لقاء مع المخرج والممثل حسام حمود
- ديسمبر 6, 2010
- 0
مسرحيات … و مسرحيات منهجية .. ومسلسلات … ومسلسلات تربوية… حاولنا قدر الإمكان أن نأخذ الفكرة من المنهاج وليس المنهاج كاملاً ونعمل عليه بحيث تصبح دراما كاملة، وحوار مع الممثل و المخرج المسرحي والتلفزيوني حسام حمود
حسام حمود
بعد انتهاءه من بروفات مسرحية "رحلة النوتات الموسيقية".. وبالرغم من التعب استقبلنا المخرج حسام حمود ليحدثنا عن تجاربه و مسرحياته ومسلسل "معارف وحكاية" والكثير من الأمور الفنية.
سوف لن ننشر الأسئلة لأن الأجوبة غنية عن كل سؤال.
عن تجربته للمسرح المنهجي حدثنا قائلاً:
هي تجربة بدأت عام 2006 حاولنا جاهدين بأن نطورها وأن ننفتح بمجال المسرح المنهجي أكثر ما هو متعارف عليه عالمياً، فالمتعارف عليه عالمياً هو أن المسرح المنهجي يكون ضمن الصف الواحد لذا حاولنا قدر الإمكان أن نأخذ الفكرة من المنهاج وليس المنهاج كاملاً ونعمل عليه بحيث تصبح دراما كاملة منذ بداية المسرحية حتى نهايتها, وطبعاً هذا كان بالتعاون مع شاب مبدع يدعى (عابد ملحم) وكنا السباقين بهذا المجال على مستوى الوطن العربي بالتحديد وليس فقط على مستوى سوريا وقدمنا تقريباً خمسة أعمال وهي: مغامرات حاسوبية – حكاية جسم – أزمة قلبية – اختفاء سيبويه – بالإضافة للعمل الجديد الذي نعمل عليه الآن: رحلة النوتات الموسيقية.
اعتمدنا التنويع في المسرحيات على المعلومة والفكرة وأسلوب الطرح لكي نصل إلى مبدأ المسرح للجميع وليس لطبقة اليافعين بالتحديد, المسرحية للكبار والصغار وهذه المعادلة جداً صعبة. وحاولنا أن نعمل على مبدأ المسرح الدرامي الكامل وليس فقط المسرحية المنهجية التي تخص الأطفال.. مثلاً مغامرات حاسوبية: شخصيات المسرحية هي: المعالج والقرص الصلب واللوحة الأم والفيروسات التي تهجم على الجهاز, كتبها "عابد" بقلم كوميدي تربوي هادف بحيث نكون في حالة من التواصل مع الجمهور من خلال تقديم المعلومة والفائدة والدراما والمشاهد البصرية التي تخدم الفكرة والجمهور.
أما بالنسبة "لحكاية جسم": فالرواية كانت داخل جسم الإنسان والشخصيات هي الكريات الحمراء والبيضاء والكولسترول والتدخين وطبعاً عدد الممثلين كان 24 ممثلا على المسرح وهذا ليس قليلاً, بالإضافة لذلك نحن نتعامل مع أشخاص أكاديميين وفنيين ومنهم مهندس الديكور: الأستاذ(محمود الساجر) بالإضافة إلى مصممة الملابس (بتول عدس) والموسيقي: (عمار عساني) فجميعهم يتعاملون بروح الحرفية.
وعن التحضير للمسرح المنهجي تحدث: إن التعامل معه يختلف عن الأعمال المسرحية المتعارف عليها بشكل أو بأخر بدءاً بالتأليف وانتهاءً بأخر حركة على المسرح….لذلك أجلس جلسات مطولة مع المؤلف كي نصل إلى مسألة جذب الجمهور إلينا مع تقديم الفائدة. والشيء الممتع والحمد لله أننا نجحنا، فقد قدمنا أربعة أعمال نالت جوائزا على مستوى القطر بالإضافة إلى أهم جائزة وهي عرض الأعمال أمام أكبر عدد من الناس, ففي كل عام كنا نقدم أعمالا حقيقية ونعرض لمدة 10 أيام وكان كل يوم يأتي حوالي600 إلى 700 شخص بالإضافة إلى السبونسر إن كان إعلان صحفي أو إعلان طرقي وبالتالي جميع من حولنا وقفوا إلى جانبنا لأنهم كانوا مؤمنين بالعمل الذي نقدمه.
وتابع حديثه قائلاً: وزارة التربية هي السبّاقة في تبني هذا المشروع وإخراج هذه الأفكار إلى النور.. فأقامت مع منظمة طلائع البعث ندوة على مستوى القطر حول المسرح المنهجي والنموذج الذي طرح من خلال هذا المسرح وعممَ على كافة المحافظات بأن كل محافظة يجب أن تقدم أعمالا منهجية آخذين تجربتنا كمثال يحتذي.
الباحثة الألمانية (دورثي هيثوت) هي التي قدمت الأفكار والأبحاث حول مسرح المناهج وعُمل بها بكل أنحاء العالم وحتى الوطن العربي. وبمنهاجنا يوجد شيء يدعى بمسرح المناهج مثلاً: بداخل الكتاب نلاحظ أنه قد كتب على صفحة الكتاب مسرحية بحيث يفهم الطفل أوالطالب بأن هذه المسرحية يمكن أن يمثلوها في الصف وبهذا حاولنا أن ننطلق من الصف, وبشهادة لجان التحكيم فإننا نقدم مسرحاً بشكل تام وليس مسرحاً منهجياً ضمن صف.
بالنسبة للتحضيرات حدثنا: إنها شاقة جداً، بعض الممثلين عمل معي أكثر من مرة ومنهم لأول مرة يصعد على المسرح ولكن جميعهم خضعوا لدورات "إعداد ممثل" حيث نقوم بتحسين الصوت والجسد والإلقاء المسرحي والفرضيات المسرحية والإيماءات والنص التعبيري والسولفيج.. أي نشتغل على كل ما يخص الممثل من أدوات، يتدرب عليها كافة ويبقى لفترة شهر أو شهرين وهو يخضع لهذه الأمور ومن بعدها يدخل مرحلة النص وفيها بروفات الطاولة والحركة ومن ثم العرض المسرحي… وأعرف أن هذا يتطلب منهم جهداً كبيراً ولكنهم على قدر المسؤولية. وأعطي مثلاً؛ في "حكاية جسم" العمل كان بطريقة أكروباتية أي تعتمد على جسد الممثل وهذا الشيء يتطلب جهداً جسدياً ونفسياً وحركياً ويتطلب أيضاً تكنيكاً عالياً وأنا أحب أن أغامر مع هؤلاء الشباب.. لأنني أستطيع وأعرف التعامل معهم وأثق بهم.
سألتني العديد من الصحف لماذا لا تعمل مع الكبار؟ أجبتهم بأنني لا أستطيع… لأنهم متقوقعون ضمن إطار معين .. مع احترامي للجميع, والشباب يحب روح المغامرة ويحب أن يعمل شيئاً مميزاً, وبنفس الوقت نحاول في كل عام أن نحصل على جوائز على مستوى القطر وبالفعل نالها 3 أو4 ممثلين من أصل 16 وهذا الشيء ممتاز بالنسبة لنا ويشجعنا على تقديم جيل مسرحي مهم.
في بداياتي.. أنا ممثل .. ونلت جوائزاً على مستوى القطر وعملت أكثر من أربعين عملاً درامياً مسرحياً بالإضافة بأنني عملت كممثل في أكثر من خمس وعشرين عملاً تلفزيونياً محترفاً وأعيش من عملي. اتجهت للإخراج عام 1996 وأحببت الإخراج المسرحي بالتحديد وأردت أن أعمل بطريقة جديدة من خلال الشيء الذي أقوم به. وأؤمن جداً بأن المسرح رسالة للمجتمع وبأنه خلق للناس جميعاً فانا لا أعمل في المسرح التجاري لأني غير مؤمن به ..علماً أن المسرح التجاري عن مسرح تجاري آخر يختلف.
في سوريا طريقة فهمنا للمسرح التجاري خاطئة أي أنه فقط للإضحاك لذلك يهبط مستوى الفن للعمل المسرحي, وعملت 40 عمل كممثل وعملت 18 عمل إخراجي للمسرح ونلت عدة جوائز كمخرج مسرحي وقدمت أعمالاً مهمة من خلال أسلوبي للطرح والجرأة وآخر عمل كان لي بالنسبة للمحترفين يدعى "البحث عن الوردة" في 2008 من إنتاج عاصمة الثقافة العربية وتم عرضه حوالي(10) أيام و كنت الوحيد من حلب الذي تم اختياره من أصل (5) من سوريا قدمنا أعمالاً كانت برأيهم مهمة لأنهم كانوا حذرين بمسألة اختيار الأشخاص والنصوص لترتقي بمستوى عاصمة الثقافة العربية….والحمد لله قدمنا عملاً من تأليف الأستاذ "محمد أبو معتوق" ونجح، قد دعوني بأن أكون مخرجاً تلفزيونياً لعملٍ هو غريب من نوعه في التلفزيون.. (معارف وحكاية) وكما يوجد لدي اهتمامات تلفزيونية في الإخراج وخاصة الإخراج السينمائي.. فقد درسته عبر كورسات لأننا نحن في سوريا لا يوجد لدينا معهد أو جامعة للإخراج السينمائي لذلك يحاول الشخص إذا لم يستطع أن يسافر خارج القطر أن يدرس ذاتياً.
قدمت أول عملٍ لي باسم (معارف وحكاية) إنتاج التربوية السورية وهذا العمل موجه لليافعين وما فوق، قدمنا فيه كل شيء من أفلام وثائقية ورقص ودراما كبار علماً أن دراما الصغار هي من أصعب الدراما التلفزيونية .. بذلت كامل طاقتي على هذا المسلسل .. وكانت النتيجة برأيهم بأنه من أهم الأعمال التي قدمتها التربوية السورية. و سيعرض إنشاء الله في الأسابيع المقبلة على القناة التربوية السورية و من ثم يعرض على قناة الفضائية السورية و القنوات العربية الأخرى العمل من بطولة وتأليف بشار إسماعيل بطولة (رندا مرعشلي- عبير شمس الدين -هبة نور- شادي مقرش – أسامة السيد يوسف – مروان غريواتي) بالإضافة إلى ممثلين شباب خريجين من المعهد العالي للفنون المسرحية بالإضافة أيضاً إلى (6) يافعين مشاركين بالبطولة وهم من فرقتي المسرحية وبصراحة أذهلوا الفنيين الذين كانوا موجودين في العمل على إبداعهم والتزامهم, وذلك لأنهم؛ بالإضافة إلى مواهبهم، خضعوا إلى تدريبات كبيرة قبل العمل التلفزيوني، حاولت بهذا العمل أن أقدم شيئاً جديداً وأدعو الله أن ينجح عبر(15) حلقة درامية.. هو مسلسل متصل منفصل .. بمعنى آخر في كل حلقة نقدم عدة أفكار وعدة اقتراحات تفيد اليافعين والكبار عبر العديد من المعلومات .. إن كان عن طريق الفيلم الوثائقي أو عبر المشاهد التي يقدمها الأطفال، بالنسبة للشق الآخر للعمل، هو عبارة عن لوحات درامية نتقدم من خلالها وفي كل يوم حلقة فيها هدف اجتماعي أو نسلط الضوء على شيء موجود في مجتمعنا مثلاً: عن الرشوة – الدروس الخصوصية – التدخين – الهروب من المدرسة، طبعاً بأسلوب طرح جديد عبر شخصيتين هما إبليس والضمير والتحدي فيما بينهم ويحصل بينهما صراع وفي بعض الأحيان يتغلب إبليس على الضمير و أحياناً العكس صحيح.
وقمنا بالتصوير في عدة أماكن منها اللاذقية – القرداحة – زغرين – وادي قنديل – بانياس – حلب – دمشق – وبعض المناطق الأخرى مثل مشقيتا – بلوران- وهي حالة الأطفال الاستكشافية, حاولنا أنا والأستاذ بشار إسماعيل أن نقدم شيء جديداً وهذا العمل شارك في مهرجان جودان أوورد في الأردن و رشح إلى الذهبية و سيشارك أيضاً في مهرجان القاهرة للإذاعة و التلفزيون في الشهر الأخير من السنة .
لا يوجد عندي شيء يدعى بالأنانية أو التفرد بالرأي.. لسبب أنه أول عمل تلفزيوني ومن بطولة يافعين من تدريبي، وأحاول دائماً أن "أشتغل" على أسلوب التعامل مع هؤلاء الشباب ورفعهم لأنني أؤمن بهم لأنهم متحمسين من أجل أن يعملوا شيئاً مهماً في حياتهم…. ليسوا مثل الآخرين يشعرون بأنهم أصبحوا ممثلين.
وعن المشاريع المستقبلية تحدث: يوجد لدي عمل تلفزيوني تأليف الدكتور"طالب عمران" سيناريو وحوار "رانيا درويش" ومن إخراجي أنا, هو مسلسل سيكون على شكل أفلام دراما غريبة من نوعها لم يعمل بها أحد في الدراما السورية وسيبدأ التصوير في الشهر الثاني عشر, ولا يوجد فيه أطفال ويتكلم عن أمور موجودة في حياتنا ونحن لا نصدقها ولكنها … موجودة.
بالنسبة لاختيار الممثلين، أكون حذراً جداً وخاصة في المسلسلات التلفزيونية.. فأعمل دراسة كاملة عن الشخصية وحتى ولو كانوا نجوماً كباراً سيؤدون الأدوار، وهنا يكمن دور المخرج بأن يحاول أن يخرجهم من هذا الشعور (كونهم نجوماً كباراً) ويأخذ الإحساس الذي يريده ضمن أطروحات مختلفة وتقديمها بعيداً عن النمطية. كل ممثل جيد لديه أشياء كثيرة مخزونة في داخله وعلى المخرج أن يستفيد منها ويحاول أن يخرج منه أدواته الجيدة من خلال الحوار معه وتحفيزه بشتى الطرق.
مثلاً مسلسل "معارف وحكاية" الذي أخرجته، حاولت جاهداً أن أعمل شيئاً مغايراً للشيء المطروح، فعملت على مبدأ الكاراكترات.. لأن كل لوحة يقدم فيها الممثل شيء جديداً.. ومن الممكن أن يتكرر هذا الممثل تبعاً لأمور إنتاجية.. وبالتالي أحاول أن أقدم هذا الممثل بشكل وإحساس مختلف تماماً عن اللوحة التي قبلها أو بعدها رغم نطاق الـ 15 حلقة.
الشركات الإنتاجية والضغط الفعلي في الإنتاج هو الذي يرغم الكاتب بأن يعمل(30) حلقة في أي مسلسل كان، لذلك تضطر أن تشاهد أحياناً حلقة لا يوجد فيها أحداث.. فقط أفعال.
لكل مخرج أسلوبه وطريقة طرحه لوجهة نظره .. عن طريق إدارة الممثلين وتحريك الكاميرا أو استغلال الإضاءة وغيرها من أدوات التصوير، وأحياناً يفرض الحدث نفسه على المخرج في اختيار زوايا التصوير أو تقطيع المشاهد…
الدراما الخليجية مرتاحون إنتاجياً أكثر منا, المخرج يأخذ راحته لأيام عديدة في تصوير المشاهد، أما نحن هنا فالمسلسل من(30)حلقة يصوّر في (90) يوماً، مثلاً: مسلسل لعنة الطين كان سيتم تصويره في90 يوم ولكن تم تصويره بـ(65) أو(70) يوم وهذا إنجاز بالنسبة لشركة الإنتاج والمخرج لأن المخرج قدم شيئاً بحيث وفرّ على الشركة الأموال وطبعاً هذا لا يعني أنه تسبب بأذى لمستوى المسلسل.. إطلاقاً بل قدمه بالمستوى الجيد والمطلوب ولكن لو أن المخرج أخذ وقته كما يجب مثلما يعمل في الفيلم السينمائي لكان أبدع أكثر.
نحن في عالم الكاميرا يجب أن نتساءل في كل عمل نعمله عن ماذا نريد أن نقول ولماذا وبأي طريقة … وإلى أي مدى يمكن له أن يذهب بـ "تجاربه"… أنا أحترم هذا الشخص جداً ولكن في الأخير، هل قدم فائدة للمشاهد, التجريب بالكاميرا يجب أن يكون له أسس وقواعد.
وفي نهاية الحوار قال: أشكر هذا الحوار الجميل جداً وكنت صريحاً زيادة في بعض الأطروحات وشرحي لبعض الأعمال وأوجه شكري لموقع عالم نوح لأسلوبه المغاير وهذا دليل على نجاحه…
لقاء نوح حمامي ـ موقع عالم نوح
السيرة الذاتية للفنان حسام حمود