لقاء مع النجم علي الإبراهيم لعالم نوح مع شادي نصير: لست ضد أي تجربة من تجارب الشباب بل أدعمها حتى النهاية، فلا بد من التجريب وخصوصاً فيما يتعلق بالمسرح

النجم علي الإبراهيم

مع أنه من الخريجين الشباب إلا أن إطلالته الفنية لها حضورها الخاص، مكنته من حجز مكاناً بين النجوم في الدراما السورية، له طريقته الخاصة في اختيار تفاصيل الشخصية التي يؤديها وقد صور عدد من المسلسلات وعدد من الأفلام التي تركت له صورة لامعة عن المشاهدين وقد إلتقاه عالم نوح شادي نصير وكان معه الحوار التالي:


*حدثنا عن البدايات الفنية؟

** كنت من أشد الكارهين للمسرح وانقطعت عن متابعته، وذلك بسبب عرض مسرحي كان الأداء النصي والإخراجي فيه مختلف أو غير مفهوم بالمعنى الحقيقي، ولكن من أعادني إلى المسرح وجعلني أعشقه زياد الرحباني الذي استطاع أن يؤسس جيل عربي مهتم بالمسرح، بل وعاشق له، حتى أنني أحفظ مسرحياته بشكل كبير، وبعد فترة عدت لحضور المسرح، وهنا أصبح هدفي الانتساب إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، ودخلت المعهد بعد صعوبة ومشقة وعدة محاولات.

*ما هي الأدوات التي تتسلح بها لقولبة الشخصية كممثل شاب بعيداً عن نظرة المخرج للنص؟

**أثناء تواجدي في المعهد العالي للفنون المسرحية، وضمن مشاريع المعهد كان المطلوب التجريب والبحث في الشخصيات، وكان لا بد من التفكير في المقترحات، ولا بد من نسف المقترح الأول، والتفكير في المقترحات قبل النهائية.

وبمادة التمثيل في المعهد لديك مساحة من التجريب تتعدى الستة أشهر وبعدها تقديم المشروع، وهذا يتطلب جهداً للبحث عن تاريخ الشخصية وكتابتها وخصوصاً إذا لم تكن موثقة وكيفية تصرفها وكلامها، وأي تفصيل صغير لها.

*أنت من جيل الشباب الذي يصور واقعه، ما قدمته من خلال الدراما، وهل استطعتم الإضاءة على مشاكل الشباب؟

**لا تزال تجربتي صغيرة والفكرة أننا ملزمون بالنص المكتوب، وبكل صراحة في بداياتنا لا نستطيع الاعتذار إلا إذا كان النص دون المستوى المطلوب، ونحن كشباب لا نزال مظلومين بتقديم رؤيتنا ومشاكلنا التي لم نستطيع تقديمها حتى الآن.

وفي نهاية المطاف نحن من المجتمع ولم تطرح كل المشاكل بجرأة وحقيقية الأمر فالمواضيع تتجه نحو التسويق مع وجود استثناءات.

*صورت في عدد من الأفلام، فماذا تحتاج السينما السورية لتكون سينما عالمية؟

**تحتاج السينما إلى ضخ أموال فيها، ولا أعرف مدى قابلية الجمهور لوجود أفلام شباك تذاكر، فتمتلك دمشق عدد لا بأس به من دور السينما المجهزة، والتي تساهم برأيي في تحريك عجلة السينما لو تم استثمارها بشكل جدي وحقيقي.

وقد قدمت عدد من الأفلام منها فيلم "خطوة خطوة" وهو من بطولتي وإخراج "بيان طربيه" وفيلم قصير بعنوان "في غيابات الحب" إخراج الدكتورة "إيفا داوود" وهو الحاصل على الجائزة الثانية في مهرجان الأفلام القصيرة في الولايات المتحدة الأميركية

*عملت مع عدد من المخرجين المختلفين بطريقة الإخراج والرؤية الفنية، كيف استطعت التعامل مع اختلافهم، وماذا أكسبك ذلك؟

**عادة لا أقوم برسم تصور مسبق عن المخرج الذي سأصور معه، ولا حتى عن آلية عمله، فلا بد من أن يكون عندي رؤية خاصة بي وتصور خاص للشخصية التي سأقوم بتأديتها، ومن ثم أبحث في رؤية وتصور المخرج للشخصية، فكل مخرج لدية تميز عن المخرج الآخر، بشكل اللقطة وزاويتها وحتى بأداء وحركة الشخصية، وأغلب من عملت معهم من جيل الشباب وهم متفهمون جداً كوننا شباب لم نختبر الكاميرا لأنه وأثناء دراستنا في المعهد لا نتعلم أي شيء عنها وعن آلية أخذ الكادر أو اللقطة، فنحن خريجي مسرح.

*ما هي مكتسباتك الفنية من أدوات المخرجين، وما مدى استطاعتك تطوير هذه المكتسبات أمام الكاميرا؟

**لا بد للفنان من اقتباس أو أخذ الرؤية أو الحركة التي يقدمها المخرج، ولأننا كما قلت في السابق خريجوا مسرح ولم نتعود على تقنيات الكاميرا، فيتخرج الطالب وهو حائر هل يقوم بالعمل في المسرح أم في التلفزيون أو في السينما وكل منهم له رؤيته الخاصة.

وكان أول وقفة لي أمام الكاميرا في صيف السنة الثالثة مع المخرج "جود سعيد" وكانت أثناء تصوير مشاهد فيلم مرة أخرى، وكانت مرحلة تمهيدية وغريبة وبعيدة عني ولكن الحالة اختلفت وتعودت على الكاميرا في الفيلم الروسي"كيفورك وارطنيان" مع المخرج فلاديمير كوستاف ومع الأيام والخبرة تتغير نظرتك وتتطور لهذا الجهاز ويصبح صديقك.

*هل ترى كنجم سوري أنكم مقرين بحق المسرح على حساب الدراما؟

** للأسف نعم ومع أننا نمتلك دراما ممتازة بل أكثر من ذلك هناك تقصير بحق المسرح ومع محبتنا الدائمة للمسرح إلا أن العائق الدائم في تجدد وازدهار المسرح يكمن في الإنتاج فالعمل المسرحي مكلف إنتاجياً، بداية من البروفات ومكان العرض والديكور وغير ذلك.

بعد التخرج مباشرة كان هناك نية تأسيس فرقة مسرحية، ومع الاجتماعات المتكررة تبين أن إنتاج المسرحية يتطلب مبلغ كبير جداً يفوق قدرتنا، وتوقف المشروع، فنتمنى أن يكون هناك شركات إنتاج متخصصة في الإنتاج للمسرح، أو أن يكون هناك سبونسرات داعمة للمسرح، وهناك طبعاً استثناءات قامت بها شركات وتحت رعاياتها تم إنتاج بعض النصوص المسرحية ولكنها لم تستقطب الشباب بل الأسماء الكبيرة في الوسط الفني، فمسرحنا مهم جداً ونحن مقصرين بحقه

*كيف ترى التجارب الشبابية في مجال المسرح؟

** لست ضد أي تجربة من تجارب الشباب بل أدعمها حتى النهاية، فلا بد من التجريب وخصوصاً فيما يتعلق بالمسرح لأنه في حال توقف التجريب توقف الفن والإبداع.

*ما هو الجديد الذي تقوم بتصويره؟

حالياً أنهيت تصوير مسلسل "المفتاح" مع المخرج الكبير هشام شربتجي وأنهيت أيضاً مسلسل "رفة عين" مع المخرج مثنى صبح.

و طبعا لا بد لنا من توديع النجم علي الابراهيم متمنين له المزيد من النجاح والشهرة التي يستحقها.

1-5-2012 ـ دمشق ـ شادي نصير ـ عالم نوح