ربما نعود للأول منها مباشرة, وربما بينها تظهر مؤلفات ثانية. وحين أترك الفراغ بين قصة وأخرى أهتم بمشروع لتعليم الأطفال وهو عمل يخدم تعليم الطفل بأشكال لعب . Le Mascaret
في هذا الشهر ستخرج من المطبعة قصة أخرى.. سلسلة تحدثت عنها. قصص إلى أمي وخالتي. غلاف هذه سيكون من أعمالي التشكيلية الخاصة. هي قصص لعامة المجتمع وتتمتع بمتعة الحياة الفردية. البعض من هذه القصص حازت على ترجمة ممتازة من الإسبانية الى العربي على يد الفنان السوري عبد القادر الخليل Abdul Kader Al Khalil
وأحدى مؤلفاتي السابقة (العدل لدى كامبيسيس) وهي من مطبوعاتي الاولى تم اقتباسها لفلم سينمائي وقد كان المخرج وفيا لأفكاري التي طرحتها وسيكون فيلما جيدا.
إن إعجابي بالثقافة العربية دعاني أن أتجاوب معك أستاذ عبد القادر في هذه المقابلة , والصداقه لها أهمية ولو أن الوقت ضيق لأنني الآن في مرحلة إنجاز مسرحية جديدة من أسلوب المسرحيات السود. لكن سامحني في عدم الحديث عنها .
La Justicia de Cambises هذا الكتاب أخذ لإخراج فيلم سينمائي.
– ماهي النصيحة التي تعطيها الأن لكل من يبدأ الكتابة والتأليف؟
عليهم أن يتمتعوا بالكتابة وكأنها موجهة إليهم, عليهم أن يبتعدوا عن التقليد لأن التقليد يظهر قبل ان تصل الكتب الى الشارع, ومن المفروض أن تكون لهم ثقافة المطالعة والقراءة الواسعة. العمل الدائم هو أساس كل إبداع.
المقابلة والترجمة يقدمها الفنان والناقد التشكيلي. عبد القادر الخليل
بلباو- اسبانيا.
abdulkaderalkhalil@gmail.com