شادي نصير وعالم نوح يحاور المخرج الشاب يزن نجدت اسماعيل أنزور ليغوص في خبايا النفس الخاصة به

 

أجرى الحوار الفنان التشكيلي والاعلامي شادي نصير

وكما عوّدناكم أصدقاءنا في عالم نوح بتقديم كل ما هو و من هو مميّز، معنا اليوم :
مخرج شاب، له رؤيته وبحثه الدائم في اكتشاف وثبر أغوار مختلفة في عالم السينما، وبإصرار المفتون بعالم ولد وترعرع في كنفه، كان جحيم الأرض. هو طاقة استثنائية في تقديم ما تجيش به نفسه التي هي جزء من متوالية الحياة… شادي نصير  يحاور

 المخرج الشاب يزن نجدت اسماعيل أنزور ليغوص في خبايا النفس الخاصة به ويحاورها في هذه الأسطر

+ بين معاناة الأنا الداخلية وبين ميتافيزيقيا الحياة وجدليتها يخرج إلينا فيلم جحيم الأرض ويرصد أهوال ما بعد الفقر والألم، إلى عمق ما تعنيه الحياة والبحث الدائم عن وجوها، هل حقق جحيم الأرض ما يبحث عنه يزن؟

– جحيم الأرض هو اسم مخيف و كبير على دقيقتان ولكن برأي ليس هناك من جحيم أصعب من رؤية طفل يموت من الجوع, انتقيت بعض الصور التي تعبر عن الفقر الشديد الذي يصيب بعض مناطق العالم الفقيرة أو المشتعلة بلهيب الحرب وحاولت أن أحرك الصورة بتقنيه جديدة لأكسبها زخما أكبر لتشعرنا بتلك اللحظة المؤلمة, أتمنى أن تصل رسالتي لأكبر عدد من الناس علّني المس الضمائر النائمة .


.
+ كيف تقبل النقاد استخدامك الخاص للتقنيات في ظل العولمة الإبداعية وهل يؤثر ذلك على رهافة وإحساس المخرج؟

– يجب على المخرج الاطلاع على كل جديد من التقنيات الحديثة وإذا استطاع أن يتدرب عليها فهذا الشيء ممتاز لمسيرته الإخراجية فأنت عندما تعلم ما هي حدود التقنيات المتاحة لا تطلب من فريق الخدع السينمائية المستحيل و تهيئ التصوير ليتناسب مع التقنية المطلوبة, ولكن برأي الخدع السينمائية يجب أن تكون خادما للنص و ليس العكس و أنا من المخرجين الذين يفضلون الاستغناء عن هذه التقنية عندما أستطيع فليس هناك شيء أجمل من الواقع اذا استطعنا التقاطه بلحظته المناسبة.

+ جحيم الأرض ليس دراسة حالة فقط وليس ابراز عضلات، هو دراسة للحياة بكل ارهاصاتها وتجاربها رغم قصره ومدى وجودنا كجزء من دورة الحياة والموت، ما هي الرؤى التي ترصد من خلالها آليات الاخراج بغض النظر عن النص سواء طويل أو قصير؟

– يجب على المخرج أن يتشبع بروح العمل المحضّر له مهما كان حجمه وأن يفهمه ويدرس أبعاده فعند تقديم عمل هناك خيط رفيع يفصل بين تقديم العمل للبروز و الشوفانية أو الاخلاص الجاد لتلك القضية و بالحالتين سيقدم جهد ولكن برأي عند الاخلاص للعمل ستأتيك ثمار نجاحه تباعا دون حاجتك لتسليط الضوء عليها فلا يصح إلا الصحيح.

+ سؤال حصرا انت مخرج مهتم بالمادة البصرية وقوتها ومختزلا الحوار معتبرا إياه ثانويا او جزءا مكملا؟

– السينما هي لوحة بصرية متحركة مجتزأة من الواقع يضاف اليها خيال المخرج و الكاتب لتظهر لنا كما هي, الحوار هو جزء من الواقع ليس هدفي الهروب منه ولكني أحب اختزاله خصوصا عندما أشعر أن الحوار ضعيف وغير واقعي يشعرني هذا الشيء بخلل لهذا الواقع و يبعدني عن روح الفيلم, لذلك ستقع بخيارين إما أن يكون الكاتب يكتب بشكل واقعي بدرجه عظيمة و الممثل قادر أن يفصل نفسه تماما عن واقعه و يعيش الحالة بكل أبعادها وهذا صعب أحيانا أو أن تلجأ للغة الإشارة و اللعب على زوايا التصوير و الإضاءة لتوصل هدفك من المشهد وتبقي الجمهور بحالة الانجذاب لعالم الفيلم.

+ بين الوقوف على سفح الأمنيات وبين العمل الجاد لإخراج جيل مبدع له رؤيته ونظرته الاخراجية، هل برأيك كمخرج شاب لديه الطموح والإبداع ما يقدم يخدم الصناعة السينمائية في ظل وجود ماكينة سينمائية ضخمة في العالم سواء هوليود أو بوليود او السينما الاوربية ؟

– عندما قام شارلي شابلن بتقديم أفلامه لم تكن الإمكانيات الموجودة اليوم ممكنة و رغم ذلك قدم لنا سينما ممتعه و خالدة لكل الأجيال, الحاجة أم الاختراع, إذا كان عندك الاصرار و متمسك بقضيتك المطروحة صدقني ستتغلب على هذا الفرق التقني و تجد حلول تناسب امكانياتك المحدودة التي طبعا لا تقارن بما يقدم بهوليود أو بوليود أو غيرها.

+ يقال أن السينما السورية أصبحت سينما دراما تلفزيون وابتعدت عن حالتها الخاصة التي امدت وفرضت وجودها عبر عقود على الرغم من قلة الافلام المنتجة؟

– للأسف هذا الاتهام فيه الكثير من الصحة , ما يميز السينما السورية برأي أنها سينما مثقفة و مخرجوها يميلون للسينما السوفيتية التي تقدم سينما واقعية حقيقية مع الحفاظ على الاحساس السينمائي دون التكلف الزائد كما تفعل هوليود بمعظم افلامها, ولكن هذه السينما لها جمهورها الخاص المثقف أما بقية الناس فقد لا يفهمون برودة تلك الافلام وهدوئها وذلك انعكس على ايرادات تلك الافلام بشباك التذاكر, ومع انطلاق الدراما السورية و احتلالها الشاشات العربية و ايراداتها الكبيرة أثر ذلك على
السينما و دفعها لتتماشى مع السائد و المطلوب وحملت السينما قضايا كبيرة سواء وطنية او اجتماعية وذلك طغى على الجانب اللطيف الرقيق بالسينما.

+ هل أرى أن الأفلام القصيرة استطاعت أن تستوعب النقص الحاد في السينما السورية وما هي الآلية التي تراها كمخرج شاب للمحافظة على رونق السينما السورية للأفلام القصيرة دون حيادها عن هدفها في المادة الفيلمية وإيصال الرسائل؟

– انا من المعجبين بفكرة مهرجان سينما الشباب الذي تقيمه مؤسسة السينما السورية كل سنة و يضم 30 فيلما قصيرا لشبان ببداية مشوارهم الفني, ورغم قلة الإمكانيات وضيق وقت تصوير كل عمل استطاع بعض الشبان الخروج بأفلام برأيي أهم من الكثير من الأفلام الطويلة المكلفة و ذلك لعمق افكارها و طريقة طرحها الجديدة ولأنها حرة من القيود التي تكلف على التجارب الطويلة و أتمنى أن تنال تلك الافلام حقها من الوقت و التكلفة علنا نخرج بأفلام قوية تصل للعالمية.

+ هل تعتقد أن السينما السورية استطاعت اليوم كشف زيف التاريخ والإضاءة على ما تم اخفاءه تحت عباءات كثيرة، في الفن و التاريخ و السياسة، مقابل الماكينة السينمائية العالمية الموجهة ضد قضايانا؟ 
– هذه الأفلام برأي قد تمت بمعجزة وذلك للصعوبات الحقيقية التي تواجه كل من يشارك بهذه الافلام من صعوبة التنقل لخطر الإرهاب وقلة الموارد لصعوبة تسويق؟
هذه الأفلام, كان لي شرف المشاركة بها كمساعد مخرج كفيلم رد القضاء الذي يتحدث عن حصار سجن حلب من إخراج والدي نجدت أنزور. فعلا الصعوبات هائلة و لكنك تجد الإخلاص الكبير من كل الممثلين و الفنيين و إيمانهم بقضية الفيلم. لا نستطيع القول أننا قادرون على مواجهه الماكينة السينمائية العالمية و لكن نستطيع ان نقدم أفكارنا التي نؤمن بها ونخلص بتقديمها و هذا الشيء سينعكس حتما بشكل إيجابي على الثقافة العربية ووعي المشاهد. 



+ ماذا أضاف لك دبلوم العلوم السينمائية وكيف استطعت التحرر من سلطة الابداع الأبوي والجدي عبر تاريخ حافل لعائلة أنزور العريقة في السينما السورية؟

– لقد أضاف لي الكثير، فأنا قبل هذا الدبلوم كنت مشتتا لا أعرف هل أنا موهوب حقا بالإخراج أم أن تأثري بوالدي و جدي دفعني لحب الإخراج و أنا أكره التقليد و أحب تقديم نفسي كـ: يزن. رغم احترامي الشديد لوالدي و جدي. كل انسان له بصمة و صوت و DNA مختلف عن الآخر وأنا لي روحي و رؤيتي للحياة و يجب أن أجد طريقي الذي أعبر به عن ذاتي و أترك بصمتي ليأتي أحد آخر و يترك بصمته عله يكون ابني زيد الذي أشعر بموهبته منذ الآن. وأتمم، أتى أساتذة الدبلوم الكرام من مخرجين و كاتبين و فنيين كبار و ساعدوني على إيجاد طريقي وأشكرهم من قلبي لذلك.

+ هل تعتبر أن الإعلان هو جزء من القضية السينمائية وتُرسم من خلاله دقائق بسيطة لقضية مهمة تخدم شرائح مجتمعية كبيرة؟

– إذا كانت السينما تختزل الحياة بساعات و دقائق فان الإعلان قد يختزلها بأقل من دقيقة فكم هو صعب ذلك, انا اعتبره كرسم الكاريكاتير،
مختصر جدا ولكنه واسع الفكر و التأثير, وأقصد بذلك طبعا الإعلانات الراقية. وبرأي تستطيع أن تقدم إعلان مربح و راقي بابتعادك عن الابتذال و اعتنائك بالتفاصيل الصغيرة مع تقديمها بجودة عالية, تستطيع أن تُضحك المشاهد دون أن تكون مهرجا و تستطيع أن تبكي الناس دون أن تتوسل لعطفهم.


.
يزن نجدت اسماعيل انزور عملت كمصمم غرافيك و ديكور داخلي مع والدتي المهندسة مي قوشحة
عملت بالتجارة لمدة 5 أعوام
أرسم الكاريكاتير و أحب تأليف الموسيقى التصويرية و اسعى مستقبلا أن اؤلف موسيقى أفلامي,
صورت 15 فيلما قصيرا كتدريب مع أصدقائي


اخرجت فيلمان قصيران أحدهما باسم الجحيم على الارض والآخر كأول إعلان لي لــ: أجنحة الشام للطيران 
رابط الفيلم على الفيس البوك : جحيم على الأرض

 و أغنية وطنية بجهد شخصي

 وقمت بتصوير العديد من الصور الفوتوغرافية أثناء تصوير أفلام أبي و لاقت استحسان الناس على وسائل التواصل الاجتماعي
تخرجت بالمرتبة الأولى من دبلوم علوم السينما

ولنكتشف بعض من ابداعات المخرج الشاب يزن أنزول في فن التصوير الضوئي: