لقاء مع الكاتب مأمون الجابري
- يونيو 6, 2011
- 0
لقاء مع الكاتب مأمون الجابري مع ثائر مسلاتي: كنا مجموعة من الشباب أسسنا ناد كان يدعى نادي ((دار الندوة للآداب والفنون))وكان حينها الأديب “منير داديخي” رئيس النادي وهو العضو الفعال في الندوة, مثلت على خشبة المسرح وكتبت وأخرجت حوالي عشرين مسرحية, حينها كانت المسرحيات الكلاسيكية التي تتألف من أربع فصول. من وجهة نظري أن العمل في المسرح ليس هماً كبيراً وأنا أحب الشباب الذين يعملون فيه وغيره من المجالات الفنية والأدبية وأقدر أعمالهم وأشد على أيديهم
لقاء مع الكاتب مأمون الجابري
يسر موقع عالم نوح أن يلتقي الأديب والفنان مأمون الجابري :
ابتدأ حديثه قائلاً:
أنا أكتب في جريدة الجماهير وهي الجريدة الوحيدة التي أكتب فيها مشكورة جداً كونها تستوعبنا وتتقبل كل إنتاجنا الأدبي، و لي قصيدة بعنوان: "امرأة تعرف الله والحب" كتبتها عن إنسانة مهندسة تدعى " يمان ياسرجي " تكتب القصة ولا أحد يعرفها..! سألتها ماذا تكتب وإن كان لديها منشور مطبوع أم لا، قالت لدي ثمانية مجموعات قصصية منشورة, فاستغربت من كوننا في ساحة فنية كبيرة ولم نسمع بها قبلاً، وافتني بعد ذلك بعدد من كتبها وتبين لي أنها ذات نفس أدبي وجملتها القصصية جميلة جداً فكتبت دراسة عن هذه المجموعات وهي تخاطب (الله وتخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم) في كل كتاباتها حتى في كتابها "قلم يكتب الحب" تتخيل أنها تكتب عن قصص الحب والهيام, ولكنها تكتب عن الحب لله والرسول, سألتها من أين تعلمت كتابة الجملة الأدبية الرصينة..؟ قالت بشكل طبيعي أنا أقرأ دائماً ومن خلال قراءتي لكتب من ثقافات متعددة, ولكن كان لي ملاحظة صغيرة فهي تكتب ((خواطر قصصية)) أي دمجت القصة مع عبارة ثانية وهذا غير صحيح أي إما أن تكون قصة أو شعر أو رواية ولكن خاطرة قصصية فلا, هذا نوع من الكلام يكتبوه الكتاب دون مسؤولية وفي كل الأحوال هذه الملاحظة لا تسيء لإنتاجها الأدبي الغزير.
بدأت في بيئة ثقافية متعلمة ساعدتك على الإنتاج الأدبي خلال فترة الدراسة والمرحلة الجامعية هل البيئة المحيطة بك كان لها دور في بداية مأمون الجابري؟
كل شيء له دور في التأسيس, مثلاً البناء العالي: الحجر له دور- الأسمنت له دور والماء له دور أيضاً في رفع البناء وتأسيسه والوصول إلى نهاية وإظهاره بالشكل المطلوب والمرسوم له, وأنا لم أقل أنني خلقت أديباً.. بل هي موهبة داخلية .. وليس لوجود جو أدبي في أسرتي، فقد كان لي أخت تكتب وأخ أيضاً يكتب ولكن لم أتأثر بهم، إذا الموضوع متعلق بداخل الإنسان أكثر من المحيط, وفي مرة من المرات في المرحلة الإعدادية كنت جالس وسمعت عن فينوس آلهة الجمال في اليونان كان لها سيمفونية جميلة جداً سمعتها في الراديو سحرتني جداً هذه القطعة الموسيقية فمسكت القلم وبدأت أكتب عن هذه القصة وكانت باكورة أعمالي، و استمرت الحركة الثقافية والكتابية والإبداعية لدي إلى أن صار لدي عدد من المطبوعات.
يتابع الفنان مأمون: الموهبة تحتاج إلى صقل…..عندما تكتب قصة بدون جمالية القصة …. لا تكون قصة، القصة الفنية والتي يكون فيها جمالية اللغة هي التي تترك أثرها في المجتمع.
كتبت عن سيرة لصديق لي يدعى "عبد اللطيف النحات" وهو آخر عمل لي, عاش في فرنسا حوالي العشر سنوات فقد كان رحالة سافر إلى إيطاليا وإلى فرنسا وكان من المفروض أن يذهب إلى الأورغواي لوجود إنسانة هناك دغدغت مشاعره وكانت تريده أن يذهب, ولكنه وبقي هنا مع أنه كان كثير الترحال ذهاباً وإياباً من باريس إلى حلب ليرى أم أولاده التي أنجبت له ثلاث أطباء فكتبت قصته وأسميتها ((طائر الفينيق)).
أستاذ مأمون متى بدأت في كتابة الرواية؟
أول رواية صدرت لي في عام 2000 وكانت إلى حد ما سياسية عن حركة الانتداب الفرنسي في سوريا حيث تأثرنا في الحضور الفرنسي كما تعلم.
أنا عشت مرحلة شبابي في ظل الانتداب الفرنسي تأثرت بها وكتبت عنها، وفي هذه الأثناء كنا نتحرك مع الكتابة, فشقيقتي الأكبر مني كان لها اتجاه فكري وسياسي و قلنا يجب أن نعمل من أجل أن نشجب المخططات الإسرائيلية في فلسطين, فكتبت منشوراً تدعوا فيه للتظاهر وشجب حركات الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين, وبقي من سيقوم في نشره فهذا عمل فردي, شقيقتي الكاتبة وأنا المتعاطف معها لأنني لم أكن أكتب حينها فقد كنت طفلاً وكان عمري تسعة أعوام وهي اثنا عشر عاماً رحمها الله, وتابعت عملي معها وقمت بلصق المنشورات أمام المدارس (ثانوية المأمون ومعاوية) وبينما أنا ألصق المنشورات رآني الحارس الليلي فهربت ومن ثم لحق بي وأدخلني السجن, حينها سألني المحقق لماذا فعلت هذا قلت له هكذا علّمني أبي وبعدها أطلق سراحي ومن ثم دارت أحداث كثيرة كان أبطالها أنا وعدة شبان وكتبت هذه القصة بتفاصيلها، وهذا الوحي الأدبي كان تعبير عن الواقع النضالي.
منذ متى أنت عضو اتحاد كتاب العرب؟
أنا عضو اتحاد كتاب العرب منذ عشر سنوات ودائماً متواجد على الساحة الأدبية ومستمر في الأمسيات الثقافية ومتابع للعمل الثقافي, ولدي سبع مجموعات قصصية وست روايات وأول كتاب نشر لي في عام 1995 بعد ذلك تابعت حتى أصبحت سبع مجموعات قصصية.
باعتبارك أديب كبير له صدى في كتاباته ما رأيك في جيل الشباب الحالي منهم من يكتب الشعر و القصة ومنهم من يعمل في المسرح ولكن بطرق جديدة فيها حداثة وأفكار جديدة؟
أنا مسرحي قرأت الكتب الصفراء و السياحة ..أحببتها، وقرأت السير وأحببتها أيضاً، وعملت في المسرح أيضاً وأحببته, كنا مجموعة من الشباب أسسنا ناد كان يدعى نادي ((دار الندوة للآداب والفنون))وكان حينها الأديب "منير داديخي" رئيس النادي وهو العضو الفعال في الندوة, مثلت على خشبة المسرح وكتبت وأخرجت حوالي عشرين مسرحية, حينها كانت المسرحيات الكلاسيكية التي تتألف من أربع فصول. من وجهة نظري أن العمل في المسرح ليس هماً كبيراً وأنا أحب الشباب الذين يعملون فيه وغيره من المجالات الفنية والأدبية وأقدر أعمالهم وأشد على أيديهم, مثلاً: "يمان ياسرجي" قمت بمساعدتها وكذلك الدكتور "محمود" وهو شاب شاعر شعره لطيف ورقيق ساعدته أيضاً في إخراج ديوانين رغم أنه كان طالب في كلية الطب, والآن تخرج وهو يؤسس لحياته العملية والآن عندما أتحدث إليه يقول لي يكفي.. يوجد لدي أعمال كثيرة, منذ وقت قصير كان هناك أمسية في (المكتبة الوطنية) اخترته ليشارك فيها, وأنا في طبعي عندما أرى شخصاً يحتاج المساعدة أساعده وأحاول أن أقدمه, ويوجد شباب موهوبين لا يحتاجون إلى مساعدة فأنا أؤمن أن هناك أشخاص يخلقون كباراً.
هناك شباب يكتبون لسنوات طويلة ولكن بسبب المادة لا يستطيعون أن يطبعوا كتبهم، فلماذا لا يوجد جهة مسؤولة ترعى طباعة منشوره الأول مادياً ومعنوياً وتقدم له التسهيلات؟
يوجد خطة في مديرية الثقافة لرعاية هذه المواهب وطبعاً ضمن إمكانيات معينة كما تعلم نحن بلد لا نملك الأمكانيات المادية الكبيرة.
ما هو شعورك بعد نزولك من خشبة المسرح بعد أول عرض العرض ؟
كنت محلق دون شك كأول عمل مسرحي وكان يدعى ((مجد بلا نور)) وهو من تأليف الأستاذ "منير داديخي" كنت ممثلاً يافعاً و سريع التفاعل مع الحركة المسرحية وكنت أتدخل بتعديل الأدوار, كان دوري دور ضابط وقع من الطيارة وتشوّه .. وكان له حبيبة, حينها اعترضتنا مشكلة وهي عدم وجود فتاة.. فقمنا بإعطاء دور الفتاة لشاب ليؤديه, وأخذ "فتال" دور والدي كون جسده أضخم من جسدي، في أحد المشاهد قال لي: ولدي تعال إلي، تقدمت نحوه وكنت قد نسيت أن أضع النجوم على الكتف الآخر، قلت له بصوت منخفض ولدك نسي أن يضع النجوم فقال لي: سكوت فضحتنا حينها أغلقوا الستارة لتصحيح الموقف وليضعوا لي النجوم.
تم تقديم عمل من مسرح القسوة مؤخراً وهو نمط جديد من المسرح لدينا، ما رأيك بهكذا نوع بالإضافة إلى التجديد في المسرح ؟
أنا من أنصار كل شيء جميل وحديث لأنك لا تعلم كم يكون المسرح والرواية عملية خلق مجتمع لأنك تحرك كتل بشرية لا تعلم متى تصل إلى مرحلة الإبداع.
لقاء: ثائر مسلاتي
تحرير: رنا ماردينلي