لقاء مع عبد الوهاب انبيعة

الفنان عبد الوهاب انبيعة والاعلامي شادي نصير وعالم نوح

ـ أستلهم من التاريخ الخطوات العريضة

ـ المواد بالنسبة للتراث هي مواد من الارض

ـ في سوريا تتنوع المواد من شجر طبيعي وقصب

درس في معهد الكهرباء وتفوق فيه ولكنه لم يتخلى يوماً عن عشقه في رسم الخيال وتطبيقه وتحويله إلى واقع حقيقي ملموس فابتكر ديكورات أدهشت العالم وأرست له قواعد مهمة جعلته ينتقل من بلده سورية إلى المملكة العربية السعودية ليبني ديكورات فريدة من نوعها جعلته واحداً من أهم المصممين في المملكة سواءً في الديكور الداخلي أو الخارجي، إنه الفنان والمصمم عبد الوهاب انبيعة والذي كان معه الحوار التالي:

ـ كيف تستطيع أن ترسم من خلال الخيال واقعاً تجسده في البناء المعاصر؟

أرسم تصاميمي من خلال المساحة والتصميم إضافة الى الموقع، كلُ ذلك يلعب دوراً مهماً في تصاميمي، فعندما أمتلك مساحة كبيرة أستطيع أن أبتكر التصميم المناسب لي ولصاحب المكان, وبالنسبة للبناء المعاصر تدخل فيه العناصر المتنوعة من الديكورات الكلاسيكية ولكنني اتخصص بشكل عام بالتراث.

ـ هل ترى أن الواقع البنائي المعاصر له امتداد في الذاكرة البشرية (السورية) وهل تستلهم من تاريخنا لتؤسس لبناء حديث؟

أستلهم من التاريخ الخطوط العريضة والايحاءات التي تعيد المتلقي للزمن القديم أما التفاصيل الباقية فهي من ابتكاري بما يتناسب مع هذا التاريخ, ولا أقف عند تراث محدد فاستفيد من كل التاريخ أينما كان سواء تراث عربي أو أجنبي من الشرق أو من الغرب, ولكنني لا أفرض التراث على المتلقي، لأنه من الأكيد أن لا يتقبل الأشخاص أي تراث لا يخصهم بل أضيف إليه من تراث البلد ودمج التراثين لإرضاء الأذواق.

ـ ما هي المشاريع الحيوية التي قمت بتنفيذها في سوريا والمملكة العربية السعودية مكان اقامتك الحالية؟

في سورية ساهمت في العمل على مجموعة متنوعة من المقاصف والمطاعم الضخمة والكافيتريات, وقد حاولت نقابة الفنون الجميلة ضمي إليها ولكنني لم استطع لعدم إقامتي في البلد، أما في السعودية عملت حتى الان حوالي إثنا عشر متنجع وأربع محلات تجارية إضافة الى بنك، وكان كلاسيك بأنواع عديدة من المواد, وأقوم بتصميم تماثيل ومجسمات في مختلف الأحجام.

ـ ما هي المواد الخام التي تستخهدمها في عملك؟

المواد بالنسبة للتراث هي مواد من الأرض ومتوافرة بكثرة أما الأعمال الكلاسيكية فهي تختلف ولها أمكنة معينة، وأكثر الأعمال مصنوعة من الإسمنت كأساس وليس لها صلاحية معينة.

ـ هل تعتبر أن وجود مساحات للبناء مهم أم أنك تستطيع أن تقدم عملاً يناسب المكان والذاكرة المكانية بأقل مساحة ممكنة دون أن تجعله يبقى خارج المألوف؟

يهمني موضوع المساحة بشكل كبير وخصوصاً المساحات الكبيرة، فالتصميمات في المساحات الكبيرة تبرز جمالياتها, على عكس المساحات الصغيرة، وفي الاماكن الصغيرة الخاصة أعمل على ما يناسب المكان فلا مشكلة في ازالة بعض الجدران أو اضافة غيرها.

ـ هل أنت مع الأبنية العصرية التي تستلهم من الخيال العلمي الغريب؟ وأين هذا الخيال في عيون مهندسينا وفنانينا؟

طبعا, فقد أقمت في إحدى المنتجعات بحيرة بداخلها سفينة فينيقية كاملة تضم مجموعة الكراسي تستوعب خمسة عشر شخصاً، وهي مكان للطعام وتصعد اليها عن طريق جسر معلق، لأن مساحتها تحتاج الى جسر لتصل إليه, بالإضافة إلى مجلس رجال على شكل مغارة ومحتوياته الداخلية صخور والفرش كان منحوت من الصخر، وغرف النوم كلها من الصخور الاسمنتية وهناك برك سباحة وبوابة المنتجع أعمدة تدمريه قديمة.

ـ أنت فنان يستهويك البناء والتصميم الداخلي؛ ماذا تحدثنا حول بحثك عن التميز في عالم الهندسة الداخلية, وهل تتقيد بالموضة المسيطرة على الواقع البنائي من حيث الشكل وطريقة البناء أو اختيار الألوان؟

أنا من متتبعي المجلات العالمية التي تهتم بالموضة والصيحات الخاصة بالبناء والتصميم الداخلي والخارجي، فـ أستوحي منها بعض الأفكار ولكن لا أنفذ ما فيها لأنني لا أقلد الديكورات فهي ملك صاحبها,أو حتى ديكوراتي فـ أنا لا أقوم بالتصميم ذاته مرتين فكل عمل لديه ذاكرة خاصة به, والتحديث يكون بالشكل واللون لانك بحاجة لأن تتماشى مع العصر، والأعمال التراثية ألوانها ثابتة مهما تغير العصر أو الوقت.

ـ كيف تستطيع أن تتعاطى مع من يطلب منك عملاً مميزاً وهل يلهمك الشخص ويلعب دوراً حاسماً في رؤيتك للمشروع؟

أخذ الانطباع وأدرس الفكرة التي تقدم لانني لا أفرض الديكور الذي أقوم بتصمميه على أحد, وأستلهم من أفكار الزبائن وأدرسها ومن ثم بالحوار أستطيع الوصول إلى تفاهم حول التصميم النهائي، لكن عندما يفرض علي ديكور محدد فأي شيء مستقبلي يسيء للديكور لا أتحمل مسؤوليته.

ـ ما هو سبب انتقالك للعمل في السعودية؟

لأنني بحاجة إلى تطوير عملي، وتوسيعه, فعندما تسافر إلى بلد يحتوي على أكثر من ثلاثين جنسية متنوعة عربية وأسيوية وغربية, تأخذ منهم الأفكار وتدمجها مع أفكارك. هذا هو سبب ذهابي إلى المملكة.

ـ هل الحصول على المواد في سوريا صعب؟

أبداً, أنا أعاني في الخليج من قلة وشح في المواد التي تخدمني بالتصاميم التراثية, ففي سوريا تتنوع المواد من شجر طبيعي وقصب وتربة وغيره من المواد، أما في الخارج غير متوفرة وإذا توفرت فهي غالية الثمن وأغلبها مستوردة.

هل تختلف الذائقة الفنية بين دولة وأخرى؟

من الطبيعي أن تختلف الذائقة الفنية بين بيئة وأخرى, ومجتمع وأخر, ولا يمكن أن أقوم بصناعة أي تراث لأي بلد في بلد آخر يحتوي تاريخ وحضارة متميزة إلا بطلب من الأشخاص نفسهم, ففي السعودية يوجد أبنية أثرية من الطين تعود للفترة العثمانية نستفيد منها في الحراك الفني الهندسي في الديكور.